من المستفيد من الهدنة؟؟

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

يبدو أن الأمور المتعلقة بهدنة انسانية لمدة 5 ايام مقابل إطلاق عدد من الأسرى لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة باتت وشيكة وأقرب من اي وقت مضى.

وحسب بعض التسريبات عن هذه الهدنة المتوقعة التي لم يعلن عن تبنيها بشكل نهائي حتى كتابة هذه السطور فان الآلية تتمحور حول عملية تبادل متساوية و متشابهة من حيث طفل مقابل طفل او امرأة مقابل أخرى.

وبعيدا عن الخوض بالتفاصيل المتعلقة بالهدنة والإجراءات فان القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل القطاع ستبقى مكانها وذلك حسب التسريبات أيضا في حين سيسمح بممرات آمنة لانتقال مواطني غزة من شمال القطاع إلى جنوبه .

فإنها اي الهدنة ستخدم دولة الاحتلال أكثر من غيرها بسبب الضغط الشعبي الذي يمارسه مواطنوها على الحكومة الذين اجبروها على هذه الصفقة .

وتشكل هذه الصفقة مخرجا وفسحة لالتقاط انفاس دولة الاحتلال التي استمرت طوال الأيام السابقة بالمراوغة والمماطلة ، على أمل تحقيق انجازا يذكر على الأرض يمكنها من تحرير اسراها كما وعدت ، او إجبار حماس وفصائل المقاومة على الخضوع وتسليمهم دون شروط كما توهمت جراء الضغط وما تقوم به من إبادة جماعية قتلت اكثر من 13 الف شهيد جلهم من الأطفال والنساء .

وبعد فشلها اي حكومة الاحتلال بالايفاء بوعودها بانها لن تعود عن حربها وهمجيتها الا واسراها معها خاصة بعد الصمود الحمساوي الذي شكل قصة أسطورية لم يشهده التاريخ الحديث. اضافة الى فشلها بفرض واقع جديد على الأرض وتهجير اهل غزة إلى خارج القطاع الذي جوبه برفض مصري وصمود غزي رفض أهلها مغادرتها على الرغم من القصف العشوائي الذي تشنه قوات الاحتلال دمرت جميع المستشفيات والمدارس وخزانات المياه وقطع للكهرباء والاتصال كما منع دخول المواد الغذائية خاصة في شمال غزة وجدت نفسها مضطرة القبول . وفي المقابل فان موافقة حركة حماس على الصفقة ان تمت جاءت لعدة اسباب وداوفع منها إنسانية وتكتيكة تتمثل بالسماح بدخول كميات من المساعدات للناس الذين يفتقدون لادنى مقومات الحياة بعد ان منعت عنهم دولة الاحتلال كل شيء حتى الهواء الذي أصبح ملوثا بروائح البارود وشظايا القنابل والصواريخ.
كما ارادت حماس توجيه رسالة للعالم بانها حركة مقاومة لا إرهابية كما تصفها دولة الاحتلال وأنها تهدف إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين الذي تعتقلهم إسرائيل منذ سنوات طويلة .

كما ارادت آن تقول للعالم والداخل الإسرائيلي بان حكومتهم تماطل وتكذب عليهم .

ونأمل أيضا ان تتمكن حماس وجهازها الحكومي في القطاع من إدخال وسائل الإعلام والتلفزة العالمية ليروا على أرض الواقع حجم الدمار الذي سببته دولة الاحتلال ليكشفوا الزيف الإسرائيلي والتضليل الذي مارسته عليهم خلال الأيام ال45 الماضية وما روجت له من ادعاءات باطلة باستخدام حماس للمستشفيات والمدارس.

بعد ان كشف زيفها وكذبها رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق يهود باراك الذي قال أمس الأول ان دولة الاحتلال قد بنت نفقا تحت مستشفى الشفاء قبل خروجها من القطاع حسب ما تداولته بعض وسائل الإعلام .

ونأمل أيضا بأن تكون هذه الهدنة مقدمة لأخرى أطول، و فسح مزيد من الوقت للدول الفاعلة والنشطة لإيجاد حل دائم يقود إلى وقف لإطلاق النار وخروج للقوات الإسرائيلية من القطاع التي تجد نفسها في مأزق ولن تحتمل كلفة حرب طويلة ولن تهنأ باي انتصار وهمي ويوجد لها جندي واحد في قطاع غزة .

وبالتالي فان الهدنة اذا ما تمت فإنها لمصلحة دولة الاحتلال التي تبحث عن مخرج وتأمل ان تخف حالة الضغط والسخط الشعبي من الداخل عليها وكذلك ذر الرمال في عيون الرأي العام العالمي الذي اخذت رقعة استنكاره لبشاعة الجرائم تزداد وتتسع.