رد اعتبار ملكي رسمي لغليان الشارع بأجندة "عداوة على عداوة" مع إسرائيل ولا للي الذراع
جفرا نيوز - فرح سمحان
حالة الغليان الشعبي التي انتابت الشارع الأردني على وقاحة وعربدة الاحتلال وجرائمه في غزة قابلها رد اعتبار من الجانب الرسمي وقنوات الاتصال الدبلوماسية في المملكة التي هي بالأساس شوكة ناعمة في حلق إسرائيل ؛ والخبطة الكبرى التي لوت ذراعها هي تصريحات الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله التي اتخذت سمة الوضوح والصراحة وجعلت الموقف أشبه بإزالة الأجهزة عن مريض بغرفة الإنعاش لأنه لا يستحق الحياة .
تصريحات الملك كانت حاسمة وبعيدة عن اللغة الفضفاضة تحديدا عندما يتعلق الأمر بالقضية المحورية لدى الأردن ؛ لذا لم يكن مهما أي ردة فعل من جانب إسرائيل تحديدا في الوقت الذي راهن فيه العالم على موقف المملكة من الأحداث الأخيرة في غزة ، وما تمم المشهد تصريحات الملكة الجريئة جدا وبمكانها عند ظهورها الإعلامي على أكبر المحطات العالمية وموقف ولي العهد الصلب وصولاته وجولاته ، لتنهال بعدها روايات وترهات قادة الاحتلال وإعلامهم الذي أفحمته الحقيقة ويحاول تغطيتها بطرق مختلفة ، وهذا ما دفع الرأي العام العالمي للسخط والاشمئزاز من فظائع إسرائيل وإرهابها في غزة ، ما جعل عدائهم يزيد ويُترجم بأفعال كان آخرها استهداف المستشفى الميداني الأردني.
الهندسة الأردنية للمشهد رسمت شكل وخطوط العلاقة مع إسرائيل لاحقا والتي لم تكن في أحسن حالاتها ما قبل 7 أكتوبر 2023 ، الأمر الذي أعلنه وزير الخارجية أيمن الصفدي عندما فتح الباب على مصراعيه بتصريحات قال إن الملك من رسم مساحتها ما يعني أن ملامح الرسائل وشكلها كان بإرادة عليا وتنسيق على أعلى المستويات كرد قاس لا مجال فيه للاستئناف أو المجاملات الباردة .
الدولة الأردنية وعلى الرغم من مخططات المكر والخيانة وأساليب التشكيك ، ردت وحاربت بسلاحها الخاص ولم تأبه لأية إجراءات أو تهديدات لن تقدم أو تأخر لأن ديدن الموقف هو الثبات وحفظ خط الرجعة بذكاء ، الأهم أن تصريح الوزير الصفدي بأنه لا توقيع لاتفاقية الكهرباء مقابل الماء مع إسرائيل وأن وادي عربة هي مجرد ورقة عاف عليها الزمن ، كان صفعة حفظت ماء وجه العرب من الجانب الأردني الذي اختار مبدأ "عداوة على عداوة" مع الاحتلال على أن لا تكون فلسطين كبش الفداء لمهاترات لم تعد تؤتي أوكلها ، فيما كان لزاما أن تعرف إسرائيل أن الأردن لا يمكن وبعيد عن أنف أحد أن يلوى ذراعه أو يرضخ تحت أي ظرف طالما أن القيادة والشعب والحكومة لا يملكون من الأجندة إلا حد اللاءات الثلاث "لا للتهجير ولا للحصار الإنساني ولا للعقاب الجماعي في غزَّة" .