بالبراهين.. كيف ستغيّر غزّة العالم؟
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
ليست مبالغة، بل هذا ما ترصده مراكز الدراسات في الاقليم والعالم وكذلك «مركز الدستور للدراسات الاقتصادية» فان غزّة ومنذ 7 تشرين الثاني الماضي وخلال 45 يوما غيرت الاقليم والعالم.. وهذه بعض الأدلة والبراهين على ما نقول.. ووفقا لخلاصات دراسات متعددة:
1- حرب العدوان على غزّة عطّلت كل المخططات الرامية لما كان يروّج له الكيان الاسرائيلي من مشاريع «السلام الاقتصادي» في الاقليم والعالم، لتؤكد غزة بمقاوميها ان لا سلام ولا أمن ولا أمان الاّ بعودة الحق لاصحابه.
2 - أحداث7 اكتوبر/ تشرين الاول الماضي أعادت الولايات المتحدة الامريكية «مجبرة» بصولجانها وقواتها الى المنطقة وهي لم تكن تخطط لذلك بل على العكس كانت تعتقد أنّ هناك من يحرس مصالحها في المنطقة دون الحاجة لتواجد عسكري كبير وهي التي قررت الانسحاب من «الشرق الاوسط الكبير» وتحديدا من العراق ومن سوريا ومن افغانستان لتضطرها المقاومة الى العودة للحفاظ على مصالحها بعد أن انكشف ضعف حارستها «اسرائيل» في المنطقة فعادت بسرعة بحاملات طائراتها وغواصاتها النووية وجيوشها الاستخباراتية.. حفاظا على وجودها في المنطقة.
3 - وعلى ذكر «الوجود الامريكي» في المنطقة وأهميته فان روسيا الموجودة بالمنطقة في سوريا تحديدا ترصد وتتمنى اطالة أمد الحرب ومزيدا من التعثر الأمريكي لأن كل ذلك جعلها تتنفس الصعداء في حربها على اوكرانيا، وهاهي اوكرانيا تستنجد طلبا لامدادات لم تعد كما كانت قبل الحرب على غزّة التي باتت أولوية للولايات المتحدة الامريكية.
4 - الصين ترقب المشهد لاعتبارين: الأول مصالحها في المنطقة والتي كانت الولايات المتحدة تخطط لافشالها من خلال مشاريع اقليمية كبرى أخرى تدخل في طريق الصراع على هذه المنطقة الاكثر سخونة والاكثر ثروة في النفط والغاز..وثانيا: كي تستفيد من مخرجات الحرب على غزة وما تمثله لامريكا واسرائيل في قضيتها وحربها القادمة ان تعرضت مصالها للخطر في «تايوان».
5 - «غزة» والمقاومة في غزّة ستغيّر عاجلا أم آجلا الحكومة الاسرائيلية التي فشلت فشلا ذريعا يوم 7 تشرين الاول ولا زالت تفشل في ادارتها لحرب لم ولن تحقق اهدافها بإذن الله وببسالة غزة وصمودها.
6 - «غزة» قد تغّير المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة الامريكية العام المقبل 2024 لأن الديمقراطيين وضعوا كل أوراق رهانهم بيد نتنياهو وهو بذاته بات ورقة محروقة، والديمقراطيون لن يصمدوا كثيرا كلما طال أمد الحرب لاسباب في مقدمتها:
-ضغط الجمهوريين عليهم خصوصا داخل أروقة الكونغرس الذي بات يتحفظ على صرف المليارات التي تنفق للحرب في اوكرانيا والآن من أجل اسرائيل..وهم يتصيدون فشلا للديمقراطيين في ادارة المعركة تساعدهم في الانتخابات الرئاسية القادمة..كذلك فان أكثر مسيرات احتجاجية ضد اسرائيل في العالم-بحسب مراكز رصد ودراسات- هي في الولايات المتحدة الامريكية (600 مسيرة احتجاجية خلال الفترة من7 وحتى27 تشرين الماضي ومعظمها في الجامعات الامريكية) ..وثالثا: فان طول أمد الحرب وزيادة أعداد القتلى في غزّة ومعظمهم من الاطفال والنساء سيشكل ضغطا على امريكا من حلفائها في الاقليم والاتحاد الاوروبي.
7 - هناك تغيير في العالم أحدثته حرب العدوان على غزة في عدة أمور هامّة في مقدمتها:
أ) - من يقود العالم؟ فهناك تراجع كبير في سمعة الولايات المتحدة الامريكية المنحازة بطريقة مفضوحة جدا لدول العالم وهذا بات يزيد من الدعوات لنظام عالمي جديد لا يقوم على أساس القطب الأوحد وهذه دعوات باتت تنجح بها كل من روسيا والصين مع التوسع في تحالفات عالمية جديدة كان آخرها توسع مجموعة «بريكس» الى «بريكس+»..وقد سبق ذلك توسع «أوبك» الى «أوبك+».
ب) - مستقبل «الامم المتحدة» و«مجلس الامن» والفشل الذريع بفرض وقف لاطلاق النار الوحشية على غزة مما أجّج الدعوات لخلق كيان جديد وتغيير تركيبة مجلس الامن.
ج) - سقوط ذريع لـ «القانون الدولي» الذي ينادي به العالم ضد روسيا في اوكرانيا ولا أحد يتحدث عنه بما ترتكبه اسرائيل من مجازر..اضافة الى سقوط مفاهيم عديدة ثبت كذب مروجيها من «حقوق الانسان» و«حقوق الاطفال» و«تمكين المرأة»..الخ.
8 - خلاصة القول فإن «غزة» التي لا تزيد مساحتها على 360 كيلو مترا وببضع آلاف من المقاومين..وبمليوني غزي ونيّف هم من غيروا وسيغيرون العالم وليس أؤلئك الذين يخطّطون لمرحلة «ما بعد غزّة» وكأنّ الحرب قد حسمت، متناسين أنهم لو كانوا قادرين على الحسم لفعلوا، ولكن يد الله فوق أيديهم..وستسطّر بطولات وصمود المقاومة والغزّيين لشرق أوسط - بل لعالم جديد- بعض متغيراته ما ذكرناه في هذا المقال..والقادم أعظم.