هكذا يمكن تطوير الانضباط الذاتي والسيطرة على الفوضى الداخلية

جفرا نيوز - يعاني الكثير من الشباب من الفوضى الداخلية وبالنسبة للكثيرين، يعد الانضباط الذاتي هدفًا لامعًا في الأفق البعيد، وهو الوقت الذي نتغلب فيه أخيرًا على ذواتنا الفوضوية وغير الكاملة، وهو المسعى القديم الذي ظل المعلمون والمدربون يدفعوننا منذ نعومة أظفارنا إلى القيام به، فمن خلال الانضباط الذاتي، يتمكن الشباب من الالتزام بأهدافهم بل وتحقيقها ومن ثمّ الوصول للنجاح بالحياة... بالسياق التالي سيدتي التقت اختصاصي التنمية البشرية د. سعيد إسماعيل ليخبرك عن طرق يمكن من خلالها تطوير الانضباط الذاتي.

• إتقان ضبط النفس أصعب مما نعتقد

يقول د. سعيد إسماعيل لسيدتي: يسعى الكثيرون إلى ممارسة الانضباط، لكن إتقان هذا النوع من ضبط النفس أصعب مما نعتقد، حيث تؤثر صحتنا العقلية وتربيتنا وعاداتنا الشخصية وظروفنا الحالية على طريقة تعاملنا مع أنفسنا، حيث يكون الانضباط الذاتي بمثابة عصا قياس نستخدمها للحكم على أنفسنا، وشخصيتنا، وأفعالنا، على أننا في بعض الأحيان نخلط ما بين الانضباط الذاتي وبين قوة الإرادة.

يؤكد إسماعيل أن الانضباط ليس وجهة للتعلم أو مهارة فطرية إنما هو ممارسة، والممارسات لا تنتهي أبدًا، لكننا من خلالها نصبح أكثر مهارة.

يتطلب تعلم كيفية الانضباط الذاتي ممارسة متعمدة، تمامًا مثل حب الذات أو مواجهة مخاوفنا. على الرغم من تحقيق الانضباط قد يبدو أمرًا بعيد المنال إلا أن التحسن أمر ممكن دائمًا، فمن خلال الممارسة والدأب وعدم اليأس وعندما نتعلم كيفية التعامل مع هويتنا ونستفيد مما لدينا من مهارات شخصية يمكننا بالتأكيد تطوير الانضباط الذاتي، ويشدد إسماعيل أن لوم الذات أو مقارنة افتقارنا إلى الانضباط الذاتي بالآخرين لن يساعدنا أبدًا، ومن ثمّ لا بد من التخلص من النظر إلى الانضباط الذاتي على أنه سمة شخصية، وأن نركز على تطوير الانضباط الذاتي كأداة لتحقيق الحياة التي نريد أن نعيشها.

• ما هو الانضباط؟

الانضباط هو التدريب على الالتزام بسلوكيات وقواعد معينة. حيث يتم التدريب على التحكم في سلوكنا وعقولنا وجسدنا مع مرور الوقت. هذا هو ما يعنيه البقاء منضبطًين، والانضباط الذاتي هو مهارة ناعمة، مما يعني أنه قابل للتطبيق في مجموعة واسعة من الإعدادات والمواقف. مثل استبدال عادة سيئة، بعادة جيدة حيث تعلم ممارسة التنظيم الذاتي العاطفي تكون عملية مستمرة ترتبط بشكل وثيق بإدارة الذات.

تحسين انضباطك الذاتي يحسن إرادتك؛ فلا يمكنك الحصول على أحدهما دون الآخر، وعندما يتمحور الانضباط الذاتي حول الحفاظ على السيطرة وممارسة ضبط النفس، فإن إرادتك - التي يشار إليها عادة باسم "قوة الإرادة" – تكون استجابة فطرية تشير إلى قدرتك على دفع نفسك للاستمرار، وقد تبين أن الأشخاص الذين يصلون إلى أهدافهم يمارسون الانضباط في أغلب الأحيان بدلاً من الاعتماد على قوة إرادتهم، فالقوة تتطلب الانضباط، وهو أمر لا ينبغي نسيانه أبدًا.

• أهمية الانضباط الذاتي؟

1. يقلل من القلق

عندما نشعر بالتحكم في عواطفنا وردود أفعالنا، يمكننا التركيز على ما يتعين علينا القيام به بدلاً من القلق بشأن الأخطاء التي قد تحدث. فيصبح اتخاذ القرار أسهل.

2. يزيد من قدرتك على تحقيق الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى

إن الانضباط الذاتي يعني أنه يمكنك إزالة الإغراءات بشكل استباقي وتجنب سلوكيات التخريب الذاتي. عندما يتعلق الأمر بالدراسة أو العمل أو إدارة الأموال، ستكون قادرًا على تحديد الأولويات والتركيز والعمل بجدية أكبر وأكثر ذكاءً.

3. ستكون أكثر سعادة

الانضباط يؤدي إلى التقدم، مما يؤدي إلى النجاح. عندما تكتسب الانضباط، ستكون أكثر سعادة وثقة في نفسك بسبب التقدم الذي حققته.

4. ستكون أكثر مرونة

إن إعادة التواصل بين عقلك وجسمك قد يكون أمرًا صعبًا ولكنه مجزٍ، فنحن جميعًا قادرون على تحسين أنفسنا، وباستخدام الأدوات المناسبة، يمكنك تحقيق ذلك وأكثر من ذلك بكثير.

• طرق لتكون أكثر انضباطا

يقول د. سعيد إسماعيل: يستغرق الأمر وقتًا، لكن ممارسة الانضباط الذاتي يمكن أن تغير حياتك بأكثر من طريقة. فيما يلي بعض النصائح لتوضيح كيفية بناء وتطوير الانضباط الذاتي:

1. اكتب أهدافك

قم بتدوين المكان الذي تريد أن تكون فيه خلال عامين أو خمسة أو ثمانية أعوام، وقم بتعليقه في مكان تراه كل يوم. التذكيرات المرئية هي محفزات رائعة

2. تدرب على تحديد الأولويات

سيساعدك إعداد قائمة أو خطة عمل على البقاء منظمًا ومن ثمّ تحقيق الانضباط الذاتي، وستشعر بالإنجاز في كل مهمة تشطبها. ضع المسؤوليات الأقل إثارة أو الأكثر تطلبًا في الأعلى وقم بها أولاً.

3. اعرف نقاط ضعفك

إن الاعتراف بنقاط ضعفك هو الخطوة الأولى لتغيير عاداتك. كن استباقيًا. ولا تكذب على نفسك بشأن هويتك.

4. اجعل الآخرين يحاسبونك

نحن جميعا بحاجة إلى تلك المساعدة، حيث يمكن للعائلة والأصدقاء والزملاء والموجهين والمدربين المساعدة في إبقائك على المسار الصحيح وأن يكونوا هناك لدعمك عندما تصبح الأمور مزدحمة أو صعبة.

5. قم بتغيير وجهة نظرك

لا بأس أن تتعثر. تعلم من أخطائك وركز على القيام بعمل أفضل في المرة القادمة. إبقى إيجابيا.

6. انتبه لرغباتك

لدينا جميعًا حوافز لتجنب الأشياء الصعبة أو غير المريحة. فلتضبط مؤقتًا، سيؤدي القيام بذلك إلى جعلك أكثر وعيًا بالمماطلة أو غريزتك للهروب من التحدي.

7. سامح نفسك وامض إلى الأمام

كشخص منضبط ذاتيًا، لا يجب أن تلوم نفسك على أخطاء الماضي. بدلاً من ذلك، اعترف بالخطأ الذي حدث وامض قدمًا. الأخطاء هي فرص للتعلم. افهم أنه لا يوجد أحد مثالي، كن لطيفًا مع نفسك، واعلم أنه يمكنك القيام بعمل أفضل في المرة القادمة.

8. اجعل لديك خطة احتياطية

يعد إنشاء خطة عمل أمرًا رائعًا، ولكن في بعض الأحيان تفشل الأمور. ولهذا السبب فإن وجود خطة بديلة يكون مفيدًا. سيساعدك ذلك على البقاء منظمًا ومركزًا ومتحمسًا للعمل على تحقيق أهدافك.