خسارة "الناشئات" لقب غرب آسيا مؤشر جديد لتراجع الكرة النسوية
جفرا نيوز - شكلت خسارة المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم تحت 17 عاما، للقب بطولة غرب آسيا أول من أمس لصالح المنتخب السوري، صدمة جديدة لدى متابعي الكرة النسوية المحلية، رغم ارتفاع سقف الطموحات بإعادة اللقب إلى الخزائن من جديد خلال مجريات البطولة.
ولم يقدم منتخب الناشئات في المواجهة النهائية ما يشفع له بالحصول على اللقب، ليرضى بالميدالية الفضية للمرة الثالثة في تاريخه من 4 مشاركات، وفشل في استعادة اللقب الذي توج به في النسخة الأولى في العام 2018، قبل أن يخسره في النسختين الماضيتين أمام لبنان.
وبدأ المنتخب مشواره في البطولة بفوز ثمين على حامل اللقب المنتخب اللبناني بهدفين لهدف، ليرفع من سقف التوقعات لناشئات المنتخب، ويعزز من حظوظهن باستعادة اللقب، وواصل نتائجه الإيجابية بالفوز بسداسية على المنتخب العراقي الذي كان الحلقة الأضعف في البطولة، قبل أن يتعادل بدون أهداف مع المنتخب السوري في ختام دور المجموعات.
ولم ينجح المنتخب بتسجيل هدف واحد على الأقل في شباك المنتخب السوري خلال 180 دقيقة، ما يشير إلى أن المدير الفني للمنتخب حسام أبو رياش لم يجيد قراءة دفاعات المنافس في المباراة الأولى، واستمر عليه في النهائي، ليفقد أول لقب كان قريبا منه في أول مهمة له مع المنتخبات الوطنية.
وجاء تتويج لاعبة المنتخب الوطني سيلين سيف بلقب أفضل حارسة مرمى في البطولة، أمرا إيجابيا في الليلة الختامية للبطولة التي أقيمت على مدار أسبوع بستاد الأمير محمد في مدينة الزرقاء، حيث استقبلت شباكها في البطولة هدفين فقط خلال 3 مباريات لعبتها بصفة أساسية، علما بأنها لم تشارك في مباراة سورية بالدور الأول بعد أن حسم المنتخب مسألة التأهل للنهائي في وقت سابق.
وبهذه النتائج، يخسر منتخب الناشئات لقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي على أرضه، بعد أن أقيمت نسخة العام 2019 في عمان، ومطلع العام الحالي في العقبة، لتؤكد هذه النتائج مدى التراجع المخيف الذي أصاب الكرة النسوية في السنوات الماضية، بدءا من منتخب السيدات الذي فقد بطاقة التأهل لنهائيات آسيا الماضية، والخروج المبكر من التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية، مرورا ببقية منتخبات الفئات العمرية، التي لم تستطع هي الأخرى التقدم بالتصفيات الآسيوية.
وتستعد هذه "التوليفة" من لاعبات المنتخب الوطني للمشاركة بتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاما، بعد عام ونصف، حيث يأمل اتحاد الكرة بمنح الجهاز الفني واللاعبات فترة طويلة للتحضير للتصفيات القارية.
بدوره، كشف مدرب حراس المرمى رامي البشيتي، أن الخسارة جاءت نتيجة التخبطات الإدارية في الدائرة النسوية لاتحاد الكرة المستمرة منذ فترة طويلة، موضحا أنها لم تكن بالحسبان نتيجة ضعف المستوى الفني للمنتخبات المتنافسة، والاستعدادات الجيدة والمعسكرات المستمرة من قبل المنتخب الوطني.
وبين البشيتي، أن المنتخب لم يكن يستحق الفوز في المباراة النهائية، نتيجة عدم تقديمه المستوى المأمول للصعود على منصة التتويج، مفيدا بأن الخسارة كانت عكس التوقعات بحكم مواجهة منتخب لا يمتلك تاريخا أو حاضرا بالكرة النسوية، ويعيش حالة صعبة خلال السنوات الماضية.
وأضاف: "لقد كان التعادل مع سورية في الدور الأول حدثا مفاجئا، استغربنا من عدم رغبة المنتخب في مواصلة الانتصارات وتحقيق الفوز الثالث على التوالي، وقد كان الهدف منها هو عدم مواجهة المنتخب اللبناني في النهائي، الذي كان ينتظر من منتخبنا الوطني الفوز لمواجهته في المشهد الختامي".
من جهته، أشار المتابع زيد الهيب، إلى أن الخسارة كانت غير متوقعة إطلاقا، نتيجة الكفة غير المتوازنة مع المنتخب السوري الذي لم يسبق له الفوز بأي بطولة على صعيد الكرة النسوية، موضحا أن الخسارة يجب أن تشكل درسا لما هو مقبل، إذا ما أردنا تطوير الكرة النسوية.