طوفان الأقصى في مواجهة السيوف الحديدية
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
هل نجحت المستعمرة؟؟ هل حققت إنجازاً؟؟ هل انتصرت؟؟ هل انحسرت المقاومة؟؟ هل هُزمت؟؟ أسئلة محيرة تتداول بين الناس، سواء كانوا قلقين او خائفين من النتائج المترتبة على إعادة احتلال قطاع غزة.
القطاع كان محاصراً براً وبحراً وجواً، وتعرض لحملات اجتياح وقصف واغتيال مرات عديدة منذ سيطرة حركة حماس منفردة خلال شهر حزيران يونيو 2007، على السلطة في غزة، كان الهجوم الأول أواخر عام 2008 بداية العام 2009، و2012، و2014، و2017، وآخرها في شهر آب أغسطس 2022، وشهر أيار مايو 2023، واستهدفت خلالهما حركة الجهاد الإسلامي واغتيال وقتل أغلبية قياداتها السياسية، حيث إن المستعمرة تلجأ إلى اسلوب الاستفراد، مرة ضد هذا الفصيل ومرة ضد آخر، ومرة ضد جغرافيا ومرة ضد منطقة أخرى، وهكذا سياسة الاستفراد معلنة مكشوفة من قبلها.
إعادة احتلال قطاع غزة، ليس جديداً، ليس مستهجناً، لأن العملية المميزة غير المسبوقة التي نفذتها حركة حماس يوم 7 تشرين أول اكتوبر 2023، شكلت صدمة للإسرائيليين سواء على المستوى الرسمي لدى الجيش والأجهزة الأمنية، أو لدى المجتمع الإسرائيلي.
هجوم المستعمرة غير المسبوق بالعنف غير العادي الذي مارسوه، تجاوزوا كل الخطوط الحُمر، بلا ضوابط، غير قانونية، بلا أخلاق، بلا أي إحساس بالمسؤولية، وبلا أدنى خوف من مواجهة عقوبات دولية من أي مؤسسة، هجومهم اعتبروه حياة أو موتا، بمعنى بداية انحسار وتراجع نتيجتها الهزيمة، أو محطة هجومية لمواصلة التفوق والهيمنة واستمرار الاحتلال والتوسع والسيطرة.
احتلال قطاع غزة، يكون حسب برنامج يوآف جالنت قد بدء بالمرحلة الثالثة، الأولى كانت عملية القصف واستمرت ثلاثة أسابيع، والثانية بدأت بالاجتياح التدريجي يوم 28 تشرين أول أكتوبر 2023.
فجر الأربعاء 15 تشرين الثاني نوفمبر 2023 تكون بداية المرحلة الثالثة، تتويجاً لعمليات القصف الدموي الهمجي، ولعمليات الاجتياح التدريجية، لتبدأ مرحلة محاولات فرض بقاء الاحتلال واستمراريته ليشمل كافة خارطة فلسطين، ومحاولات فرض إدارة مدنية، لا صلة لها بالسلطة في رام الله، ولا صلة لها بسلطة حركة حماس، فهل تُفلح في إيجاد طرف فلسطيني أو عربي أو دولي يقبل الخضوع للمستعمرة ويدير قطاع غزة؟؟.
في كل تجارب الشعوب وثوراتها، ليست الأرض لها الأولوية، فهي تبحث عن مواقع الضعف لدى العدو، وتوجه له ضرباتها، تعمل على استنزافه وتشتيت قواه، وهذا ما هو متوقع من المقاومة لدى قطاع غزة، لأنها تملك عنصري: البشر والسلاح، إضافة إلى القرار والإرادة، وهو ما تفتقده المقاومة في الضفة الفلسطينية حيث إن لديها الاستعداد البشري والتماثل الكفاحي والرغبة بالعمل والتضحية، ولكنها تفتقد للأدوات القتالية، ولذلك يلجأ الشباب والصبايا إلى السكاكين والسلاح الأبيض، وإلى الدهس بالسيارات، واستعمال الحجارة، وأي وسيلة متوفرة للمقاومة.
على الأرجح أن قوات المستعمرة التي استعملت كل وسائل الدمار والقتل المتعمد بحق أهالي غزة، لن يستقر بهم الحال وستجد المستعمرة ما لا يسرها من ضربات فلسطينية موجعة.