الأهداف «غير المعلنة» للعدوان على غزّة

جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود 

المسألة لم تعد مجرد سيناريوهات مطروحة بل باتت واقعا مشهديا أمام أنظار العالم لكيان يكذب ولا يكترث بأحد في العالم.. كيان يعلن أن هدفه القضاء على حماس وتحرير الرهائن والاسرى فيقتل المدنيين والأسرى!!.. وقد بات الهدف «المخفي» واضحا من خلال التصريحات التي يطلقها وزراء الحكومة الاسرائيلية الصهيونية المتطرفة.. فمرّة وزير يدعو لالقاء قنبلة نووية على غزة، ووزير آخر يطالب بتهجير أهلها.. ثم يراوغون بتصريحاتهم -ليس تراجعا عن مخططاتهم الاجرامية -وانّما مداراة مزيّفة لرأي عام بات يزعجهم ويشكّل ضغطا على حكوماته التي باتت تضيق ذرعا باسرائيل التي يدارونها نفاقا واستجداء للوبيات اسرائيلية فاعلة في انتخابات بلادهم.. وستسقط تلك الحكومات قريبا في صناديق الانتخابات حين تقرر الشعوب التي استفاقت ضمائرها ازاحة كل شريك في جرائم العصر التي ترتكب على مرأى ومشهد «نظام عالمي جديد» مزّيف كاذب ليس له صلة بكل مفاهيم ومبادئ الانسانية.

الأهداف المعلنة التي تسوّقها اسرائيل - حتى اليوم - وبعد مرور نحو (40) يوما على جريمة العصر تحت شعار أكذوبة: (الدفاع عن النفس):

1 - القضاء على حماس والمقاومة.   

2 -  تحرير الرهائن والأسرى.   

وبعد أربعين يوما لم - ولن- يتحقق هذان الهدفان.. لقوة وشجاعة وبسالة المقاومة ولأسباب أخرى منها:

1 - اسرائيل بكل ما أوتيت من قوة تسليحية ودعم أمريكي ودولي غير قادرة بالفعل على تحقيق انتصار على الارض، وجيشها النظامي والاحتياطي لا زال يعاني من وصمة عار السابع من تشرين الاول الماضي.. وهو يقاتل دون عقيدة ودون هدف، بعكس المقاومة التي تدافع عن الارض والعرض والشرف والكرامة.

2 - الحكومة الاسرائيلية غير مهتمة وغير معنية بالرهائن والاسرى - بل صرّح مسؤولوها منذ البداية أن مصير الرهائن والأسرى لن يردع اسرائيل عن عدوانها الاجرامي.. وقد قتل من الرهائن حتى الآن نحو 60، ولولا وجود رهائن أمريكان وأجانب لما تحدثت اسرائيل عن هذا الملف أصلا.

- اسرائيل التي تقصف وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ، يزيد من غلوّها واجرامها «الضوء الأخضر» الذي تستمده من الإدارة الامريكية، والتي- بحسب تقارير أمريكية منحتها أمس الاول «نافذة» أو مهلة لانهاء الأمر لأنها لم تعد قادرة على تغطية جرائمها مع تزايد ضغط الرأي العام العالمي والداخلي في أمريكا التي تزداد في شوارع ولاياتها مسيرات الاحتجاج على ما ترتكبه اسرائيل من جرائم ضد الانسانية وبدعم من امريكا، مع ما يمثله هذا الضغط من ورقة انتخابية مهمة لدى الجمهوريين بقيادة ترامب لاسقاط الجمهوريين بقيادة بايدن في الانتخابات الامريكية العام المقبل 2024 (رغم الانحياز المطلق لاسرائيل من قبل الجمهوريين والديمقراطيين).

لذلك أقول بأن كل يوم يمر، تتكشف فيه سيناريوهات أكثر اجراما، تعمل اسرائيل على تثبيتها على الارض كأمر واقع.. ومن أخطر السيناريوهات - بحسب ما كشفته «خطة التطهير العرقي لقطاع غزة» والتي فصّلتها وثيقة تم تسريبها مؤخرا صادرة عن «وزارة الاستخبارات الاسرائيلية»- حيث كشفت الوثيقة عن 3 خيارات تتعلق بمستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الحرب الحالية (تم نشر الوثيقة بتاريخ 13 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي-أي بعد نحو اسبوع على بدء العدوان على غزة).
- الهدف الرئيس بحسب ما خلصت اليه الوثيقة وأوصت به: (نقل كامل لسكان غزة كمسار مفضّل.. وعلى اسرائيل احداث تغيير كبير في الواقع المدني).. مع التوصية بأن على اسرائيل (تجنيد المجتمع الدولي لدعم هذا المسعى).

ولتحقيق هذا الهدف فان السيناريوهات الثلاث لمستقبل غزة - بحسب الوثيقة -هي:

1 - اتباعها لحكم السلطة الفلسطينية (وهذه الفكرة للتذكير عرضها وزير الخارجية على رئيس السلطة الفلسطينية حين التقاه في رام الله ورفضها الرئيس الفلسطيني اذا كانت بمعزل عن حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية).. أو(حكم شبيه بنظام السلطة /وهذا سيناريو تؤيده اوروبا بالمناسبة).  

2 - تعزيز «حكم عربي محلي». بحيث يكون للعرب دورفي شكل حكم غزة المقبل.. (أو قوات عربية / وهو ما تم رفضه عربيا أيضا.. وقد أكد على ذلك بتصريحات واضحة وصريحة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي برفض الموافقة على ادارة غزة بقوات عربية أو أجنبية).

3 - اجلاء السكّان (المدنيين) من غزة الى سيناء.. (وهذا السيناريو الأخير ما توصي به الوثيقة لأنه يحقق نتائج استراتيجية طويلة الاجل لاسرائيل).. ويلاحظ في السيناريو أن هذا الهدف هو ما تقوم به اسرائيل بالفعل على الأرض بمحاولات بائسة وفاشلة ترمي لإحداث تغيير جغرافي وديمغرافي على الأرض لن يتحقق بإذن الله وبصمود المقاومة والدماء الزكية لشهداء وأطفال ونساء غزّة العزّة.. (ويمكرون ويمكر الله، والله خيرالماكرين).