حفر مقبرة جماعية بمستشفى الشفاء .. ولا خطط لإنقاذ الأطفال
جفرا نيوز- يحفر فلسطينيون محاصرون داخل أكبر مستشفى في غزة مقبرة جماعية يوم الثلاثاء لدفن المرضى الذين استشهدوا تحت قصف العدوان الإسرائيلي، وقالوا إنه لا توجد خطة لإجلاء أطفال خدج (ناقصي النمو) رغم إعلان الاحتلال عن عرض لإرسال حضانات متنقلة.
وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والذي تقول إنه يقع فوق مقر تحت الأرض لمسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتنفي حماس، وجود مقاتلين وتقول إن 650 مريضا وما بين 5000 إلى 7000 مدني نازح آخرين محاصرون داخل المستشفى، تحت نيران مستمرة من القناصة والطائرات المسيرة.
وتقول إن 40 مريضا استشهدوا في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك ثلاثة أطفال خدج توقفت حضاناتهم عن العمل عندما انقطع التيار الكهربائي.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة عبر الهاتف من مجمع المستشفى إن هناك نحو 100 جثة متحللة بالداخل ولا سبيل لإخراجها.
وأوضح لرويترز أن هناك خططا لدفن الجثث يوم الثلاثاء في مقبرة جماعية داخل مجمع الشفاء الطبي، وإن الأمر سيكون خطيرا للغاية نظرا لعدم وجود أي غطاء أو حماية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤكدا أنه ليس هناك خيارات أخرى لأن جثث الشهداء بدأت تتحلل.
وأضاف أن الرجال بدأوا بالفعل في الحفر الآن.
وبقي ستة وثلاثون طفلا من جناح الأطفال حديثي الولادة بعد استشهاد ثلاثة منهم. وبدون وقود للمولدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على دفء الأطفال، حيث يوضع كل ثمانية معا على سرير.
وأعلنت قوات الاحتلال يوم الثلاثاء أنها عرضت حضانات متنقلة تعمل بالبطاريات حتى يمكن نقل الأطفال. لكن القدرة قال إنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لتنفيذ مثل هذا الإخلاء.
وقال "ليس لدينا ما يمنع أن يتم نقلهم إلى أي مستشفى سواء في مصر أو الضفة الغربية أو لدى الاحتلال، ما يهمنا هو صحة وحياة هؤلاء الأطفال".
وأوضح أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر المستشفى وتطلق النار على باحته من وقت لآخر، مشيرا إلى أن الحركة بالداخل صعبة لكن أحيانا يخاطر الأطباء بالتحرك عندما تستدعي حالة المرضى ذلك.
وتنفي قوات الاحتلال أن يكون المستشفى تحت الحصار وتقول إن قواتها تسمح بخروج من بداخله. ويقول المسعفون والمسؤولون داخل المستشفى إن هذا غير صحيح وأن أولئك الذين يحاولون المغادرة تعرضوا لإطلاق النار.
* "فظيع حقا"
وقال الجراح الدكتور أحمد المخللاتي لرويترز من مستشفى الشفاء إن الخطر الرئيسي الآن هو الجثث المتحللة في الداخل.
وأضاف "نحن على يقين من أن جميع أنواع العدوى ستنتقل لهذا السبب. اليوم سقطت أمطار قليلة... كان الأمر فظيعا حقا، لم يتمكن أحد حتى من فتح نافذة، أو مجرد السير في الممرات بسبب الرائحة الكريهة".
ومضى قائلا "دفن 120 جثة يحتاج إلى الكثير من المعدات، لا يمكن أن يتم بجهود يدوية... سوف يستغرق الأمر ساعات وساعات حتى نتمكن من دفن كل هذه الجثث".
كما أشار إلى أن الأطباء أجروا عملية جراحية يوم الاثنين دون أي أكسجين، مما يجعل التخدير العام مستحيلا.
وشنت قوات الاحتلال هجوما بريا على غزة في نهاية أكتوبر تشرين الأول، وأحكمت منذ ذلك الحين الحصار حول مجمع الشفاء. وفي الأيام القليلة الماضية بدا أن تطويق المستشفى يثير قلق حتى أقرب حلفاء "إسرائيل".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين "يحدوني الأمل وأتوقع بأن تكون هناك إجراءات أخف وطأة فيما يتعلق بالمستشفيات وسنظل على اتصال مع الإسرائيليين".
وأضاف أن "هناك أيضا جهودا لتحقيق هذه الهدنة للتعامل مع إطلاق سراح المحتجزين وهذا يجري التفاوض بشأنه أيضا مع القطريين... لذلك ما زلت متفائلا إلى حد ما ولكن يجب حماية المستشفيات".
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام إن الحركة عرضت إطلاق سراح 50 أسيرًا وإن العدد الإجمالي قد يصل إلى 70 بينهم أسرى تحتجزهم فصائل مختلفة، في حين طلبت "إسرائيل" إطلاق سراح 100 من المحتجزين.
ورفض الاحتلال وقف إطلاق النار قائلًا إن حماس ستستخدمه لإعادة تنظيم صفوفها لكنها تقول إنها قد توافق على "هدنات" إنسانية قصيرة الأمد.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين إن واشنطن "ترغب في رؤية فترات توقف أطول بكثير، لأيام وليس لساعات، في سياق إطلاق سراح الرهائن".
رويترز