بيان القمة المشتركة

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

حصيلة القمة العربية الإسلامية المشتركة يوم السبت 11 تشرين الثاني 2023، بيان يتضمن 31 بنداً، حصيلته، مرافعة سياسية قانونية رفيعة، ورسالة موجهة إلى عناوين متعددة:

أولاً رسالة تضامن ودعم وإسناد للشعب الفلسطيني.

ثانياً لأول مرة تُطلق قمة عربية إسلامية تعبير وتسمية بـ»سلطة الاحتلال الاستعماري» عن المستعمرة الإسرائيلية.

ثالثاً موجهة للأميركيين ناقدين لهم، وإن كانت لم تسمهم بالاسم ولكن البيان أشار إلى «دعم بعض الأطراف غير المشروط» للمستعمرة، قاصدين بذلك الولايات المتحدة.

رابعاً للأوروبيين الذين بدأوا بمقدمات إيجابية ضد المستعمرة وسياساتها، ولم يتحملها نتنياهو ووجه كلامه للرئيس الفرنسي منتقداً.

بيان القمة أغفل عناوين هامة كان يفترض أن يتطرق لها، تتناول العلاقات بين البلدان العربية والإسلامية التي لديها علاقات مع المستعمرة، وكان يجب أن تتخذ إجراءات عملية ضد المستعمرة، أقلها كما فعل الأردن باستدعاء السفير من تل أبيب وطرد سفيرهم من عمان، وهو إجراء يشكل الحد الادنى في ظل المعطيات الإجرامية المتطرفة التي تقترفها قوات المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو القدس أو الضفة.

وكان يفترض أن يتشكل الوفد الذي تم تشكيله على المستوى الوزاري برئاسة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية ليتحرك زائراً لبعض العواصم، وخاصة واشنطن وأوروبا إضافة إلى الصين وروسيا، كان يفترض أن يتشكل من الرؤساء، لأن ذلك سيكون أقوى وأفعل واكثر استجابة وأهمية في ظل معطيات صارخة غير مسبوقة بهذا الإجرام المتطرف من قبل قوات المستعمرة نحو مؤسسات الأمم المتحدة الأونروا ومدارسها وعياداتها، ونحو المستشفيات والمدارس والمخابز وبيوت وبنايات المدنيين، بشكل مقصود متعمد، إلى الحد أن الشهداء والجرحى في الشوارع بدون مراعاة أو عناية لنقلهم أو دفنهم أو معالجتهم.

معركة المواجهة كما وضع جيش الاحتلال مع المخابرات الشاباك، خطتهما وأعلن مراحلها وزيرهم الفاشي يوآف غالنت، ما زالت في مرحلتها الثانية، وهي مرحلة الاجتياح التدريجي، والتي بدأت من الأسبوع الرابع للهجوم، حيث اقتصرت المرحلة الأولى بالثلاث أسابيع الأولى مقتصرة على القصف المكثف من قبل الصواريخ والمدفعية والطيران مستهدفة قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من المنشآت تمهيداً لعملية الاجتياح.

ما زالت المعركة في محطتها الثانية، وإن كان نتنياهو يتحدث عن عناوين المرحلة الثالثة وهي سياسية بالكامل، إذا توفرت لهم احتلال واجتياح كامل قطاع غزة وبذلك استكمال المرحلة الثانية لتبدأ المرحلة الثالثة السياسية إذا نجحوا في احتلال كامل قطاع غزة وسيطروا بالكامل على مدن وقرى وأحياء القطاع.

المرحلة السياسية الثالثة، تستهدف تنصيب سلطة من خارج سلطتي رام الله وغزة، أي من خارج فتح وحماس.

خطة المرحلة الثالثة أحبطها الأردن قبل أن تبدأ بتثبيت الإقرار أن منظمة التحرير وسلطتها الوطنية هي العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا وقع حينما تم اللقاء الوزاري العربي مع وزير الخارجية الأميركي في عمان بلينكن بحضور ومشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وزيارة بلينكن إلى رام الله واللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

تصريحات بلينكن في طوكيو مهمة أولاً التأكيد على ارتباط قطاع غزة مع الضفة الفلسطينية، وثانياً أن السلطة الفلسطينية هي المعترف بها أميركياً، وثالثاً لا ترحيل للفلسطينيين خارج وطنهم.

الصراع ما زال على أشده وفي ذروته والنتائج السياسية تعتمد على حصيلة المواجهات بين قوى المقاومة وجيش المستعمرة الاحتلالي الذي ما زال محتدماً ومتواصلاً ومفتوحاً على كافة الاحتمالات.