كتاب وسياسيون فلسطينيون: الأردن الرئــة الأولــى لفلسطـيـن
جفرا نيوز - «الأردن يعتبر الرئة الأولى لفلسطين التي يتنفس من خلالها في كافة الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني من الاحتلال وممارساته القمعية إلى جانب ممارسة القتل من المستعمرين وبدعم وتغطية وحماية من السلطات الإسرائيلية وعلى مرأى العالم المصاب بالعماء ضد شعب اقتُلع من أرضه عنوة وما زال يعاني الظلم والقهر والشتات.
وفي ظل تلك الظروف التي مرّ بها ولا يزال يمر بها الإنسان الفلسطيني، فكان الأردن وما زال السند والحضن الدافئ لهذا الشعب، وما زال يواصل دفاعه المستميت عن حق الشعب الفلسطيني في تقريره مصيره وإقامة دولته المستقلة من خلال الجهود الضاغطة في كافة لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية، فالموقف الأردني قيادة وشعبا يقف سدا قويا ضد كل الداعين إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة الفلسطيني معتبرا ذلك إعلان حرب جديدة، وفي خطوة مهمة وتصعيدية سحب السفير الأردني من اسرائيل، وفي خطوة أخرى لنشامى الأردن تم إرسال طائرة أردنية لإغاثة شعبنا الفلسطيني في غزة التي منذ أكثر من شهر يمارس عليها شتى أعمال القتل والتنكيل والشطب والتدمير والتجويع ومنع الماء والمحروقات.. إنها حرب إبادة جماعية ضد شعب محاصر منذ أكثر 18 عاما.
فالموقف الأردني الشجاع ما زال المنافح والمدافع ويقف في خندق واحد ضد آلة البطش والتدمير والتهجير للشعب الفلسطيني الذي عانى أهوال النكبة منذ 75 عاما، وسيبقى الأردن المناصر لقضية فلسطين المركزية والمدافع عنها وعن قضايا الأمة، وتجلّى هذا في خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني في غير محفل دولي.
وضمن ما سبق ذكره التقت «الدستور» كتابا وأدباء من قطاع غزة والضفة: «شفيق التلولي من كاتب سياسي، د. المتوكل طه شاعر وكاتب، الشاعر أحمد الأحمد»زكارنة» وحاورتهم حول الدور الأردني الداعم للشعب الفلسطيني في غزة على كافة الصعد، ومواقفه الشجاعة في انزال طائرة لنشامى الأردن كاسرة الحصار على القطاع.. طائرة محملة بمواد الاغاثة من كافة الاحتياجات الإنسانية والطبية في ظل ظروف خطيرة لما يجري من هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشرية من عدو لا يعرف غير القتل والتلذذ بدماء الأطفال والنساء والشيوخ.
فكانت هذه الرؤى حول الموقف الأردني المشرف للإنسان الفلسطيني والحرب المدمرة عليه في غزة».
شفيق التلولي «غزة»
ليس غريبا موقف الأردن الداعم للشعب الفلسطيني في غزة التي تتعرض لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في عدوان صهيوني بربري ينتهج سياسة الأرض المحروقة التي طالت البشر والحجر والشجر عبر إرهاب الدولة المنظم بحق الفلسطينيين لاجتثاثهم من على هذه الأرض وتصفية وجودهم.
منذ الفجيعة وحلول النكبة بالشعب الفلسطيني والأردن يحتضن الشعب الفلسطيني الذي تشرد في المنافي بل خاض من خلال جيشه الباسل معارك الدفاع عن فلسطين حين تصدى لعدوان عام 1967م للأراضي العربية والفلسطينية وكذلك فعل انتصار معركة الكرامة عام 1968م على جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أعادت للأمة العربية كرامتها بعد الهزيمة والنكسة.
ولا زال الاردن صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الفلسطينية يمارس دفاعه عن القضية الفلسطينية قولا وفعلا، وقد تجلى ذلك في مواقف تاريخية عديدة في السلم والحرب آخرها الحرب الصهيونية على غزة التي أرادت تهجير الفلسطينيين من غزة وطالب الاحتلال بذلك، الأمر الذي رفضه جلالة الملك عبدالثاني ودعا إلى بقاء الفلسطينيين على أرضهم وطالب بوقف العدوان فورا وخاض جولات دبلوماسية على هذا الصعيد في الإطار العربي والإقليمي والدولي من خلال قمة القاهرة ومواقف الأردن المشرفة في الأمم المتحدة كذلك سعي جلالة الملك للاتحاد الأوروبي وحشده لصالح الفلسطينيين ورفض العدوان وإدانته ووقفه تلك الحرب وحماية الشعب الفلسطيني وتأمين ممرات إنسانية لغزة التي قهرها الحصار والجوع فضلا عن القتل الجماعي عبر المجازر الرهيبة التي نفذتها آلة الحرب الصهيونية، ترجم ذلك إعلان جلالته عن إنزال طائرة مساعدات طبية للمستشفى الأردني في غزة لتمثل رسالة هامة ودلالة عميقة تحمل في ثناياها أن الأردن لا يمكن أن يترك الشعب الفلسطينية يموت جوعا ومرضا وأن قضيته ما زالت بالنسبة له القضية الأولى والمركزية فهي إشارة أيضا للاحتلال أن الأردن قادر على الفعل وليس مجرد المناشدة والمطالبة.
إن السياسة الأردنية التي ينتهجها جلالة الملك تعد تعبيرا حيا عن أهمية دور المملكة في المنطقة العربية والإقليم وعلى مستوى العالم وتجسيدا حيويا لوحدة الشعبين الأردني والفلسطيني على أنهما شعب واحد لا شعبان كما ردد من قبل جلالة الملك الحسين وما زالت تسير على ذات النهج.
الباحث والكاتب حلمي الغول
وتحدث الباحث في العلوم السياسية الكاتب الفلسطيني عمر حلمي الغول، عن الموقف الأردني قائلا: مما لا شك فيه ان الموقف ومنذ اللحظة الاولى للحرب اتخذت قيادة المملكة ممثلة بشخص جلالة الملك عبدالله الثاني موقفا حازما لا يحتمل التأويل او الغموض او الالتباس، حيث اكد على رفض الحرب من حيث المبدأ على الشعب العربي الفلسطيني.
ثانيا: طالب بالوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، وثالثا: رفض بصوت عال أي عملية تهجير قسرية للمواطنين الفلسطينيين من غزة ومن الضفة، ورابعا: أكد مع الشقيقة مصر على رفض استقبال اي لاجئ فلسطيني، وأكد لن نقبل نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، وخامسا: دعا القوى المنخرطة في الحرب والمجتمع الدولي لفتح الممرات الانسانية للسماح لدخول المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الطبية والوقود والكهرباء والماء، أما سادسا: فأكد بما يحتمل التأويل أن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية هو الحل السياسي القانوني واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وسابعا: كما وشدد على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، وهي التي تقرر في مستقبل شعبنا، وثامنا: قامت قيادة المملكة بالتنسيق المباشر والفوري مع الرئيس محمود عباس بشأن الخطوات الواجب اتباعها، وتاسعا: تمت المبادرة للدعوة لعقد مجموعة من القمم المصغرة مع الاشقاء العرب ومع العرب والأمريكان في جهد متميز بهدف الضغط على واشنطن وأوروبا واسرائيل لوقف الحرب، وعاشرا: أرسل طائرة أدوية ومستلزمات طبية للمستشفى الميداني الأردني في غزة، ومن الخطوات القوية وهذا ليس غريبا علينا من مواقفه المشرفة سحب السفير الأردني من اسرائيل من الخطوات الهامة والتي تعتبر الأكثر شجاعة في الموقف الأردني المناصر للشعب الفلسطيني وقضايا أمته.
الشاعر والمفكر د. المتوكل طه.
فيما رأى الشاعر والمفكر د. المتوكل طه: بأن العدوان على غزة كشف الانحيازات والاستقطابات والاصطفافات، فرأينا التحالف المسعور ما بين أنظمة الغرب ودولة الاحتلال. وبالمقابل ظهرت تلك الروح العروبية الشريفة على امتداد الشارع العربي والإسلامي، رغم خفوت صوت الأنظمة الرسمية فيها، باستثناء عدد من الدول الشقيقة والصديقة، التي نهضت، من ساعتها، لتقف في وجه العدوان، وتعلن انحيازها إلى فلسطين؛ القضية والشعب والمقدسات. وهنا أتوقّف أمام الأردن العزيز، بكلّه الرسميّ والشعبي، الذي ما فتئ ينافح عن دوره الحاسم في صيانة حقّ الأُمّة في مقدساتها بمدينة القدس، وفي بقاء المشفى الأردنيّ، منذ سنوات، في قطاع غزة، ما جعل وجوده أكثر حيوية وضرورة، في هذا الظرف الضاغط المهول.أما خلال هذه الحرب العمياء المجنونة على غزة، فقد أكّد الأردن موقفه المعروف والثابت الداعي لإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس، ولم يتوقف عن التواصل والتنسيق مع القيادة الفلسطينية، لتعميق هذا المطلب الذي يحقق الهدوء في الإقليم، كشرط واجب الوجود لذلك. ثم رأينا كيف تمّ سحب السفير الأردني من تل أبيب، تعبيرا عن رفض الأردن لهذه المجزرة الممتدة، وتماهيا مع صوت الشارع الأردني الشقيق الحبيب المتماهي مع أهله في فلسطين. وبيّن الدكتور المتوكل طه أن ثمة موقفا متقدما عبّر عنه المسؤولون الأردنيون يتعلّق برفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. وإن هذا الموقف الجسور المسؤول والتاريخي يكتسب قيمةً أخرى عظيمة، لأن الحكومة الأردنية اعتبرت التهجير خطّا أحمر وإعلان حرب. وهذا أعلى موقف يمكن أن تتخذه دولة، في مثل هذه الظروف. وبالتأكيد لا ننسى تواصل وحيوية الأردن الشقيق، الذي لم يقرّ له قرار، وهو يتصل بالعالَم، ويطرح المبادرات، ويطالب بوقف العدوان الجائر، ومنذ أخرجت حكومة الاحتلال العسكرية، إلى العلن، الحرب التي تشنها على الشعب الفلسطيني، مستخدمة في ذلك كل ما تمتلكه من أسلحة القتل والدمار والإبادة، فإن الروح العنصرية التي تقود هذه الحكومة وأذرعتها من مستوطنين وجنود وسياسيين متطرفين ومهنيي إجرام، تسببت، حتى الآن، في قتل آلاف الفلسطينيين وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين - نصفهم من الأطفال - وتدمير البنى الاقتصادية وشروط الحياة العادية للشعب الفلسطيني، عبر سياسات القصف والإغلاق والحصار وقطع الطرق وزرع حياة الشعب الفلسطيني بالحواجز والموت والتجويع والاستيطان والحرائق والاعتقال والاجتياحات العمياء.. واعتقد أن الشعب الفلسطيني لن يخرج من تداعيات هذه المحرقة المدوية، إلا بتضافر جهود أبناء أُمّته، وعلى رأسهم أخوتنا في ضفة القلب الأخرى، وهم يساندون أشقاءهم بالكلمة والدواء والموقف والتضامن وإعلاء الصوت المضيء.
وأضاف د. طه: كلّي يقين بأن هذه الأُمّة هي قبيلة واحدة بأفخاذ متعددة، لها حلم واحد ومصلحة واحدة ونبض واحد، مثلما أن لسانها واحد وصلاتها واحدة. ويكفي أن أُشير إلى أن الأردن، بوزنه الأخلاقي ومصداقيته الإقليمية.. الوحيد، الذي تمكّن من أن تصل طائرته إلى عمق غزّة، وتوصل ما استطاعت من معونات، لأولئك الذين ما زالوا صابرين مرابطين.
الكاتب والإعلامي أحمد الأحمد «زكارنة»
أما الكاتب والإعلامي أحمد الأحمد «زكارنة» فقال: أولا يجب الانتباه جيداً إلى أن الأردن، لا يتعامل مع الملف الفلسطيني، بوصفه ملف شقيق أو مجرد جار، ولكن باعتباره ملفاً وطنياً خالصاً. وبناء عليه، جاءت الأحداث الأمنية بعد السابع من شهر تشرين الأول، أحداثاً مؤلمة للأردني كما للفلسطيني، وهو ما دفع الجانب الدبلوماسي الأردني للعض على أصابع ألمه، بغية الخروج بأقل الخسائر الممكنة من هذا العدوان الهمجي الوحشي ضد شعبنا في القطاع والضفة على حد سواء، ذهبت الدبلوماسية الأردنية لاتخاذ عدد من الخطوات التصاعدية اللازمة على الجبهة السياسية والمتمثلة في التالي: أولا: التشديد على أن ما يجري من عملية عسكرية إنما يعد عدواناً عسكرياً من محتل ضد الشعب المدني الواقع تحت الاحتلال.
ثانيا: اتخاذ موقف سياسي واضح من العدوان، يشير إلى حقيقة أن الحدث الأمني في السابع من تشرين الأول، ليس بداية المشكلة، ولكنه أحد تجليات أسبابها المتراكمة منذ أكثر من خمسة عقود مضت.
ثالثاً: اتخاذ خطوة دبلوماسية إجرائية عبر سحب السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ الطرف الآخر بعدم ترحيب المملكة بعودة سفيره ما لم يتوقف العدوان الوحشي على القطاع.
رابعاً: إقرار البقاء على المشفى الأردني الميداني، وتزويده بكل ما يلزم للقيام بدوره اتجاه شعبنا الفلسطيني في القطاع، فضلاً عن العملية الجوية لتوصيل المعونات إلى مستحقيها في مثل هذه الظروف الأمنية المعقدة.
وقال زكارنة إنه وفضلاً عن رفض المملكة لكافة الصياغات المقدمة لتبرير الجريمة، استطاعت الدبلوماسية الأردنية من صياغة خطاب سياسي شكل رافعة مهمة لتوضيح حقيقة الحدث ومعناه أمام المجتمعات الغربية، فكان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الركيزة الأولى التي بنت عليها الدبلوماسية الأردنية رسائلها سواء في الأمم المتحدة، أو في المحافل الدولية الأخرى.
الدستور - عمر أبو الهيجاء