أحمد الصفدي في الـيـرمـوك .. عندما يعرف المسؤول واجباته الوطنية



جفرا نيوز- أحـمـد الــحــورانـــي- عمادة شؤون الطلبة



 يوم أمس كان رئيس مجلس النواب السيد أحمد الصفدي المنتخب للتوّ، يحاضر في جامعة اليرموك أمام حشد غفير من الطلبة في موضوع  الساعة فيما له علاقة بموقف الأردن بقيادة جلالة الملك من تداعيات الحرب الدائرة في غزة منذ شهر بالتمام والكمال، وأضاء الرجل على كافة جوانب الموقف المشرّف للأردن وذكّر بمجمل التحركات السياسية والدبلوماسية والاتصالات واللقاءات والزيارات التي قام بها الملك على نطاق محلي وإقليمي ودولي، موضحًا للطلبة إن جوهر ما يريده الملك يتمثل في عدة أمور أبرزها الوقف الفوري للحرب والكفّ عن إراقة المزيد من الدماء والعمل مع المنظمات الإنسانية والعالمية لاستدامة إيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين في غزة، فضلًا عن تمسك جلالته بتحذيراته من النتائج الكارثية التي ستقود المنطقة إلى مزالق خطيرة حال استمرت الحرب.

 في الإطار العام كانت المحاضرة ناجحة بكل المقاييس ولأكثر من سبب، أولها اختيار الصفدي لمكان المحاضرة بأن تكون في جامعة يدرس فيها أكثر من أربعين ألف طالب وطالبة، وهؤلاء فئة لا يستهان بها عند الحوار معهم بل إنهم بحاجة إلى مثل هذه المنتديات والحوارات المفتوحة لتعزيز فهمهم وإلمامهم بالدور التاريخي الكبير الذي نهض به وما زال يقوم به الأردن لنصرة قضايا الامتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين جملة وتفصيلا، ثم إن مثل هذه اللقاءات المباشرة مع الطلبة وهم من شباب الوطن وعتاده القوي المؤمّل منه إدارة دفة التغيير بالوجهة التي يرنو إليها جلالة الملك، من شأنها أن تعزز فيهم قيم الحب والولاء والانتماء للوطن قيادة وأرضًا وتاريخًا، فشبابنا الأردني مدرك وواع لطبيعة التحديات التي تواجه الدولة، ولكنهم بحاجة إلى مزيد من التعرف أكثر ليزداد إيمانهم بوطنهم، ولئلا يصبحوا عرضة لتيارات الهدم والتشكيك التي تعمل ليل نهار للنيل من ثوابت الأردن ومواقفه الراسخة، وفي ذلك البُعد كانت أهمية محاضرة الصفدي الذي عرف كيف يحاور الطلبة ويتحدث إليهم من القلب إلى القلب.

 تعاطي رئيس مجلس النواب مع أبنائه الطلبة بأسلوب اتصالي ودي بعيد عن التصنع والتكلف والرسمية، جعل اللقاء يحقق أهدافه في شقٍ آخر من موضوع المحاضرة، ذلك المتعلق بأهمية تمتين الجبهة الداخلية وهو ما أشار إليه باعتباره أحد أهم المكتسبات الوطنية التي تكسرت عليها كافة أشكال ومحاولات النيل من مواقف الأردن عبر تاريخه الطويل، ذلك لأن إيمان الأردنيون من شتى أصولهم ومنابتهم بأن للأردن رسالة يقوم بها في هذا الوقت من الزمن جلالة الملك، يجعلهم واثقون بأنهم على الطريق الصحيح وإن الأردن أمين على مصالح أمتيه العربية والإسلامية، وإن التشكيك ما هو إلا محض افتراء يقوم به ثلة من المفلسين الذين لن يطالوا جوهر ما يجمع أبناء الوطن من محبة ومودة وقواسم مشتركة فيها الوطن أولا وأخيرًا.
 جميل جدا أن يمتثل المسؤول توجيهات جلالة الملك وينزل للميدان، ويحاور الناس ويناقشهم ويتبادل الرأي معهم طالما كان الجميع في مركب واحد والكل يعمل لغاية واحدة، وفي ذلك كان الصفدي يوم أمس نموذج للمسؤول في الدولة الذي عرف إن واجباته تتضاعف خارج أروقة مكتبه خاصة في ظل هذه الأوقات البالغة الأهمية في عُمر الدولة.