الانتصار لفلسطين

حمادة فراعنة

أطاحت حرب أكتوبر عام 1973 بجولدا مائير رئيسة حكومة المستعمرة، وأطاح اجتياح قوات المستعمرة للبنان عام 1982 برئيس حكومتها مناحيم بيغن، وستُطيح معركة أكتوبر 2023 بالفاشي العنصري نتنياهو وفريقه السياسي الأمني العسكري على خلفية إخفاقاته وفشله، وهذا يعتمد على عاملين أولهما تشكيل لجنة تحقيق كما حصل عامي 73 و82، وثانيهما صمود المقاومة الفلسطينية وتوجيهها ضربات موجعة لقوات المستعمرة، تُسقط المزيد من الضباط والجنود. 

الجهد السياسي الأردني والعربي يسير باتجاهين أولهما العمل لوقف هذا الهجوم الدموي غير المتكافئ، غير الأخلافي، غير القانوني، غير الإنساني، الهمجي المتطرف من قبل قوات المستعمرة ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل وأداء ومظاهر وقصف غير مسبوق كما يحصل لبيوت المدنيين والمدارس والمستشفيات والبنايات السكنية، وغيرها من مظاهر القصف والتدمير المنهجي المنظم الهادف لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين وأوسع مساحة من المنشآت والبيوت والمظاهر المدنية لجعل قطاع غزة غير مؤهل للسكن والحياة والإقامة، إنها خطة عنصرية وبرنامج فاشي وسلوك متطرف، يعكس ثقافة ووعي المستعمرة وجيشها ومؤسساتها المعادية للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين وللمسيحيين، ولكل ما هو من الآخر غير العبري، غير الإسرائيلي، غير اليهودي.

لا خيار أمام الشعب العربي الفلسطيني سوى: 1- البقاء والصمود، 2- تقديم التضحيات، 3- دفع ثمن استعادة وطنهم وحقوقهم وكرامتهم وعودتهم واستعادة ممتلكاتهم في أرض وطنهم حيث لا وطن لهم غيره: فلسطين، 4- هزيمة عدوهم الذي لا عدو لهم غيره، المستعمرة الإسرائيلية التي تحتل وطنهم، وتصادر حقوقهم، وتنتهك كرامتهم. 

لا خيار أمام الفلسطيني سوى الانتصار، الأمل، الطموح والمستقبل، وهذا هو دافعهم، منذ أن انطلقت ثورتهم، نضالهم، مسيرة كفاحهم نحو: العودة والحرية. 

مصير المستعمرة، مزبلة التاريخ، كما كل التجارب والوقائع والمشاريع الاستعمارية في العالم: 1- هزيمة الولايات المتحدة في الفيتنام وسائر مناطق جنوب شرق آسيا، وهزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وهزيمة الاستعمار الأوروبي: البريطاني، الفرنسي، الإسباني، الإيطالي في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

معركة أكتوبر تقوم على عاملين: 1- عملي قتالي، على الأرض وفي الميدان وعبر المواجهات بين تفوق قوات المستعمرة، وقدرات المقاومة مهما بدت متواضعة، ولكنها تعمل بإيمان وثقة ومبادرات متتالية لعلها تجعل قوات المستعمرة تدفع الثمن، عبر ضربات موجعة تراكمية مؤلمة للإسرائيليين.

2- سياسي، يقودها الأردن من خلال تحركات رأس الدولة جلالة الملك، ووزير الخارجية الاستثنائي أيمن الصفدي، وخاصة نحو البلدان العربية أولاً كي تكون شريكاً، وحاضنة سياسياً ومعنوياً للفلسطينيين، والتأكيد على أن قيادتهم وممثلهم بشرعية واحدة هي منظمة التحرير وسلطتها الوطنية، وثانياً نحو أوروبا لإلغاء معطيات المشهد وتغييره من الانحياز نحو الموقف الإسرائيلي الأميركي، ليكون أكثر إنصافاً وعدالة وواقعية نحو فلسطين وعدالة مطالبها وحقوقها وتطلعاتها.

الأردن في صُلب المعركة الوطنية في مواجهة المستعمرة بهدف حماية الأمن الوطني الأردني، من محاولات إعادة رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين، نحو الأردن، وبهدف دعم صمود وبقاء الشعب الفلسطيني في وطنه ودعم نضاله من أجل استعادة كامل حقوقه، وهو واجب أردني وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً. 

ثقتنا بانتصار الشعب الفلسطيني لأنه على حق وقضيته وتطلعاته عادلة وقانونية وشرعية.