المقاومة مع حائط الصد العربي

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

أحبط الأردن توجهات حكومة المستعمرة وبرنامج نتنياهو، التي بدت مقبولة أو على الاقل مفهومة لدى إدارة واشنطن الأكثر انحيازاً لسياسات وبرامج حكومة اليمين السياسي الديني المتطرفة، من خلال خطوات يوآف جالنت وزير حرب حكومة المستعمرة الائتلافية، القائمة على المحطات الثلاثة بعد عملية 7 أكتوبر الإبداعية:

أولاً : القصف الهمجي لكافة مدن وأحياء ومؤسسات قطاع غزة، لتحقيق قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من المنشآت والأبنية وبيوت الفلسطينيين.

ثانياً : المرحلة الثانية، الاجتياح التدريجي لقطاع غزة، بهدف تصفية قوى المقاومة المسلحة، مع استمرارية القصف وفق متطلبات المرحلة الأولى، لخدمة أغراض وأهداف المرحلة الثانية لاجتثاث المقاومة.

المرحلة الثالثة بعد إنجاز واحتلال كامل قطاع غزة، تنصيب إدارة بديلة لسلطة حماس في قطاع غزة، سواء من الفلسطينيين أو العرب ، أو حتى من أطراف دولية، تكون متفقة مع أهداف المستعمرة، والقبول بهيمنتها، والانفصال الإداري عن السلطة في رام الله.

الأردن، كما عمل على إحباط نقل الفلسطينيين من قطاع غزة نحو سيناء، اعتماداً على عاملين الأول الرفض المصري للبرنامج الإسرائيلي المقبول أميركياً، والثاني الرفض الفلسطيني الحازم من قبل أهل القطاع، وفصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية.
سلطات المستعمرة كانت تعمل وفق اتجاهين الأول محاولات ترحيل اكبر عدد من الفلسطينيين، والثاني تنصيب سلطة متواطئة مع الاحتلال، ولذلك عمل الأردن بقوة وحزم لإحباط المشروعين، لخشيته أولاً من نجاح السيناريو في قطاع غزة، وثانياً خشيته المؤكدة من انتقال هذا السيناريو نحو القدس والضفة الفلسطينية، خشية طردهم وتشريدهم وترحيلهم نحو الأردن.

لقد نجح الأردن في إحباط المسعى الأول في قطاع غزة، وعمل على إحباط كافة مشاريع وخطوات المستعمرة نحو الانتقال للمرحلة الثالثة المتمثلة بالهدف السياسي المتضمن استبدال السلطة الفلسطينية بأي سلطة بديلة متواطئة.

لقد تمكن الأردن من بناء جبهة عربية تشكلت من وزراء خارجية البلدان الخمسة التي شاركت في اجتماع عمان مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن: البلدان الخليجية الثلاثة، العربية السعودية والإمارات وقطر، مع مصر وبمشاركة فلسطين ممثلة بعضو اللجنة التنفيذية من منظمة التحرير، الذين تمسكوا بموقف موحد يقوم على رفض الحرب واستمراريتها، ورفض حصار أهل غزة وتجويعهم، ورفض ترسيم إدارة فلسطينية بديلة.

اللقاء السداسي العربي من قبل وزراء الخارجية أثمر عن تحقيق خطوات عملية أهمها كسر تصلب حكومة المستعمرة، وتشكيل حائط صد عربي مساند لفلسطين وأهل غزة، ورفض أي طرف بديل عن منظمة التحرير.

زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى رام الله واللقاء مع الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية إنجاز سياسي ثمرة الجهد الأردني المدعوم بحائط الصد العربي، والإقرار أن عنوان فلسطين هو منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي، تم شطب مشاريع التبديل من قبل المستعمرة التي سبق وأن تفهمتها واشنطن.

عمان مع حائط الصد العربي، مع صمود المقاومة في غزة، صنعت الموقف السياسي الذي فرض التراجع الأميركي كي يتفهم الموقف العربي ويقبل به ويتعامل معه.