سيناريوهات «وقف الحرب على غزّة»
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
تحدثت في مقال سابق حول «سيناريوهات الحرب على غزة» التي تدخل اليوم في «المرحلة الثانية» وهي الحرب الاقليمية -وان كانت على استحياء -الا أن دخول «حزب الله» و«الحوثيين» على الخط -وان كان «بقدر معلوم»، الا أن ذلك يجعلها حربا اقليمية (محدودة)، ويبدو أن هناك حرصا أمريكيا وغربيا وعربيا واقليميا (خصوصا بعد خطاب السيد حسن نصرالله) على أن تبقى كذلك دون توسع، ويزيد من الحرص على ذلك عوامل فرضت نفسها على الارض ومنها:
- فشل اسرائيل بعد أكثر من شهر على بدء حربها على غزة بتحقيق نصر عسكري على الأرض وفق هدفها المعلن للمعركة وهو (القضاء على حماس -وتحرير الرهائن والاسرى) وكلاهما لم يتحققا.. وأقحمها وزير دفاعها مؤخرا بهدف ثالث وهو القضاء على زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار.
-ما تحقق حتى الآن مزيد من الدمار والتدمير وقتل البشر والحجر.. وكل ذلك يعني «فَلَسًا» أمام المجتمع الدولي (وأعني الشارع) الذي بات يضغط بصورة أو بأخرى على حكوماته لوقف المجازر التي تدعمها حكوماتهم.
- لم تحقق اسرائيل أية انتصارات أو تقدما مهمّا في الحرب البرية التي «هدّدت» بها كثيرا، وبعد شهر لا زالت صواريخ القسّام تقصف اسرائيل شمالا وجنوبا وتحقق بطولات نوعية تبثها اعلاميا مما بات يعرّض حكومة نتنياهو لانتقادات تصل الى حد المطالبة باستقالته فورا دون انتظار انتهاء الحرب.
-هناك خلافات في قرارات الحرب على غزة داخل مجلس الحرب الاسرائيلي، اضافة لخلافات حول ادارة الحرب بين العسكريين الاسرائيليين والخبراء الامريكان اصحاب القرار العسكري الفعلي كما بات واضحا لكثيرين.
من أجل كل ذلك وبعد قرب انتهاء المدة الممنوحة لاسرائيل لانهاء مهمتها (على ما يبدو) بدأ العمل في مراكز صنع القرار في امريكا والعالم وكذلك اسرائيل وفي الاقليم لسيناريوهات (ما بعد غزة) مما يشير إلى قرب حسم القرار السياسي بعد فشل القرار العسكري بتحقيق أهداف الحرب وفقا للتطلعات الاسرائيلية.. وبتجاوز- يبدو مقصودا - بعدم الحديث كثيرا عن سيناريوهات وقف الحرب على غزة أولا..وهذا «الاغفال المتعمد» ينبئ بالخطر، لأن ذلك قد يعني ما يلي:
- قرار تدمير غزّة متّخذ وعلى اسرائيل انهاءه -وهي تفعل- بكل الاسلحة المتاحة حتى لو اضطرها ذلك لاستخدام (النووي) كما دعا لذلك وزير التراث المتطرف بالأمس، وبغض النظر عن التصريحات المضادة الا أن التصريح يمّثل الفكر الصهيوني اليهودي المتطرف الذاهب في الامور لأبعد حدود، ولولا ورقة الأسرى والرهائن لفعلوها.
- بات من الواضح أن من صار معلّقا فوق الشجرة وبحاجة الى «عملية انزال» هي امريكا وليست اسرائيل، لأن امريكا هي من تقاتل وتدير المعركة، وقد اضطرت لكل ذلك وهرعت للمنطقة ليس لنجدة اسرائيل بقدر ما هو انقاذ لمصالحها ووجودها في هذه المنطقة وقد أثبتت عملية «طوفان الاقصى» بأن ربيبتها اسرائيل غير قادرة على القيام بواجباتها «الحراسية».
-من هنا فان الحديث اليوم يقفز على «سيناريوهات وقف الحرب» الى سيناريوهات «ما بعد حماس في غزة» ..ولارتباط السيناريوهات ببعضها أشير بهذا المقال الى أبرزها وفقا لتحليلات وتقارير عالمية واقليمية بهذا الشأن وتتلخص بما يلي:
* السيناريو الاول- انتهاء الحرب بالقضاء على حماس:
-وهذا السيناريو -الذي أضيف اليه القضاء على قائد حماس يحيى السنوار- يبدو صعب المنال بعد مرور شهر على بدء الحرب.
* السيناريو الثاني- «صفقة»:
- وهذا ممكن كلّما طال أمد الحرب وزادت المجازر لدرجة ضاغطة على الادارة الامريكية -وليس غيرها- يجعلها مضطرة للنزول من على الشجرة بصفقة يتم من خلالها الافراج عن الرهائن والأسرى مقابل تحرير الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية.
* السيناريو الثالث -«سيناريو بيروت 1982»:
- وقد تكرّر الحديث عن هذا السيناريو الذي يقضي بترحيل آمن لقادة حماس من غزة لدولة أخرى مقابل الافراج عن الاسرى والرهائن المحتجزين لدى حماس أيضا.
-كل سيناريو من هذه السيناريوهات له ما له وعليه ما عليه..ولا يتم الحديث حولها اليوم لأن الادارة الامريكية حتى الآن ومن معها لا يتقبلون فكرة «وقف الحرب» لأن ذلك يعني «الهزيمة» وثمنها مكلف للغاية ويعني انتهاء نتنياهو وربما سقوط مبكّر للديمقراطيين بالانتخابات الامريكية القادمة..ولذلك فهم يتحدثون عن مرحلة ما بعد حماس بسيناريوهات متعددة أبرزها:
1 - اعادة احتلال غزة و(حكم عسكري اسرائيلي).
2 - ربطها بالسلطة الفلسطينية (وهذا ما بحثه أمس الوزير بلينكن مع الرئيس أبو مازن).
3 - قوات دولية (إلى حين).
4 - حكم محلي عربي.
5 - التهجير (إلى سيناء) وتهجير+ توطين (إلى دول عربية وغربية).