الشعب الفلسطيني يشكرك أبا هادي!.. أما غزة فماذا بعد؟
جفرا نيوز - بقلم: النائب السابق غازي عليان أمين عام حزب العدالة والإصلاح
عشرات اللقاءات وربما المئات ، وتصريحات أممية وعربية وأروبية وصينية ، بعضها لرؤساء دول وبعضها الآخر لمؤسسات مجتمع دولية كمنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية، ومدعي المحكمة الجنائية الدولية وبالتأكيد لوزير الخارجية الأمريكي الذي قام بزيارته الثالثة الى المنطقة والذي قدم نفسه في زيارته الأولى انه يحضر كيهودي قبل أن يحضر كوزير خارجية للولايات المتحدة الأمريكية في تصرف أحمق وعنصري محولًا الصراع إلى صراع ديني، ناهيك عن اتصالات رئيسه الصهيوني بايدن الذي عبر عشرات المرات أنه صهيوني وأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان أول من أنشأها، وأيضًا تصريحات نارية كويتية وأردنية تحترم لعروبيتها وبخاصة توصيات مجلس الأمة الكويتي ومواقف جلالة الملك الثابته حول القضية الفلسطينية وضرورة وقف الحرب ، ومواقف يمنية ومصرية وجزائرية وتونسية واعلام حر ،وغيرها، ولن أفصل فيها كثيرًا، لأن كل ذلك لم أتوقف عنده وكنت أتوقعه لفهمي لمواقف أصحابه، ولكني كنت منصبًا بكل جوارحي وأنا أنتظر منذ شهر كامل على أحر من الجمر الموعد المشهود، واليوم الحاسم، حيث يلقي من يُسمى زعيم المقاومة أمين عام حزب الله حسن نصر الله خطابه الموعود، وتابعته بشغف منتظرًا العبارة التي ينتظرها الجميع: وإنْ بتشكك إعلان الحرب على الكيان الصهيوني الذي يشن حربًا إجرامية متوحشة على غزة والضفة الغربية ويهدم الأحياء ويحرق البشر والشجر، ويمنع عن سكان غزة الهواء والماء والدواء وحتى الممرات الآمنه، ويقصف المستشفيات ويهدد بالويل والثبور ليس فقط المقاومة الفلسطينية بل والضفة واليمن وخص لبنان بعشرات العبارات وانه سيعيده إلى العصر الحجري ، وكنا ننتظر رداً من الامام نصر الله يتناسب والحدث الجلل والتهديد والوعيد.
وانتهى الخطاب الموعود وكانت الدهشة الممزوجه بالسخرية، فقد باتت حالة الفرز واضحة للعيان بين شعوب متعطشة لاستعادة كرامتها وعزتها، وأنظمة أدمنت العجز والإذلال، والركوع عند أقدام أمريكا والكيان الصهيوني، وهو فرز مهيّأ للاتساع والترسخ، وسيقود إلى قلب كلّ المعادلات القديمة المتكلسة في المنطقة، وهذا ما استخلصته من خطاب نصر الله الذي اثبت للشعب الفلسطيني انه مشارك مع الصهاينه وحلفائهم في سفك الدم الغزاوي والفسطيني وحلفاؤه وهنا نقول له: اترك المقاومة والشعب الفلسطيني فهم وحدهم القادر على ادارة معركة طوفان الأقصى وما بعد الطوفان، و يكفيهم أن الله معهم، وليس أدل على ذلك من قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم" لاتَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذلهم حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ : بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ أَكْنَافِ بَيْتِ المقدس".صدق رسول الله.
وقوله تعالى عز وجل : قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ. صدق الله العظيم.
اذلك نقول لك أبا هادي اتركهم في معركتهم الخالدة والمجيدة ووفر علينا الوقت في انتظار خطابك الهزيل ، وأكفنا ومن يقف خلفك من النفاق وأحاديث البطولات الكرتونية، وصدق سمير جعجع، وياليتك استمعت منه ولم تخرج علينا لتعطينا دروسًا ومواعظ لا قيمة لها.
أقول لك يا حسن لقد شاركت بسفك دماء أهلنا في غزة، شأنك شأن المتخاذلين، واقول لك يا ليتني لم اشاهدك، لاني والكثير منا وضعنا أملنا فيك وحسبناك مع الشعب الفلسطيني صادقًا ومقاومًا حقيقيًا ، ولكنك أثبت ومن حولك أنكم تتجارون في قضية فلسطين ودم أبنائها كما كنتم دومًا.
وأقول لك ولمن يقفون خلفك : ولا أتشفي أننا سنراك وعصبتك بهذا الموقف عندما تخليتم عن الشعب الفلسطيني المظلوم في محنته وهو يقتل بلا رحمة وتهدم مدنه وحواريه وتقتل نسائه وأطفاله وشيوخه ومقاتليه الأبطال الذين أعطوكم درسًا مجانيًا في البطولة والصمود كما علموا جيش العدو الصهيوني درسًا في البطولة. محققين قوله تعالى " َمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (194 البقرة)، ولمن يسأل هل المقاومة بقوة الاحتلال لتخوض حرب معها؟، نرد عله بقوله تعالى " قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (249 البقرة).
وأخيرًا وليس آخرًا أقول لشعبنا الفلسطيني المجاهد لستم وحدكم بهذه معركة ، فالله معكم، وسيقف معكم أحرار الشعوب لاسترداد الأرض المحتلة والمسجد الأقصى المبارك .
أما حسن نصر الله والمتخاذلين فيكفيهم قوله تعالى" وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47 التوبة)
فقد اثبتً اليوم ومعك ايران أنكم شركاء مع الصهاينه والأمريكين ودول الغرب بسفك دماء شعبنا.
واطلب منك يا حسن الا تذكر مقاومتنا لا بالخير ولا بالشر لانك أصغر من ذلك ، ولا نطلب منك تبريرًا ان العملية الجهادية كانت فلسطينيه 100% ، فنحن نعلم ذلك قبلك بكثير، ولا ترسل صواريخك الفارغة، واركز باردوتك، وأعتقد أنها لصيد العصافير، وحافظ علي نفسك وعلى عصابتك في تجارتكم المعروفة ولا أعتقد انهم سيغنون لك يا سيد دمر فجر تل أبيب ويكفي ان تدمر لبنان وتعطل مستقبله، واستمر انت وحزبك بهتافات واهازيج تخص حزبك واترك المقاومة الفلسطينية في حالها،وإذا كان وزير التراث الصهيوني الياهو يطالب بضرب غزة بقنبلة نووية؟ وانت يا ابا هادي لسه بتنظر علينا بنقلك مشان الله يا خاين أطلع برة الموضوع الفلسطيني وخلينا كالعادة نحقق انتصارنا بسواعد أبطالنا، او عد الى جانب الحق وخذ الموقف الذي يعيدك في نظرنا كما كنا نتوقع او ستخرج من التاريخ الشعبي الى الأبد.
أما اليهودي بلينكن والصهيوني بايدن فالله عز وجل سيأخذ كل نقطة دم سالت من أطفالنا وأمهاتنا وأخواتنا وأخوانا منكم ومن شعوبكم ومن أزركم، فأنتم من منح المجرم نتنياهو الضوء الأخضر لارتكاب جرائمه بحق شعب فلسطين وستسقطون معه قريبًا وأذكركم بذلك فما قبل طوفان غزة ليس كما قبله.
ولكم أيها الأبطال في غزة شعبًا ومقاومة وأطباء ورجال إسعاف ومنقذين أن نعالكم أشرف من المتصهينين اليهود والعرب، واتمني من جلالة الملك عبد الله نصير فلسطين والوصي على مقدساتها وصاحب الموقف العروبي الثابت لنصرة الشعب الفسطيني أن لا تستقبل اليهودي المتصهين بلينكن بعد اليوم لأنه موظف عند النتن ياهو ، وانهم يتآمرون على وطننا الغالي بالوطن البديل والتهجير والتشريد.
وإلى الشهداء فلست أنا من يقول بل رب العزة في علاه" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (170 آل عمران)
وأختم مقالي بالقول لقد أظهرت أزمة الملف الفلسطيني الأخيرة تباينات شديدة في المواقف العربية، وأنتجت مواقف تعبّر عن أزمة حقيقية يعيشها النظام الرسمي العربي، مثلما أظهرت عمق الفجوة بين الشعوب وأنظمتها الرسمية ، فبينما غزة تحت النار والحمم التي أحرقت الأخضر واليابس، كان النظام الرسمي العربي يتخبط بين العمل على عقد قمة وعدم انعقادها، وبين الاثنين ضاعت أيام وأيام، ولا يوجد من ينتشل الشعب المقهور من محنته، والأمة العربية بين هذا وذاك تنتفض محاولةً كشف العورة، ومرّت أيام طويلة من القهر والظلم والقتل أفقدتها القدرة على التغيير وإعادة تشكيل الأشياء، ولكن قد يأتي الخير من باطن الشر؛ فهذه المظاهرات التي تتفجر في مختلف أنحاء الوطن العربي، تؤكد وحدة الدم والمصير، وتحقق مصالحات على قاعدة المقاومة، وتهزّ النظام العربي البائس، وهي التجسيد الحي لهذا الخير، وربما أسدى مجرمو الكيان الصهيوني خدمة كبيرة لهذه الأمة حين أسقطوا حل الدولتين، ودفنوا عملية سلمية مغشوشة، وبيّنوا للعالم كم يشكّل كيانهم الصهيوني المغتصب خطرًا عليه وعلى أمنه واستقراره ورفاه مواطنيه؛ بإشعالهم نار العنف والإرهاب، وتكريس الكراهية للغرب وأمريكا الحاميين الدائمين له، وبعد اليوم لن ننتظر سوى الملثمين أبا حمزة والمغوار أبا عبيده فعندهم الجواب اليقين ورسالة النصر القادم.
ونحن على قناعة أن نصر الله قريب وعاشت المقاومة وعاشت فلسطين والمجد للشهداء والموت للعملاء.