الفراعنة يقدم قراءة بخطاب حسن نصر الله

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

هل تم قصف مدخل مستشفى الشفاء، ومحيط مستشفى الأندونيسي، وطابور سيارات الإسعاف ومدرسة تحتضن نازحين، من قبل المستعمرة بالصواريخ الثقيلة المدمرة، هل تم هذا القصف المتعمد متزامناً ورداً على خطاب أمين عام حزب الله: السيد حسن نصر الله؟؟. 

كنت أقول في لقاءات إعلامية مختلفة إن حزب الله لن يتورط بالمشاركة العملية الشاملة –وفق قدراته وإمكاناته المتفوقة- مع ما يجري من حرب وعدوان وهجوم المستعمرة على قطاع غزة، وسيكتفي بالمناوشات الجارية على الحدود الفلسطينية اللبنانية، بينه وبين قوات الاحتلال، حيث يرى أن هذه الاشتباكات المحدودة «المحسوبة» توفر دعماً للمقاومة الفلسطينية، عبر إشغال جزء من قوات المستعمرة، وحشدها على الحدود اللبنانية شمال فلسطين، مما يقلل من تفرغ كامل قدرات جيش العدو نحو الهجوم على قطاع غزة.

الشيخ حسن نصر الله رمى الاختيار والتصعيد على قرار المستعمرة سياسياً وعكسرياً نحو: 1- استهداف لبنان، 2- التدرج في المناوشات نحو التصعيد، مقروناً بالتهديد المماثل الذي أطلقه نتنياهو بقوله: إن لبنان سيخسر إذا أقدم حزب الله نحو المشاركة والحرب الشاملة، ورد عليه قائد حزب الله: إن المستعمرة ستخسر إذا أقدمت على الحرب الشاملة، مما يدلل أن كليهما لديه القدرة على تدمير الآخر والمس به وإيذائه، على قاعدة «الردع المتبادل» الذي يوفر لكليهما التأني وعدم التورط في صدام شامل بين بعضهما البعض لأن كليهما سيخسر، ولن تكون حصيلة الحرب الشاملة بين حزب الله والمستعمرة نصراً لأحدهما على الآخر. 

حدد أمين عام حزب الله المهام الضرورية لمواجهة الحرب على الفلسطينيين ،وأن الأولوية تتمثل بوقف الحرب أولاً على ما عداها من مهام واولويات، ولهذا يدعو الأطراف المختلفة أن تتدخل من أجل وقف هذه الحرب المجزرة العدوانية المتطرفة على الشعب الفلسطيني.

حصيلة خطاب السيد حسن نصر الله، أن التدخل المباشر الشامل من جانبه غير وارد، وهو يدعو إلى «الصبر والصمود»، وأن مشاركة حزب الله ستتواصل عبر المناوشات التي بدأت منذ 8 أكتوبر، محدودة ومحسوبة، وأنها الخيار الصائب. 

يُحذر حسن نصر الله من هزيمة حماس، لأن هزيمتها ستمس مكانة المقاومة ودورها لدى الشعب الفلسطيني، ولكافة الأطراف العربية، التي يُطالبها باتخاذ إجراءات رادعة بحق المستعمرة، وأن انتصار حماس ليس انتصاراً للإخوان المسلمين أو لإيران، بل انتصار للشعب الفلسطيني، وهو يثق بانتصار حماس بهذه المعركة حتى ولو كانت غير متكافئة.

امين عام حزب الله لاشك انه متعاطف ومساند وداعم للمقاومة الفلسطينية ولكنه لن يغامر ولن يضحي بلبنان من أجل فلسطين، ولذلك لن يخوض المعركة الا بشرطين: اولهما اذا مست لبنان وأمنه والتطاول عليه، سيكون مضطرا لخوضها باعتباره لبنانيا.
وثانيهما اذا اتته التعليمات من مرجعيته السياسية والدينية والفكرية، أي من طهران كما يقول ويعتقد .  

الشعب الفلسطيني يخوض معركته الوطنية وحده ضد عدوه الوطني والقومي والديني والانساني، والآخرون من المسلمين والعرب والمسيحيين هم فقط متعاطفون داعمون مساندون له كل حسب قدراته وامكاناته ومصالحه.