زيارة بلينكن وسيناريو إدارة قطاع غزة
جفرا نيوز ز- بقلم نسيم عنيزات
يبدو ان زيارة وزير الخارجية الامريكية إلى إسرائيل للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على قطاع غزة واجتماعه مع مجلس حرب دولة الاحتلال الذي أطلعه على مجريات الحرب وما تحقق من أهداف من وجهة نظرهم، لا يحمل اي قرار او نية لوقف إطلاق النار، بقدر ما بحث في لقائه بعمان امس مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية ترتيبات ما بعد الحرب وكيفية إدارة القطاع بعد حماس الذي كثر الحديث الامريكي حوله.
فان لقاءه برئيس دولة الاحتلال نتنياهو ومجلس حربه أراد أن يعرف سير الامور والانجازات التي تحققت على الأرض لتشكل ارضية وقاعدة للانطلاق منها في مباحثاته مع الأردن السياسي ورئيس الوزراء اللبناني و وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر وامين سر منظمة التحرير حول ادارة غزة. هذا المشروع أو السيناريو الذي اخذ يطفو على السطح بشكل مكثف. ومن خلال دعوة او تواجد امين سر مظمة التحرير دون وجود ممثل عن السلطة فإن ذلك يؤكد ما ذهبنا اليه وهو استبعاد الطرف الفلسطيني الذي لا يوجد أي توافق مع حماس وما يحظى به من قبول في الشارع الفلسطيني، وكذلك استبعاد حماس من التشاور او المباحثات كرسالة أمريكية إسرائيلية بانها لن تكون موجودة على الطاولة خاصة بعد وصفها من الامريكان وبعض دول الغرب بالارهابية. وكذلك فصل الضفة عن القطاع وهذا ما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني امس.
ولحين معرفة ما تم في الغرف المغلقة في لقاء الأمس الذي رشحت عنه بعض المعلومات والمواقف العربية لوقف العدوان وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ستبقى الامور تدور في فلك الية الإدارة الجديدة للقطاع، التي على ما يبدو ان الامريكان يرغبون بأن تكون عربية من بعض الدول المعنية في القضية الفلسطينية .
حيث أن بلينكن على ما يبدو قد قدم التصور الامريكي للمرحلة القادمة بعد ان أطلع عليها الجانب الإسرائيلي واخذ موافقته وملاحظاته عليها في اجتماع الأمس الأول في ظل فشل مخطط التهجير.
فإن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية قد حمل رسائل تسير ضمن بوصلة واتجاه واحد يحمل شرطا بضرورة القبول او المشاركة في إدارة القطاع مقابل وقف إطلاق النار او وقف إنساني مؤقت للحرب.
ويبقى هذا السيناريو الأقرب والأفضل للولايات المتحدة ووجهة نظرها هو المطروح على الطاولة الامريكية والاسرائيلية على سيناريو قوات دولية قد يعارضها البعض خشية من هجمات المقاومة .
ومن المتوقع ان يعود وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة الاحتلال قريبا او يجري اتصالات مع مسؤوليها قبل وبعد لقائه بالقيادات الأمريكية لاطلاعهم على ردة الفعل العربي حول السيناريو المطروح الذي قد يطلب من قطر تكثيف وساطتها للإفراج عن الأسرى مقابل وقف العدوان و تقديم بعض المقترحات المتعلقة بحركة حماس على المستوى العسكري والسياسي كما سيتم البحث في الية تمويل المشروع الجديد في حال حظي بالقبول. ولضمان نجاح المشروع فقد كثفت دولة الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها التي طالت المستشفيات والمدارس ومنعها دخول الوقود إلى القطاع لذي تعاني مستشفياته من نقص حاد فيها، أخرجت معظمها عن الخدمة، ومع انها اي الهجمات تنسجم مع العقيدة والعقلية الإسرائيلية في القتل والابادة الجماعية فإنها تهدف للضغط على حماس للتنازل او الرضوخ .
في النهاية تبقى الامور بيد حركة حماس التي ما زالت صامدة امام الهجمات الهمجية والابادة الجماعية في تعاطيها مع السيناريو المطروح وعملية الأسرى الذي يبدو ان إسرائيل لن تمانع في مبادلة مرتفعة التكاليف لدرجة تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.
ويبقى السؤال الأهم هل سيفشل السيناريو المطروح كما فشل مخطط التهجير؟؟؟.
الدستور