طريقة جديدة للكتابة في المياه

جفرا نيوز - تتعدد الأسباب التي تجعل المياه أداة غير مناسبة كي يكتب فيها الخطاطون، فهي لا تكف عن التبدّل والتموّج، وسرعان ما يتلاشى الحبر ويتغير شكله. لكن قد يحصل الفنانون قريباً على وسيلة جديدة بالكامل بعدما طوّر باحثون من جامعة «يوهان غوتنبرغ» في ماينتس، وجامعة «دارمشتات» التقنية في ألمانيا، وجامعة «هوازونغ» للعلوم والتكنولوجيا في الصين، «قلماً» مبتكراً.

الجهاز الجديد هو عبارة عن خرزة ضئيلة بعرض 50 ميكروناً، وهو مصنوع من مادة خاصة تتبادل الأيونات في السائل، فتنتج مناطق يتراجع فيها الرقم الهيدروجيني نسبياً. تُسحَب آثار تلك الجزيئات المعلّقة في المياه لاحقاً نحو المحلول الحمضي، وقد يسمح رسم تلك المنطقة بظهور خطوط «مكتوبة» ودائمة. للحفاظ على كتابة مستقرة، يحرّك النموذج الأولي المياه حول الخرزة بدل تحريكها في المياه. حصلت هذه العملية يدوياً في البداية، لكن استُعمِل جهاز هزاز وقابل للبرمجة لاحقاً. يبدو السائل مستقراً لأقصى حد بسبب حجم القلم المجهري وتحرّك المياه حوله. تبقى الخطوط ظاهرة لأكثر من 15 دقيقة، وقد تنتج أشكالاً مختلفة عبر استعمال تقنيات ضوئية لإطلاق تبادل الأيونات أو وقفها.

بالإضافة إلى إجراء تجارب فيزيائية، حاول الباحثون أيضاً ابتكار بعض النماذج النظرية لتحديد الآليات الكامنة وراءها. هي تشير إلى إمكانية استخدام التقنية مع أنواع أخرى من الأقلام. عند تسخينها بالليزر مثلاً، يمكنها أن تشقّ طريقها في المياه.

يوضح عالِم الفيزياء بينو ليبشين من جامعة «دارمشتات»: «قد تسمح هذه العملية أيضاً بكتابة الأشكال في المياه بطريقة موسّعة ومتوازية. يمكن استعمال هذه الآلية إذاً لابتكار أنماط معقدة وعالية الكثافة في السوائل». يعترف الباحثون بأن هذه التكنولوجيا لا تزال في بدايتها، لكنها قد تفتح المجال أمام ظهور ابتكارات أخرى، بدءاً من اختراع أنواع جديدة من الفنون وصولاً إلى تعقب الآثار الكيماوية أثناء تنقلها في السوائل.

تطورت رغبة البشر في الرسم على مر التاريخ، ويعني التمكن من الكتابة في المياه وسوائل أخرى تحسين فرصة تطوير هذا المجال مستقبلاً.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «بشكل عام، قد تُمهّد هذه المقاربة لظهور أداة متعددة الاستعمالات، فتسمح بالكتابة، أو الرسم، أو تصميم أنماط السوائل، ولو على نطاق صغير».