الإعلام الغربي وغزة.. سقوط في وحل الانحياز
جفرا نيوز - أدار الإعلام الغربي وجهه عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ونسي الحياد والموضوعية التي تغنى بها لعقود طويلة، وكرس آلته الإعلامية وجهوده في شيطنة غزة وكأنها هي الجلاد.
منذ اللحظة الأولى لمعركة طوفان الأقصى، سقط الإعلام الغربي ومؤسسات عملاقة تغنت بحيادها وموضوعيتها على الدوام، في امتحان الحياد حين تعاطفت مع الجلاد ووقفت إلى صف المحتل عبر ترويج الأكاذيب وتزييف الحقائق.
لم تصمد تلك المدارس العريقة في الصحافة التي دائما نصّبت نفسها ولي أمر الصحافة العالمية لما تمتلكه من تاريخ طويل وسمعة مرموقة، سوى ساعات قبل أن تسجل انحيازها للعدوان الهمجي على غزة.
ولم يقف الانحياز في الإعلام الغربي على تزييف الحقائق وتغييب وعي الجمهور وتضليلهم وتوجيههم، بل إنّ هذا الإعلام صار الراعي الرسمي لما يرتكبه الاحتلال من جرائم وفظاعات في غزة، وتبنى في معظم الأحيان رواية الاحتلال كما حدث مع قصة الصور المزيفة المشهورة حول انتهاكات بحق الأطفال ليتضح فيما بعد أنها مجرد دعاية «كاذبة»، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأكاذيب والروايات وسعوا إلى تفنيدها وإظهار زيفها، ودارت معركة رحاها العالم الافتراضي بين الحق والباطل.
وتتداول منصات التواصل الاجتماعيّ من بين ما تتداوله مشهدًا لامرأة بريطانية تُوبِّخ ابنتها لتنهاها عن الكذب، وهي تقول: «إذا لم تتجنَّبي الكذب وأنت صغيرة، فإنك حين تكبرين ستصيرين مذيعةً من مذيعات البي بي سي».
من الواضح أن حالة الامتعاض والغضب من تعامل الإعلام الغربي مع أحداث غزة لم يقتصر على المنطقة العربية، حيث كشفت دراسة حديثة تراجع ثقة الأميركيين بوسائل الإعلام إلى أدنى مستوى في سبع سنوات.
وبحسب ما نشرت مؤسسة الاستطلاعات غالوب فإن نسبة الأميركيين الذين يثقون بوسائل الإعلام بلغت 32%، مقابل نسبة بلغت 29% لأولئك الذين يتمتعون بثقة قليلة، ونحو 39% لا يثقون على الإطلاق بالإعلام.
وقالت الناشطة ملاك بني عطية: «إن أسطوره الإعلام الغربي سقطت في امتحان الأخلاق، وإن انحيازها الأعمى للمحتل سوف يبقى في الأذهان وستبقى شريكة في الجريمة ولن ينسى لها الناس ذلك». وانفجر نشطاء منصات التواصل غضبا تجاه إحدى المؤسسات الرائدة بعد طرح تقرير لها قبل هجوم مستشفى المعمداني في غزة، أسئلة عن إمكانية وجود أنفاق خاصة بحركة حماس أسفل المستشفيات والمدارس.
ووسط هذا النهج المنحاز لإسرائيل ظهرت مؤخرا أصوات بين النشطاء الغربيين من الساسة والمثقفين تدعم القضية الفلسطينية، وتقف إلى جانب الحق، وأظهرت مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تعاطف مشاهير من التواصل الاجتماعي أو النواب والساسة الأوروبيين، مثل النائبة الأيرلندية في البرلمان الأوروبي كلير دالي، والطبيب والكاتب المشهور غابور ماتي، وغيرهم الكثير.
الرأي - طارق الحميدي