هل تعني إدارة بايدن.. ما «تقول» حقّاً؟
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
فجأة وبعد 24 يوماً من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش العدو الصهيوني, بترسانته العسكرية المهولة التي زودته بها وما تزال تزوده الولايات المتحدة الأميركية, «استيقظ» فجأة وبتثاقل.. «طرفان», بعد ان صرفا النظر عن سابق قصد وتصميم, عن إرتكابات «إسرائيل الصُغرى» وجرائمها الموصوفة (ثمة «إسرائيل كُبرى», يمكن للمرء ان يعرفها دونما عناء) وها هما يَخرجان على العالم بتصريحات «مُلونة/ومغسولة», يكاد الذي لا يعرِف مواقفهما «الحقيقية», ان يقع في فخ تصديقهما. (أحدهما الذي ليس هو موضوع عُجالتنا هذه, مُدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية/البريطاني كريم خان, الذي جاءت به الى موقعه هذا. ضغوظ «الثنائي الأميركي/الإسرائيلي, رغم أنهما لم يُوقعا على نظام روما الخاص بالمحكمة المذكورة). اما «المُستيقِظ» الثاني بتثاقل فهو الإدارة الأميركية, التي عملت على ضخّ مزيد من تصريحات «العلاقات العامة» برائحة سياسية باهتة, كتلك التي أدلى بها مستشار الأمن القومي/جيك سوليفان, عن مكالمة بايدن مع نتنياهو و«تشديده» على «حق» إسرائيل بالدفاع عن نفسها, مع ضرورة «التمييز» بين الإرهابيين والمدنيين.
وإذ ليس من الحكمة تجاهل او نسيان ما «أكّد» عليه, مُنسِّق الإتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض/جون كيربي, بأن الولايات المتحدة «لا تضع خطوطاً حمراء لإسرائيل خلال الهجوم على قطاع غزة, مُضيفا.. ان واشنطن » لن تُقيّم التصرفات الحالية للجيش الإسرائيلي, في ما يخص قطاع غزة", فإننا لم ولن نلحظ اي تغيّر ولو في حده الأدنى, لمواقف إدارة بايدن من حرب الإبادة التي يشنها ساسة وجنرالات الجيش الصهيوني الفاشي, على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. كذلك الحال في «إعتراف» سوليفان الذي تفوح منه رائحة النفاق والتواطؤ, وإن تغلّف بلبوس إنساني مُزيف, عندا قال: إن آلاف الفلسطينيين قُتلوا في هذه الحرب.. وهذه مأساة حقيقية». لا قيمة له ولا أثر في واقع الحال.
وإذ أرسل جيك سوليفان مؤخرا مقالة/ دراسة مطولة وشاملة, تحت عنوان (مصادر القوة الأميركية.. سياسة خارجية لعالمٍ مُتغيّر), للنشر في مجلة «فورين أفيرز» الأميركية. التي قامت بطباعتها في عددها الصادر لشهريّ تشرين الثاني وكانون الأول 2023, فقد سارع سوليفان الى «تحديثها» عبر إضافة فقرات تتحدث عن تداعيات عملية «طوفان الأقصى» كي تقوم المجلة بإضافتها لمقالته ولكن على «موقعها الإلكتروني», بعد أن تم توزيع العدد المطبوع.
تاليا بعض الذي «حدّثَه» سوليفان على مقالته: في ما يتعلق بالشرق الأوسط بشكل عام، فقد ورثَ الرئيس منطقة رزحت تحت وطأة شديدة. شددت النسخة الأصلية «أضاف سوليفان» من هذه المقالة، المكتوبة قبل الهجمات الإرهابية التي شنتها «حماس» في إسرائيل في السابع من أكتوبر، على التقدم الذي تم إحرازه في الشرق الأوسط, بعد عقدين اتسما بالتدخل العسكري الأميركي الهائل في العراق، وحملة الناتو العسكرية في ليبيا، والحروب الأهلية المتأججة، وأزمات اللاجئين، وظهور دولة الخلافة الإرهابية المُعلنة ذاتياً، والثورات والثورات المضادة، وانهيار العلاقات بين البلدان الرئيسة في المنطقة. ووُصفت جهودنا للعودة إلى جادة نهج سياسة أميركية منضبطة تعطي الأولوية لردع العدوان، ونزع فتيل الصراعات، ودمج المنطقة من خلال مشاريع البنى التحتية المشتركة، بما في ذلك بين إسرائيل وجيرانها العرب. كان ثمة تقدم ملموس. دخلت الحرب في اليمن شهرها الـ18 من الهدنة، فيما هدأت رحى الصراعات الأخرى. انخرط القادة الإقليميون معاً في بوتقة عمل مشترك بشكل علني. وفي سبتمبر، أعلن الرئيس عن ممر اقتصادي جديد يربط الهند بأوروبا عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل.
أكدت النسخة الأصلية من هذا المقال «واصلَ سوليفان» هشاشة التقدم وأن التحديات الدائمة لا تزال قائمة، بما في ذلك التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين والتهديد الذي تفرضه إيران، كما ألقت هجمات السابع من أكتوبر بظلالها على المشهد الإقليمي برمته، التي لا تزال تداعياتها تتكشف، بما في ذلك خطر حدوث تصعيد إقليمي كبير، لكن النهج المنضبط الذي تبنيناه في الشرق الأوسط يظل جوهر موقفنا وتخطيطنا في إطار تعاملنا مع هذه الأزمة.
كما أظهر الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالمطلق في إطار حمايتها لمواطنيها ودفاعها عن نفسها ضد الإرهابيين الهمجيين، عندما سافر إلى إسرائيل في زيارة نادرة في زمن الحرب في 18 أكتوبر. وأننا نعمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين لتسهيل التوصيل المستدام للمساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة. وقد أوضح الرئيس ـ إستطردَ سوليفان ــ مراراً وتكراراً أن (الولايات المتحدة، تؤيد حماية حياة المدنيين أثناء النزاع واحترام قوانين الحرب. لا تمثل «حماس»، التي ارتكبت فظائع تذكرنا بأسوأ ويلات «داعش»، الشعب الفلسطيني، ولا تدافع عن حقه في الكرامة وتقرير المصير. وإننا ملتزمون حل الدولتين الذي يضمن ذلك).
انتهى الاقتباس.. فهل ثمة عاقل يُصدق كل هذه الرطانة؟.