الفراعنة يكتب: الأمن والاستقرار للأردن

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

من المؤكد احترام الذين يحتجون من الأردنيين، بتصنيفاتهم المتعددة واتجاهاتهم الفكرية السياسية، ووقفاتهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وضد سلوك وممارسات وجرائم المستعمرة الإسرائيلية.

حرارة وقفات الأردنيين، دوافعها وطنية قومية دينية سياسية، ضد العدو الأوحد الذي يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية: فلسطين وسوريا ولبنان، وسلب وسرقة وطن الفلسطينيين وإقامة مستعمرتها التوسعية العنصرية غير المشروعة، غير الأخلاقية، القاهرة للإنسان، المعادية للعروبة والمسلمين والمسيحيين، وتمارس كل أنواع البطش والقتل والتدمير بهدف عبرنة وأسرلة وتهويد فلسطين، كل فلسطين.

ولذلك لا يمكن لأي أردني، وعربي، ومسلم، ومسيحي إلا وأن يكون مع مواطنته الأردنية، واستقلال الأردن، وتقدمه، وتعدديته، وديمقراطيته، لا يمكن إلا أن يكون مع فلسطين، وهكذا كنا مع العراق، ورفضنا الذهاب إلى حفر الباطن، ومع سوريا ورفضنا المس بأمنها وكرامتها، ومع اليمن وعدم التدخل بشؤونه وخياراته.

مع فلسطين كنا وسنبقى وسنواصل، حماية لأمننا الوطني أولاً، ومن أجل دعم الشعب الفلسطيني باتجاهين: 1- من أجل صموده على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره، 2- من أجل دعم نضاله لاستعادة حقوقه في عودة اللاجئين إلى المدن والقرى التي طُردوا منها عام 1948، ومن أجل حرية فلسطين واستقلالها.

أن نكون مع فلسطين لا يعني أن نضحي بالأردن، وأمنه واستقراره من أجل فلسطين، لأن فلسطين تحتاج للأردن المتماسك الموحد القوي بجبهته الداخلية، المنحاز لفلسطين، المتصادم مع المستعمرة ومشاريعها وتوسعها واحتلالها.

التماسك والوحدة الأردنية شرط واجب حتى يكون مع فلسطين، بينما الأردن الممزق الضعيف المتآكل سيكون عبئاً على نفسه وعلى فلسطين، هذا ما نفهمه ونعيه ونعمل له ولأجله، لأن يبقى الأردن موحداً قوياً في الخندق الداعم لفلسطين، وهذا يتضح من التحركات السياسية سواء في رحلات واتصالات رأس الدولة، أو نشاط ورحلات ومؤتمرات وزير الخارجية، وليس آخرها نجاح تمرير قرار الأمم المتحدة والتصويت لصالحه في الجمعية العامة وهزيمة الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية وأدواتهم من بلدان مختلفة.

نجاح الموقف الأردني، انتصار لفلسطين، وقضيتها ونضال شعبها في مواجهة المستعمرة، وتقويض برامجها.
ولكن الذي يجب أن يكون مفهوماً، أن الأردن والبلدان العربية والإسلامية، والشعوب كافة، لن تكون بديلة عن نضال الفلسطينيين وتضحياتهم، بل يجب أن يكونوا وبالضرورة داعمين مساندين، كما حصل لكل الشعوب التي تحررت ودفعت ثمن حريتها واستقلالها، ومثلما حصل مع البلدان الاستعمارية التي هُزمت ودفعت ثمن هزيمتها واندحارها.

شعب فلسطين سينتصر بنضاله وتضحياته، والمستعمرة ستدفع ثمن ظلمها واستعمارها وعدوانيتها، وهذا ما سيثبته المستقبل للطرفين: للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وللمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني.