أنا فلسطيني من أصل أردني !!
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
منذ أن تفتّح وعي أبناء شعبنا العربي الأردني، ولا نضال له إلا النضال ضد الصهيونية، ومن أجل تحرير فلسطين.
لقد انخرطت في معمعان النضال من أجل تحرير فلسطين، كلُّ قيادات شعبنا الأردني، السياسية والعسكرية والحزبية والثقافية والإعلامية، طيلة الأعوام الممتدة منذ ما يزيد على مئة عام.
ويجدر ان نراجع وثيقة أبناء الطفيلة الذين كان لهم شرف اصدار أول بيان ضد وعد بلفور، يحذر من الاطماع الصهيونية على شعبنا الواحد، في سوريا الطبيعية، الذي لم يكن قد مزقه الاستعمار إلى اربع دول.
وسنظل نفاخر بأن اول شهيد لشعبنا هو
إبن عمي، الشيخ كايد مفلح العبيدات، أحد قادة الحركة الوطنية الأردنية التي تنبهت مبكراً لخطر الاستيطان الصهيوني في فلسطين، والخطر التوسعي على الأردن.
لقد ظلت الهوية الوطنية الفلسطينية، هوية فوق جغرافية، هوية كفاحية، لكل أبناء الأمة، ولكل احرار العالم.
وما من تضاد وتصادم للهوية الوطنية الأردنية إلا مع الهوية والخطر التوسعي الصهيوني، الذي يدرّس أبناءه أن «الأردن أرض إسرائيل الشرقية التي يحكمها الأعداء».
وعلى امتداد القرن الماضي، قدم أبناء شعبنا العربي الفلسطيني التضحيات الأكثر جسامة من أجل حرية فلسطين. وها هو يدفع اليوم افدح الأثمان من اجل الحرية.
سترضخ إسرائيل لا بد ترضخ، إلى حقيقة أن لا احتلال بلا مقاومة. ولا مقاومة بلا تضحيات. وسيظل هذا العدو يدفع الثمن بلا توقف، مرة على شكل طوفان الأقصى، ومرة قادمة على شكل طوفان آخر، أعتى أو اقل ضراوة.
وسيظل دم المحتلين يسيل، إلى أن يرحل عن وطن شعبنا الفلسطيني، شعب الجبارين.
نحن هنا في هذه الأرض السورية الشامية العربية المباركة، فلسطينيون من أجل فلسطين وأردنيون من أجل الأردن.
نحن هنا في هذا الحمى العربي الأردني الهاشمي، فلسطينيون من أصل أردني، واردنيون من أصل فلسطيني، نقولها بكل فخر، نتلفح بالكوفية أو الشماغ أو هما معا، ويضع رجال أمننا البواسل، على سواعدهم، العلمين الأردني والفلسطيني الجميلين، متعانقين متلاحمين، كما هو تلاحم الشعبين الشقيقين، ما قبل التحرير وما بعده، وإلى الأبد.