فلسطين توحدنا
جفرا نيوز - كتب - عوني الداوود
واقع حال «القضية الفلسطينية « قبل 7 اكتوبر / تشرين الاول 2023 كان يشير الى أن القضية تمرّ في أسوا حالاتها على الاطلاق..فالحكومة الاسرائيلية المتطرفة والاسوأ في تاريخ اسرائيل - بحسب الاسرائيليين أنفسهم - تعيث في الارض فسادا..تغيّر القوانين وتسنّ تشريعات تحمي الفساد والفاسدين، غيرعابئة بالمظاهرات التي تملؤ الشوارع احتجابا على محاولات تحد من صلاحيات القضاء الاسرائيلي.. وقطعان المستوطنين المدجّجين بالسلاح تستبيح الاقصى بمسلسل اعتداءات يومية، حتى دخل المسلحون ببساطيرهم الى داخل الاقصى..وفي المقابل سبات عربي وعالمي وغفلة عن كل ما يجري داخل الاراضي الفلسطينية، التي كانت اسرائيل تخطط للانقضاض على آخر ملفات القضية من خلال:
- إنهاء ملف الصراع من خلال توقيع اتفاقيات تطبيع تاريخية مع دول المنطقة تريد اسرائيل من تلك الاتفاقيات أن تعزّز السلام الاقتصادي بدلا من سلام حقيقي عادل وشامل يعيد الحق الفلسطيني ويقوم على أساس حل الدولتين.
- إضعاف سياسي واقتصادي للسلطة الفلسطينية، والاستمرار بارتكاب مجازر في جنين ونابلس وباقي مناطق الضفة الغربية وكذلك غزة.
- العمل على انهاء تدريجي ممنهج لملف اللاجئين من خلال وقف دعم الاونروا.
- باختصار كان المخطط يقوم على اعتبار ان القضية الفلسطينية أصبحت ملفا قديما، يجب الاسراع بطيّه، استنادا لمعتقدات بأن جذوة القضية قد خبت - بل مسحت من ضمائر الشعب العربي - ولم يعد أحد يكترث اذا كان السلام سياسيا أو اقتصاديا أو حتى بدون أي صورة من صور السلام المراد استبداله بمشاريع تدّر بعض الأموال تشغّل شبابا ظنّت اسرائيل أنهم نسوا القضية الفلسطينية، وأنهم من جيل امّا ألهته مظاهر الحياة وزخارفها عن قضاياه الوطنية والقومية والمصيرية، وامّا شباب أنهكته ظروف الحياة فأصبح يضع أولويات البحث عن لقمة العيش و عن فرص عمل لم تعد موجودة، مقدمة عن كل قضايا الأمة..وفي كل الاحوال صار ينظر لهذا الجيل بأنه جيل لم يعد مسكونا ولا حتى مشغولا أو معنيا بالقضية الفلسطينية، التي لا زال كثير من أجداده يحتفظون بمفاتيح بيوتهم منذ العام 1948 أو حتى 1967 منتظرين العودة التي طالت لأكثرمن75 عاما.
ما أحدثته عملية « طوفان الاقصى» فنّد كل تلك المعتقدات، وكشف عن أن القضية الفلسطينية مسكونة ومجبولة في هرمونات العرب والمسلمين، بل لدى جميع شعوب العالم المسكون بانسانيته وضميره قبل كل شيء.
- العالم بعد 7 تشرين الثاني مختلف تماما وقد أثبت ولا زال يثبت:
- أن كل ما تم انفاقه من حملات اعلامية ودعائية وثقافية لمسح القضية الفلسطينية من ذاكرة الاجيال قد فشلت فشلا ذريعا، وأن فلسطين في هرمونات وجينات أبناء الشعوب العربية والاسلامية تحديدا.
- أن الضمير العالمي حيّ وأن شعوب العالم لا تغمض أعينها عن الظلم الفاحش، ولا تلتفت للعناوين الخدّاعة والبرّاقة، فهي تشاهد بأم أعينها الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد الانسانية جمعاء، ولذلك تتحرك الشعوب بعشرات بل بمئات الآلاف في مسيرات احتجاجية - كما مسيرة لندن الاخيرة التي شارك فيها نحو 100 الف شخص وضمّت اسرائيليين لم يستطيعوا السكوت على الجرائم البشعة التي ترتكب على مدار الساعة ضد الاطفال والنساء والشيوخ، واستهدفت المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات..الخ.
- من الذي دفع جماهير كرة القدم في بريطانيا وفي اسبانيا وغيرها من دول العالم على رفع العلم الفلسطيني والهتاف لفلسطين.
- الشواهد على «يقظة « انسانية جماهيرية عالمية كثيرة وتزداد يوما بعد يوم، وستشكل ضغطا على حكومات العالم، وستنعكس على اسرائيل التي استعانت بأعتى جيوش العالم، ولم تحقق بعد نحو 21 يوما سوى مزيد من الدمار وقتل الاطفال والنساء والشيوخ دون تحقيق أي انتصار عسكري.
-القضية الفلسطينية اليوم عادت القضية الاولى في العالم وتتصدر نشرات الاخبار ومنصات التواصل الاجتماعي، وعرّفت الحرب كثيرا من دول العالم بفلسطين، ممن لم يكونوا يعرفون فلسطين وربما العالم العربي على الخارطة.. «فلسطين» اليوم وحّدت كل من لديه ذرّة ضمير وانسانية في العالم.. وهذا في حد ذاته نصر عظيم يوقد شعلة أمل لن تنطفئ الا بعودة الحق لأصحابه.