جفرا نيوز - بقلم الدكتور جمال الدلاهمة -  تابع العالم بأسره اللقاء الذي أجرته مذيعة قناة ال سي أن أن العالمية السيدة كريستيان امانبور مع جلالة الملكة رانيا العبدلله للحديث عن الوضع القائم في غزة والأزمة الأنسانية الخطيرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في ظل صمت وازدواجية صارخة في المعايير لم يشهدها العالم بهذا الشكل من الوضوح .

جلالة الملكة رانيا العبدلله كعادتها خاطبت في بداية اللقاء قلوب من لهم فعلاً قلوب ليشعروا بمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يقصف كل يوم بوحشية وكيف ان جلالتها كأمِ تشعر بمعاناة الأمهات الفلسطينيات اللواتي ينتظرن الموت لأطفالهن في كل لحظة ، وانتقلت جلالتها بعد ذلك للتحدث عن إزدواجية المعايير الصارخة في العالم وأجرت عدة مقارنات واضحة للتأكيد وتذكير الرأي العالمي بهذه الازدواجية وإنتقدت الإنحياز الواضح لإسرائيل وأن هذا الدعم يجعل الشعوب العربية تشعر بالظلم والقهر .

إن تعبير جلالة الملكة رانيا العبدلله عن الثوابت الأردنية في إدانة أية اعمال تؤدي الى وقوع ضحايا من أي جانب يكشف الأساس السياسي والانساني الثابت والقوي للدولة الأردنية والذي تفتقده الكثير من الدول التي ينظر اليها العالم بأنها قوى عالمية عظمى .  وإشارتها المهمة لنظرة الأسلام والعهدة العمرية لنبذ العنف كانت من أكثر الإشارات تاثيراً على متابعي هذا اللقاء التاريخي .

الملكة رانيا عندما تتحدث لدقائق معدودة، أعتقد جازماً بأن شخصيتها الواثقة وثقافاتها الواسعة وذكاءها الملفت يحقق للرأي العربي والاسلامي نتائج أكثر من مئات السياسيين الذين يكتفون بخطابات كره وتهييج للمشاعر وعبارات لا تحقق لنا عالمياً الا مزيداً من الكره والتحيز للطرف الاخر وعبارات شعبوية فارغة في وقت نحن بحاجه فيه إلى مزيد من المساعدة والدعم لاظهار الوجه الحقيقي لهذا الصراع والذي امتد للاسف لفترة طويلة دون ايجاد حل يجنب شعوب هذه المنطقة مزيدا من الدمار والالم.

بقلم الدكتور جمال الدلاهمة