نعرة إسرائيل وخنزوانتها

جفرا نيوز - بقلم رمزي الغزوي

إذا كانت الإمبراطوريات العظمى ذات الجذور والبذور، والتي لا يغيب عن أرضها قرص الشمس، قد ماتت وتموت بالتخمة والبدانة والشراهة، كما أشار إلى ذلك نابليون، فلا بد إذن للكيانات المارقة العدوانية والعقد السرطانية الغاشمة أن تضمحل وتتلاشى بجرثومة طغيانها وسمومها وغطرستها، حتى وإن علت في تكبرها وتجبرها، فإنها لن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبال طولاً. ولن تقلب الباطل حقاً. والعدو الإسرائيلي بكيانه المصطنع لا يبتعد عن هذا الوصف الذي يتمثل أبشع تجلٍ له في حربه البربرية على قطاع غزة تحت بصر وسمع العالم.

قديما كانوا يقولون إن العرب لا يصلح لها إلا ما يصلح للإبل، فقد أفادوا منها وتعلموا بقدر ما خدمتهم في طعامهم وتنقلاتهم، فكثير من الأشياء التي تخص الإبل سحبت ونقلت إلى بني الإنسان، فالجمل تصيبه (النعرة)، وهي ذبابة زرقاء نشيطة تعضه وتجعله من شدة الألم يرفع رأسه كالمتكبر: ألا ترون معي، أن نعرة التكبر والتجبر كثيراً ما تضرب الدول والكيانات المارقة منها.

وأحيانا تدخل في أنف الجمل حشرة مزعجة تسمى (الخنزوانة)، تجعله من وجعه يشمخ بأنفه عالياً، وكأنه يتيه كبراً وتعجرفاً، ولذلك قالت العرب عن المتكبر، بأن في أنفه خنزوانة، وفي رأسه نعرة‍‍.

يبدو أن سربا من النعرات قد استوطن راس إسرائيل منذ تسرطنها في أجسادنا، ودخل في أنفها آلاف الخنزوانات، فصعّرت خدها ليس علينا فقط، بل على العالم، وكأن ما من دولة شاطت وتطاولت في العلو والطغيان ودامت. فالوهم الزائف لحضارة القوة لن يتغلب على قوة الحضارة.

من قبل إسرائيل تجبر النمرود وتكبر وعتا وعلا في الأرض، فكانت نهايته مفجعة وتليق به بعد أن دخلت في رأسه خنزوانة، جعلته يتألم ويتلوى، ولا يهدأ عليه ألمه وتجبره وتكبره وعتوه إلا إذا ضُرب بالنعال .ألا ليت لنا نعالا صالحة لضربها. إلى متى نبقى حفاة أيها الزمن.