مسألة حياة أو موت..

جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة

الحرب على غزة مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل الثالثة، كما قال نتنياهو السادس، وذات الأمر ينطبق على القضية الفلسطينية وعلى محور الممانعة (المقاومة)، بقيادة إيران، وعلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط الجديد ومكانة روسيا وامريكا..والسؤال..كيف ذلك؟!.

نتنياهو السادس كان واضحا في تشخيصه لعملية 7/أكتوبر، فإذا انتصرت حماس والجهاد واخواتهما، فإن مستقبل إسرائيل الثالثة سيوضع على المحك، والنهاية يمكن رؤيتها في جولات حروب جديدة، قد لا تقف عند تخوم غزة وبمسافات محدودة ومن ثم العودة لمشاغلة إسرائيل الثالثة وجيشها المنهك، ولا نستبعد أن نرى انهيارا كبيرا في صفوف الجيش الاسرائيلي ولهذا تداعيات على بقاء دولة إسرائيل الثالثة، وحتى اؤلئك الذين يؤشرون على أفق سياسي لحل الدولتين فإن ذلك سيكون مرحلة استراحة طويلة ليس أكثر.

على الجانب الآخر يمكن رؤية تصريحات قيادات حزب الله، الذين يشاغلون الجيش الاسرائيلي بطريقتهم، وقالها نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله:-لن نسمح لإسرائيل الثالثة بالانتصار، وهو يعني ما يقول، فالحرب افقدت إسرائيل الثالثة خططها في سوريا وفي إيجاد مناطق عازلة ممتدة حتى العراق، وما يجري في غزة بغطاء إيراني ودعم من حزب الله، والتهديدات المتبادلة بين قيادات إسرائيل الثالثة وحزب الله باعادة كل منهما إلى العصر الحجري تظهر بوضوح حجم الكارثة المتوقعة إذا نشبت الحرب الشاملة، ولا ننسى أن هناك تصريحات لحسن الله بأنه إذا استخدمت إسرائيل الثالثة أسلحة غير تقليدية فإننا سنرد بنفس السلاح وبما يعني إمكانية أن تتدحرج الأمور إلى حرب يأجوج ومأجوج في الشرق الأوسط، وهنا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا سوف تتدخلان إلى جانب إسرائيل الثالثة، وفي المقابل سوف تدخل إيران الحرب وبغطاء روسي، وربما نشهد حربا عالمية ثالثة فالكل ينتظر نهايات اللعبة ومدى رغبة واشنطن في توسيع دائرة النيران أو كبح الكيان الاسرائيلي وقبول الأمر الواقع بالضغط على إسرائيل الثالثة لقبول تطبيق القرارات الدولية واقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل الثالثة كحل يوقف انزلاق الإقليم كله لحرب كارثية.

انتصار إسرائيل الثالثة يعني فرض اجندتها وقيادة الإقليم إلى حيث الهيمنة الأمريكية المنفردة، ويعني تجدد شريان الحياة في عروقها اليابسة، وانكسارها يعني رؤية قريبة لتصفية مشروعها في الإقليم، وذات الأمر ينطبق على حماس والجهاد واخواتهما والقضية الفلسطينية ومحور المقاومة كله بما فيها إيران وروسيا اللتان تديران الحرب بطريقة تجبر أمريكا وأوروبا على القتال في حبهتين.. أوكرانيا.. والشرق الأوسط، وبكل الأحوال فإن هزيمة إسرائيل الثالثة باتت واقعية وأن المنتصر سيكتب التاريخ ولا عزاء للمهزومين.