الاحتلال يستهدف الصحفيين والإعلاميين بشكل خطير
جفرا نيوز - كتبت: نيفين عبدالهادي
للصحافة والإعلام واقع مختلف في الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الأهل في قطاع غزة، فلم تعد هذه المهنة مهنة المتاعب مطلقا على أرض فلسطين عامة وغزة خاصة، إنما هي مهنة خطرة ومستهدفة ومحاربة ومقيّدة، ويقف بها الصحفيون والاعلاميون على جبهة مقاومة لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية والأمنية، فهم من يحملون الحقائق للعالم وهو ما يرفضه الاحتلال ويحاربه.
وحتى اليوم، أسفرت هذه الحرب وما يتخللها من جرائم حرب يومية، أسفرت عن استشهاد نحو عشرين صحفيا، فقد ألحقت الحرب خسائر فادحة ومؤلمة ودموية بالجسم الصحفي، ناهيك عن عدد الاعتقالات، في استهداف واضح وخطير للصحفيين والإعلاميين، لإغماض عين الحقيقة عن ما تشهده غزة من جرائم حرب يومية، في سعي حقيقي من الاحتلال لإنهاء عين الحقيقة، وكتم صوت الحقيقة الفلسطينية.
وفي متابعة خاصة لواقع العمل الصحفي في الحرب على غزة، بدا واضحا أن الزميلات والزملاء الصحفيون يقفون على جبهة خطيرة كما الجبهة العسكرية في مواجهة الحرب الإسرائيلية، فهم يتعرضون لحرب خطيرة جدا، ولسلسلة اغتيالات لهم ولأسرهم بشكل جماعي، من خلال قصف منازلهم مع عائلاتهم.
وكشف صحفيون من غزة وفلسطين في حديثهم أنه تم اغتيال أول صحفية هي وأسرتها بعد خمس ساعات فقط من حرب الاحتلال على غزة، فيما تم اغتيال (13) صحفيا هم وعائلاتهم من خلال قصف منازلهم وهم بداخلها، ناهيك عن وجود قوائم بالصحفيين الذين يعملون على تغطية الحرب في غزة من الفلسطينيين والتابعين لمؤسسات صحفية فلسطينية بذات الطريقة في الاغتيال الجماعي.
وبرز في متابعتنا الدور الهام الذي تقوم به نقابة الصحفيين الأردنيين، وعدد من الصحفيين في التشبيك مع الزملاء في غزة، والحرص على حضورهم عبر وسائل الاعلام المختلفة لإيصال الحقيقة الفلسطينية للعالم أجمع، ومواجهة الروايات الإسرائيلية المنافية للحقائق وكشفها بحقائق ووقائع للعالم من خلال وسائل الاعلام المختلفة.
فيما كشفت نقابة الصحفيين عن ترتيبات لتوفير سبل العلاج للمصابين والجرحى من الصحفيين في غزة، فور انتهاء هذه الحرب التي تدينها النقابة وترفضها وترى بها جريمة حرب، ستواجه بكافة الوسائل القانونية ذات العلاقة.
ناصر أبو بكر
نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أكد أنه منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي وهناك تواصل بشكل يومي مع النقابات الصحفية في الأردن ومصر وغيرها من الدول العربية الشقيقة، والعمل بشكل مشترك، مضيفا أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب.
وأضاف ناصر أبو بكر أن أبرز ما في العدوان الإسرائيلي إضافة إلي المجازة والحرب الإبادة التي ترتكب تزامن العدوان مع حرب تضليل إعلامي تقودها إسرائيل، لافتا الى أن الحكومة الإسرائيلية مع بدء العدوان العسكري والعلمية العسكرية، بدأت في الوقت ذاته حربا إعلامية عندما تم رفع صور عن أشلاء وقطع رؤوس أطفال إسرائيليين، رغم أنها لأطفال فلسطينيين.
وأوضح أن الحرب الإسرائيلية تسببت في استشهاد أكثر من ألف طفل فلسطيني منهم 350 رضيعا، محذرا من منع الصحفيين أو استهدافهم في أي هجوم بري علي القطاع، مضيفاً أن ما يمارس من قتل ممنهج يعتبر جريمةً حرب طبقا لاتفاقية جنيف الرابعة.
دكتور محمود خلوف
من جانبه، قال الصحفي والخبير الإعلامي ودكتور الإعلام محمود خلوف إن ما يحدث في غزة خطير جدا للصحفيين، فقد استشهد حتى الآن (20) زميلة وزميلا، (13) منهم تم اغتيالهم بقصف منازلهم واستشهدوا مع أفراد عائلاتهم، فيما تم اغتيال زميلة صحفية وأسرتها بعد بدء الحرب بخمس ساعات فقط، بقصف منزلها حيث استشهدت مع أفراد أسرتها.
وأشار دكتور حلوف إلى أنه تم اعتقال (30) صحفيا منذ بدء الحرب على غزة، وهو رقم خطير أيضا، منبها إلى أنه يتم في الغالب اعتقالهم إداريا، والاعتقال الإداري يتم دون تحديد مدة زمنية له وهو خطير جدا ومشكلة حقيقية تهدد الزميلات والزملاء.
ووصف دكتور خلوف الوضع بأنه صعب جدا على الصحفيين وعائلاتهم، فهناك قوائم أعدها الاحتلال للصحفيين لإغتيالهم، من العاملين في المؤسسات الصحفية الفلسطينية المختلفة، وفي كل ذلك مخطط إسرائيلي لتغييب الحقيقة الفلسطينية وعدم ظهورها للعالم.
وثمن خلوف الموقف الأردني من الحرب على غزة، ومن كافة الضغوطات التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين، مؤكدا أهمية هذا الدور الذي من شأنه دعم صمود الصحفيين، لافتا إلى وجود تعاون مع نقابة الصحفيين للتشبيك بين الصحفيين في غزة ووسائل الاعلام المختلفة لوضع العالم بحقيقة ما يحدث.
نقابة الصحفيين الأردنيين
نقيب الصحفيين راكان السعايدة أكد على ضرورة حماية الصحفيين الفلسطينيين وتمكينهم من القيام بواجباتهم المهنية وتأدية رسالتهم التي أساسها وجوهرها نقل حقائق الإجرام الصهيوني إلى العالم مسألة تقع في صلب واجبات ومهام الاتحاد الدولي للصحفيين.
وأكد السعايدة أن نقابة الصحفيين الأردنيين تضع جميع إمكانياتها تحت تصرف الاتحاد الدولي للصحفيين والزملاء الصحفيين في فلسطين وفي قطاع غزة تحديداً، مشددا على أننا نعول بثقة كبيرة على الدور الكبير الذي يمكن للاتحاد الدولي أن يقوم به لتوفير الحماية للزملاء الصحفيين في قطاع غزة.
وكانت نقابة الصحفيين الأردنيين قد دعت الاتحاد الدولي للصحفيين، تفعيل كل الإجراءات المتاحة له، وان يمارس سلطته ونفوذه وتأثيره العالمي لتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين في غزة، وعموم فلسطين، وبما يؤدي إلى لجم الاحتلال وإجباره على عدم التعرض للصحفيين والمؤسسات الصحفية، مؤكدة على ضرورة حماية الصحفيين الفلسطينيين وتمكينهم من القيام بواجباتهم المهنية وتأدية رسالتهم التي أساسها وجوهرها نقل حقائق الإجرام الصهيوني إلى العالم مسألة تقع في صلب واجبات ومهام الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي عليه، أيضاً، أن يعمل بكل جد وجهد على مواصلة تعرية سياسات الاحتلال وسعيه لإخفاء جرائمه عبر تحييد الصحفيين والإعلاميين بالتصفية الجسدية لمنعهم من القيام بواجبهم المهني والإنساني، وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة الصحفيين ومحاكمته أمام المحاكم الدولية عن جرائمه.
فيما أكد عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد القضاة أن النقابة تعمل على التشبيك ما بين الصحفيين في فلسطين وغزة تحديدا مع وسائل الإعلام كافة عربيا وعالميا للظهور من خلالها والحديث عن الحقيقة الفلسطينية وواقعها، وتكذيب الرواية الإسرائيلية، حيث يتم من خلالها توجيه رسائل للعالم بشكل حقيقي.
وكشف القضاة أن النقابة تعمل على توفير سبل لعلاج المصابين الصحفيين والجرحى في غزة بعد انتهاء الحرب الشرسة على الأهل في القطاع، وسنعمل على توفير العلاج لهم من خلال ترتيبات تعمل عليها النقابة.
أسماء شهداء الصحافة
وتاليا أسماء (18) شهيدا من الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الحالي:
1 - الصحفي احمد شهاب، معد برامج في اذاعة صوت الاسرى.
2 - المصور محمد الصالحي، وكالة «السلطة الرابعة».
3 - المصور الحر محمد فايز أبو مطر.
4 - المصور هشام النواجحة، وكالة «خبر».
5 - المصور إبراهيم لافي، مؤسسة عين ميديا الإعلامية.
6 - الصحفي سعيد الطويل، رئيس تحرير وكالة الأنباء الخامسة.
7 - الصحفي محمد جرغون، وكالة سمارت ميديا.
8 - الصحفي الحر أسعد شملخ.
9 - المصور محمد أبو رزق، وكالة خبر.
10 - الصحفية الحرة سلام ميمة.
11 - الصحفي حسام مبارك، المذيع في قناة الأقصى.
12 - الصحفي عصام بهار، قناة الأقصى.
13 - الصحفي عبد الهادي حبيب، تلفزيون «الأونروا» التعليمي.
14 - الصحفي محمد بعلوشة،قناة فلسطين اليوم.
15 - المصور خليل أبو عاذرة، فضائية الأقصى.
16 - المخرج سميح النادي، قناة الأقصى.
17 - الصحفي محمد أبو علي، راديو الشباب.
18 - المصور رشدي السراج، عين ميديا.