عندما يغضب عبد الله الثاني
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
من تابع خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة «القاهرة للسلام» الدولية يلتقط وبوضوح مدى الغضب الملكي الممزوج بالحزن والألم على ما يجري في غزة من استهداف للمدنيين وتبعات الحرب وما خلفته من مآس انسانية في ظل قطع الماء والغذاء والدواء وكافة متطلبات الحياة.
الغضبة الملكية بدت على تقاسيم وجه جلالته ولغة جسده قبل ان يعبر عنها بكل عفوية ووضوح لتصل الرسالة معبرة وحازمة لكل الاطراف الدولية بأن على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ان تتحمل مسؤولياتها تجاه كل يجري من جرائم حرب ضد المدنيين في غزة.
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة القاهرة حمل دلالات قوية وحاسمة وواضحة في كافة مفاصل الازمة والعدوان على غزة ومخاطر ما يتعرض له الاشقاء من تبعات خطيرة قد تنذر باتساع رقعة الصراع ما ينذر بعواقب وخيمة على امن واستقرار المنطقة والسلم والامن الدوليين بالعموم.
خطاب مانع جامع حمل في ثناياه مكامن الخطر التي قد يضطرد في ظل استمرار العدوان وتصل تبعاته للجميع وهذا ما كان محل مطالبة فورية من لدن جلالته بضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان و تجاوز تداعياته الامنية والسياسية والإنسانية الخطيرة.
من المفاصل المحورية في الخطاب الملكي الحازم والواضح التركيز على ضرورة ديمومة انسياب المساعدات الانسانية والاغاثية الى قطاع غاز وضمان استمراريتها وعدم توقفها لمى يمر به القطاع من ظروف صعبة تطال كافة مستلزمات الحياة بغية التخفيف من وطأة الكارثة الانسانية.
المتتبع لخطاب الملك يلتقط رؤيته الاستشرافية العميقة التي تتقدم على الكثير من الرؤى والافكار المطروحة بتسليطه الضوء على ان ايقاف العنف حاليا لا يعني بالضرورة حل جذري للقضية الفلسطينية ومالاتها وتداعياتها فمن المؤكد ان العنف سيعود لطالما لا يوجد حل عادل وشامل يقوم على احياء عملية السلام وقوامه حل الدولتين كسبيل وحيد لتجاوز هذا الصراع الازلي.
الملك وبلغة حازمة وقوية وضع كل الاطراف امام مسؤولياتها وخاطب الضمير العالمي والرأي العام العالمي والقادة الحاضرين وغيرهم من غير الحاضرين في العالم بضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والانسانية والاخلاقية تجاه الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون وصولاً لاقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
ختاماً، خطاب ملكي مهم ومحوري يحمل تشخيصاً واقعياً وحلولاً ناجعة لتجاوز الأزمة الحالية والتأسيس لافق سياسي قائم على احياء عملية السلام والعودة لطاولة المفاوضات كسبيل وحيد يحمل حلولاً جذرية لهذا الصراع الأزلي ويخرجنا من دوامة العنف الدائم..