أوقفوا الحرب..

جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة

حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وفي مؤتمر القاهرة طالب المجتمع الدولي العمل على وقف الحرب فورا، واصفا القصف المستمر على المدنيين في غزة بأنه وحشي وجريمة حرب.

مؤتمر السلام انتهى دون بيان ختامي لاختلاف وجهات النظر ولمقاطعة الجزائر ودول أخرى، كما أن أمير قطر غادر القاهرة دون كلمة، ومما يمكن فهمه أن مشاركة وفود من أمريكا وأوروبا والصين وروسيا واليابان و...إلخ، رفضت تحميل إسرائيل الثالثة مسؤولية اندلاع الحرب، ورفضت توجيه دعوة صريحة بوقف الحرب فورا.

جلالة الملك خاطب الحضور بكلمة نارية موجها انتقادا شديدا للمجتمع الدولي على تقاعسه وعدم انخراطه في إحلال السلآم، وموجها تحذيرا لإسرائيل الثالثة بأن عليها أن تدرك أن الحل العسكري لشواغلها الأمنية غير ممكن دون الإقرار بحقوق خمسة ملايين فلسطيني يعيشون بين النهر والبحر.

جلالة الملك طالب بعدم توقف المساعدات الإنسانية لغزة، مؤكدا أن فرض التهجير القسري أو النزوح الداخلي جريمة حرب، وأن الصمت المطبق على حصار غزة سيفضي إلى كارثة محذرا من استمرار الحرب وما يمكن أن تؤول اليه حال دخول قوى أخرى في المنطقة.

جلالة الملك ..بكلماته النارية والحادة لإسرائيل الثالثة وأوروبا وامريكا، أراد أن يفتح افقا سياسيا جديدا لإعادة مسار السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتناولت وسائل إعلام عالمية وفضائيات موقف جلالته بأنه الأكثر توصيفا ودقة لما يمكن البناء السياسي عليه، وبعبارة أخرى استثمار ما جرى أمنيا بغزة لإعادة إطلاق عملية السلام المجمدة والضغط على إسرائيل الثالثة لقبول تقديم تنازلات حقيقية وإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية.  

نحن نثمن خطاب جلالة الملك ودوره السياسي في إسناد الموقف الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه التاريخية على أرضه، وقد أصاب بكلماته النارية قلب واشنطن وعواصم أوروبية بأن تتحرك قبل فوات الأوان لوقف الحرب الآن والبدء بمفاوضات سلام وفق المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي..ويبقى صوت جلالته مدويا في اروقة البيت الأبيض وأوروبا والعالم .. أوقفوا الحرب..أوقفوا الحرب.