ما الذي يمنع إيران من فتح جبهة مع "إسرائيل"؟
جفرا نيوز - تسيطر إيران فعلياً على أربعة عواصم عربية هي بغداد و دمشق و بيروت و صنعاء، وهي على يقين تام بأن قواعد الاشتباك مع إسرائيل خاضعة لخط أحمر أمريكي عريض، تحسب له طهران ألف حساب، لأسباب متعددة و أهمها:
أولاً بعد مقتل قاسم سليماني زعيم ما يسمى فيلق القدس في إيران ظن البعض أن حرباً مفتوحة ستقوم بين إيران و أمريكا، ليشاهد العالم بعدها رداً إيرانياً خجولاً، و من ثم مفاوضات أمريكية إيرانية سرية أفضت للمزيد من التفاهمات، و بالتالي قبض النظام في إيران ثمن دم سليماني و تجاوز مرحلة الانتقام المزعوم.
ثانياً جماعات إيران في المقابل هي مجرد أدوات بيد الحرس الثوري الإيراني بغية تحسين شروط التفاوض مع الغرب، دون أخذ طهران بعين الاعتبار لمصلحة أي بلد عربي تنشط فيه تلك المجموعات المسلحة في لبنان والعراق واليمن و سوريا.
ثالثاً: لدى الإيراني قنوات اتصال مفتوحة مع أمريكا من خلال فرنسا بشخص الرئيس ايمانويل ماكرون أو حتى السفارة السويسرية في طهران بصفتها الممثل للمصالح الأمريكية في إيران، ناهيك عن سلطنة عمان التي تضطلع بدور كبي ، بالإضافة لدولة قطر التي لا تخفي احتضان الدوحة بين الحين و الآخر لحوار إيراني أمريكي كبير و معق ، أفضى مؤخراً للإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة.
رابعاً: آخر هم لإيران هو غزة أو المدنيين بها، فإيران لديها خطابات سياسية وغير سياسية متناقضة، فهي تلبس ثوب إيران الثورة حين تريد، تحرض وقتها و تدعم بالكلام و تساند بالشعارات، أما بعد عملية طوفان الأقصى التي أعلنتها كتائب القسام، وجدنا إيران تلبس ثوب إيران الدولة، إيران الهادئة والحكيمة التي تحول رئيسها و وزير خارجيته إلى محللين سياسيين -بحسب مراقبين- و يكتفون بالدعوة للحوار و تنظيم المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة.
بناء على كل ما ذكر يدرك الجميع أن إيران غير قادرة على فتح جبهة جديدة مع إسرائيل، لأن إيران تسعى لتحقيق مكاسبها فقط، و هذه المكاسب الآن محورية، و تنصب نحو تأمين سلس لنقل السلطة بعد موت خامنئي لنجله مجتبى أو زعيم آخر، و فك الحصار الأمريكي الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق ترامب على إيران.