الشعب يريد تحرير فلسطين
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
بهذا هتف الأردنيون في مظاهراتهم واحتجاجاتهم باتجاه الانحياز للشعب الشقيق: الشعب الفلسطيني، ورفضاً وإدانة لمشروع المستعمرة الإسرائيلية برمتها.
الأردنيون في تضامنهم مع فلسطين وشعبها يعملون على تحقيق هدفين الأول حماية الأمن الوطني الأردني من أطماع المستعمرة التوسعية، وثانياً تأدية الواجب الوطني والقومي والديني والإنساني في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه واستعادة حقوقه الكاملة في وطنه: حق اللاجئين في العودة إلى المدن والقرى التي سبق وأن طردوا منها عام 1948، وحق الشعب كله في الحرية والاستقلال على كامل خارطة وطنه فلسطين.
مشروع المستعمرة نجحت عام 1948 في رمي القضية الفلسطينية إلى الحضن اللبناني والسوري والأردني وقليلاً إلى الحضن المصري والعراقي، وبقيت كذلك حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات من إعادة القضية الفلسطينية من المنفى إلى الوطن بفعل نتائج الانتفاضة الأولى.
الفريق الحاكم لدى المستعمرة المكون من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، يعملون على إعادة رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين، وهذا ما تسعى له حكومة المستعمرة في قطاع غزة عبر قتل أكبر عدد من الفلسطينيين عبر القصف العشوائي بلا محرمات أو قيود، بهدف ترحيل ما تبقى منهم نحو سيناء.
نجاح المستعمرة في برنامجها في قطاع غزة ستنقل هذا السيناريو وهذه التجربة في قطاع غزة، ستعمل على نقلها إلى القدس والضفة الفلسطينية، وتجد الذرائع والحجج نحو ترحيل الفلسطينيين من القدس والضفة الفلسطينية نحو الأردن، وإعادة رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين.
التحرك الأردني الذي قاده رأس الدولة الملك عبدالله وزياراته للعواصم الأوروبية الأربعة: لندن وباريس وروما وبرلين، أثمرت بالتغيير النسبي لكل من فرنسا عبر تصريحات الرئيس ماكرون وألمانيا عبر تصريحات المستشار شولتس.
وثم بعد ذلك رغم الموقف الأميركي المتطرف الذي يتبنى السياسة والفعل الإسرائيلي بالكامل بما فيها حجة قصف المستشفى الأهلي المعمداني.
إلغاء لقاء القمة بين الرؤساء الثلاثة الملك عبدالله والرئيس السيسي والرئيس محمود عباس، في عمان، شكل صفعة سياسية شجاعة من قبل القادة الثلاثة للرئيس الأميركي بايدن، حينما أدركوا أن لقاء القمة لن يثمر لتحقيق مكسب إلى فلسطين، وسعي بايدن إلى دعم خطوات المستعمرة بدون أي نقد أو تسجيل أي ملاحظة على أفعال المستعمرة المجرمة بحق الفلسطينيين.
نضال الشعب الفلسطيني هو الأساس، وهو القادر على تغيير المشهد، وليس الأطراف العربية أو الإسلامية أو الدولية، رغم أهميتها في أن تشكل روافع داعمة سياسياً للشعب الفلسطيني كما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، واجتماع وزراء خارجية المجموعة الإسلامية في جدة، واجتماع الاتحاد البرلماني العربي في بغداد وما نتج عنها من بيانات، لعلها تُتوج بعقد قمة عربية طارئة.
نضال الفلسطينيين هو العامل المطلوب توحيده ليتمكن من هزيمة المستعمرة، على الطريق الطويل التدريجي متعدد المحطات، وما محطة غزة سوى محطة على الطريق رغم الخسائر والتضحيات على طريق الحرية والاستقلال والعودة.