الأردن والتهجير وموقف الملك

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

ان تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار الألماني في العاصمة برلين امس بأن التهحير خط أحمر، رافضا استقبال الأردن لمزيد من اللاجئين يعكس الموقف الأردني الثابت بضرورة الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وان العنف لا يجلب الا العنف .
كما يتماشى موقف الملك امس مع الشارع الاردني الرافض للتهجير وحل مشكلة إسرائيل على حساب وطنه كما تدعم الموقف الفلسطيني وتدفع الشعب للصمود على ارضه لحين حصوله على حقه في السلام وإقامة دولته المستقلة.
    ومنذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وشعبها كان الموقف الأردني وما زال متقدما على المواقف العربية والدولية حيث عبر منذ لحظتها الأولى عن رفضه للحرب وادانته لها بأشد العبارات رافضا بنفس الوقت قتل المدنيين الأبرياء..
حيث وجد الأردن نفسه وحيدا في ظل حالة من عدم الانسجام والرؤى العربية حيال الحرب الإسرائيلية وتكالب العالم الغربي والولايات المتحدة بعد ان اتخذوا موقفا موحدا تقريبا بانحيازهم الظالم والاعمى لقوى الشر الإسرائيلية.
 مما افقده مساحة من التحرك واضعف أوراقه في الضغط لإيقاف الحرب الهمجية .
الا ان رفضه للتهجير يأتي منسجما مع الموقف المصري كما جاء ردا على الضغوط الأمريكية المدفوعة من دولة الاحتلال والتي قادها وزير خارجية الأولى خلال زيارته الاخيرة لعدد من دولة المنطقة .
 وذلك لادراك الملك بالأهداف الإسرائيلية الساعية إلى تفريغ غزة من أهلها ومن ثم انتهاج الخطوة نفسها في الداخل الفلسطيني وتهجير أهلها على حساب الاردن وذلك لتغيير الديمغرافيا ومنحها فرصة في تضييق الخناق ومن ثم حل مشاكلها على حساب الآخرين والتخلص من حل الدولتين وقتل اي فرص للسلام.
الا ان الموقف الأردني الثابت سيفوت الفرصة على إسرائيل ،الذي سيتم تبليغه لرئيس الامريكي جو بايدن في اللقاء الرباعي الذي يستضيفه الملك في عمان اليوم الأربعاء بعد ان أبلغ به وزير خارجيته في زيارته الاخيرة للمنطقة.
 وبعد ان صم الغرب اذانه وأغلق عيونه عن الحقيقة ولم يعد يسمع او يرى الا الأكاذيب الإسرائيلية وما يبثه اعلامها وزعماؤها من ادعاءات ثبت زيفها وكذبها.
  بدأ التحرك فورا والالتقاء بهم في عواصمهم بجولة قام بها في عدد من العواصم الغربية.
  تحرك احادي تقريبا التقى خلاله بعدد من زعماء الغرب مفندا الاكاذيب والادعاءت الإسرائيلية التي صورتها للرأي العام الغربي من خلال إعلام زائف .
واعتقد بأن جلالة الملك قادر بإذن الله على اختراق الجدار واحراز تقدم ما خاصة في الموضوع الإنساني وإيصال المساعدات الإنسانية لشعب غزة المحاصر لادراكه العميق بالعقلية الغربية وقدرته الفائقة على كيفية مخاطبتهم والتعامل معهم بلغة يفهمونها وحنكة قادرة على تحريك مشاعرهم مستفيدا من علاقته مع زعماء العالم .
  وتسليط الأضواء على الجوانب الإنسانية ومعاناة اهل غزة الذين يعيشون منذ 12يوما دون ماء او كهرباء ولا غذاء وقصف وتدمير للبيوت فوق رؤوس ساكنيها.
 وبالعودة إلى موضوع التهجير فان موقف الملك الرافض له، على الرغم من ظروفه والتحديات التي تواجهه وما تربطه من شراكات وعلاقات مميزة مع الامريكان والغرب سيدفع دولة الاحتلال إلى إعادة حساباتها والتفكير مائة مرة في استمرارها في الحرب نحو البحث عن بدائل او انتهاج سبل وطرق اخرى .
خاصة إذا ما حدثت استمالة وتغير في الموقف الغربي الذي لن يستمر ضوءه الأخضر لإسرائيل للأبد.
لذلك فإن موضوع التهجير والموقف منه خاصة من قبل الأردن ومصر سيفوتان الفرصة على دولة الاحتلال التي لن يستمر الغرب في دعمها ومساندتها في ظل ما ترتكبه من جرائم وفظائع تتعارض من القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.