هجمة عنصرية فاشية حاقدة
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
ليست معركة، مهما بدا شجاعة هذا الطرف أو ذاك فيها ومن خلالها، وليست متكافئة مهما عبرت حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، عن قدرتها لتوجيه ضربات موجعة لقوات المستعمرة، وليست قانونية في سلوكها ودوافعها وحيثياتها، وليست أخلاقية في تفاصيلها ونتائجها، إنها قرار إبادة، تصفية، مجزرة متقطعة متواصلة، تفتقد لكل معايير الإنسانية، تستهدف المدنيين الفلسطينيين وقتل أكبر عدد منهم، لعل ضربات الطيران والصواريخ العشوائية تُصيب قيادات وكوادر فصائل المقاومة، وهي كذلك حيث أصابت وقتلت وارتقى اثنان من أعضاء المكتب السياسي، وبعض الكوادر الهامة من حركة حماس.
إنها مجزرة، تصفية، تطهير عرقي، إبادة جماعية لعائلات، ودمار مبانٍ، بدون أي إحساس بالمسؤولية وتفتقد لأدنى معايير الإنسانية، كما سبق وفعلتها المستعمرة بحق الفلسطينيين عام 1948.
نفهم أن قادة المستعمرة من السياسيين والعسكريين والأمنيين هُزموا يوم 7/10/2023، من قبل مبادرة حركة حماس الهجومية، ولذلك هُم يدافعون عن أنفسهم حتى ينتقموا ويردوا الاعتبار لأنفسهم أمام المجتمع الإسرائيلي، ويقدموا له رشوة وفاتورة تعويض عما فقدوه، بالقسوة غير المسبوقة بهذا الفعل الإجرامي الذي يفعلونه ضد الشعب الفلسطيني.
أوروبا التي صنعت المستعمرة على أرض بلادنا فلسطين، وضد القومية العربية وضد الإسلام والمسيحية، ترتكب الموبقات اللا أخلاقية باستمرار دعمها وإسنادها وتشكيل غطاء سياسي أمني للمستعمرة، وعبر إفشالها للمبادرة الروسية وإحباط مشروع قرار لدى مجلس الأمن يطلب إنهاء المجزرة ووقف إطلاق النار لأسباب ودوافع إنسانية.
أوروبا والولايات المتحدة في انحيازها لسلوك وهمجية المستعمرة وتوفير غطاء لها، يدللون على كوامن عنصرية حقيقية مختزنة لديهم منذ عشرات بل ومئات السنين.
لم يُسجل التاريخ على العرب والمسلمين ارتكاب مذابح أو سلوك عنصري ضد اليهود والمسيحيين، بينما يُسجل على أوروبا وأميركا ارتكاب الموبقات الاستعمارية ضد اليهود على يد القيصرية الروسية والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية، والولايات المتحدة التي تتبنى بالكامل حماية المستعمرة الإسرائيلية ودعمها سبق وأن ارتكبت المجازر ضد الهنود الحمر وقتلت 50 مليون نسمة من أهل البلاد الأصليين لدى الخارطة الأميركية، إضافة إلى ما فعلته في فيتنام والبلدان الآسيوية المجاورة.
في الحروب الصليبية والهجمات الاستعمارية الأوروبية كان المسلمون والمسيحيون العرب معاً في مواجهة الهجمات الأوروبية والسياسات الأميركية المعتدية التي طاولت حرية العرب واستقلالهم وتطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والتقدم.
ما تفعله قوات المستعمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة سيناريو إذا نجح وتحقق لن يترددوا أن يفعلوه في القدس والضفة الفلسطينية، وهذا ما يجب التنبيه له واليقظة نحوه، فهم يسعون إلى استعمار كامل خارطة فلسطين خالية من أهلها وشعبها العربي الإسلامي المسيحي، فهل ينجحون في تطاولهم ومشروعهم الاستعماري التوسعي، أم أن يقظة شعب فلسطين ومعهم العرب والمسلمون والمسيحيون تفشل برنامجهم ومشروعهم الاستعماري العنصري التوسعي؟؟.