طوفان الاقصى استراتيجية جديدة للمقاومة
جفرا نيوز : علاء عواد
يمكن قراءة هجوم حماس غير المسبوق على المستوطنات وما أحدثته من زلزال كبير، بوجود ارتدادات كبيرة على صعيد السياسات الفلسطينية والسياسات الإسرائيلية والإقليمية وأولويات الأجندة الدولية للقوى العظمى، وليس بعيدًا عن ذلك إعلان الحرب من قبل إسرائيل على غزة، وتصريح رئيس وزراء إسرائيل بأنّ الحرب ستغيّر وجه الشرق الأوسط.
فقد مثّل الهجوم المفاجئ والاختراق المباغت لكتائب القسام على مناطق غلاف غزة وأسر وقتل إسرائيليين ورشق مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة إسرائيل بوابل من الصواريخ مفاجأة استراتيجية وتحولًا جوهريًّا على صعيد العمل العسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة التي لربما كشفت عن عجز استخباري إسرائيلي واضح.
على صعيد السياسات الفلسطينية؛ أكدت العملية أنّ السلطة الفلسطينية عاجزة ضعيفة، وعززت قناعات الدول الكبرى بأنّها لا تملك حلولًا ولا مفاتيح فاعلة في مجريات الأحداث، وأنّها تحولت إلى سلطة أمنية وإدارية محدودة فقط
على صعيد السياسات الإسرائيلية، بالتأكيد ستكون هنالك محاسبة، بعد انتهاء غبار المعركة، على أكثر من صعيد، أمني وعسكري وسياسي، وسيدفع مسؤولون عديدون الثمن، لكن ليس واضحًا فيما إذا كانت هذه الأحداث ستضعف توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف أم تقويها،.
على صعيد السياسات الدولية، فمن الواضح أنّه أيا كانت النتائج فإنّ الأحداث الحالية أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإلى أولويات الأجندة الدولية، وأنهت أحلام كبيرة على مشروع التطبيع الإقليمي بوصفه بديلًا عن الحل النهائي
على صعيد السياسات الإقليمية؛ فمن الواضح أنّ المعركة أثبتت قوة إيران في المنطقة، وتصاعد دور الفاعلين من دون الدول، الميليشيات والمقاومة المسلحة وغيرها، مع التحول في أنماط الحروب ومفاهيم المواجهات المسلحة، ليس فقط في فلسطين بل في لبنان وسورية والعراق،
ثمة نتائج أولية ومباشرة، وأخرى بعد انتهاء المعركة مباشرة وأخرى استراتيجية على المديات المتوسطة وبعيدة المدى..
ما هي النتائج والتداعيات المتوقعة للحدث؟ سؤالٌ لا يستطيع أحد الإجابة عليه، لأنّه يرتبط بدرجة كبيرة بالتطورات الميدانية على أرض الواقع، وما تزال هنالك أسئلة عديدة متعلقة بأمور الحرب؛ هل ستقتصر على غزة، وهل ستتموضع في القصف الجوي العنيف وتحقيق نتائج رمزية في مواجهة الانهيار في سمعة إسرائيل أم ستؤدي إلى حرب برية واسعة وكبيرة واجتياح غزة؟ وإذا تم اجتياح غزة، ماذا ستفعل إسرائيل بعد ذلك؟ في ضوء عدم وجود أي مصلحة استراتيجية إسرائيلية بإعادة احتلال القطاع؟ وهل ستتمكن من تحقيق نصر رمزي واختطاف صورة في مواجهة "الصورة” التي قدمتها كتائب القسام؟ وهذا وذاك يطرح سؤال عن الأوضاع في الضفة الغربية والـ48، هل نحن أمام سيناريو إنفجار مفاجئ أم ستبقى المسألة في حدود التوتر والمناوشات بين الفلسطينيين في هذه المناطق والإسرائيليين؟