أخلاق المقاومة

جفرا نيوز - كتب - فارس الحباشنة

اليوم غزة تتعرض الى ابادة وسياسة الارض المحروقة.

 و لا غزاوي ولا فلسطيني ولا عربي ينتظر من العالم ان تهتز قلوبهم ومشاعرهم.   و الله.. لو انحرق العالم العربي، وتم ابادة امة العرب لما اهتزت رمشة عين للعالم والمجتمع الدولي.
 
مر اسبوع على اندلاع معركة «طوفان الاقصى «، ولا تكاد تمر ساعة دون مجزرة بشعة ومروعة في غزة.   و مجازر صريحة على الهواء مباشرة، وامام اعين كاميرات الفضاء العربي والاجنبي.

 و حتى اليوم وصل عدد الشهداء لـ 2230 شهيدا ومعظمهم مدنيون عزل واطفال ونساء، وقتلوا وهم نيام، وقتلوا وهم عابرون من قلب القصف والمعركة الى اطراف غزة المنكوبة.

 و رقم شهداء غزة مرشح الى الارتفاع اضعافا واضعافا، والتحشيد الاسرائيلي، وذلك في ضوء دخول امريكا على خط حرب غزة، وتعزيز جبهة اسرائيل بالبوارج والطائرات، والدعم العسكري اللامحدود لتل ابيب.
 في حرب غزة القادة الاسرائيليون العسكريون والسياسيون يقرأون حرفيا من نص ديني «التوارة «، ويتبعون تعليمات واوامر ونصوص يشوع وابرهام. وهو استحضار ديني يدير الصراع اليوم ويوجهه.

 في التوارة احتل يشوع مدينة اريحا، وذبح واباد رجال ونساء واطفال وشيوخ اريحا، وحتى الاشجار والاغنام والحمير والاحجار، والعمران دمر وحرق.

 و في التوارة يتباهى اليهود في تخريب وحرق وسلب و افساد المدن. وتقول التوراة : وسبى بنو اسرائيل نساء مدين واطفالهم ونهبوا جميع بهائهم، وكل املاكهم واحرقوا جميع مدنهم ومساكنهم وجميع حصونهم بالنار.   و في التوارة ورد حديث عن تدمير مدينة عي الفلسطينية ومدين واريحا، وسدوم وعمورة.

 و في التاريخ المعاصر منذ ولادة الكيان الصهيوني رأينا كيف كانت البداية بالمجازر الوحشية وفي ارشيف وسجلات الدراسات الفلسطينية تم تأريخ 75 مجزرة.

 و في حرب 48 تم تهجير الفلسطنيين قسرا من قراهم ومدانهم بطرق وحشية. وطبعا، وثائق والادلة التاريخية على النكبة والفظائع المتوحشة التي رافقتها تم اخفاؤها وطمسها، واي حديث اعلامي وسياسي وتاريخي عنها يندرج في دول الغرب الديمقراطي تحت عنوان معاداة السامية.

 ولليوم، مؤسسات بحثية تكتشف مجازر ومقابر ورفات وهياكل عظمية لشهداء ومدنيين قتلى في حروب 48 و67.
 وفي حرب غزة الجارية، رأينا كيف ان مقاتلي المقاومة يقفون على ارضية وقواعد اخلاقية ودينية مناقضة للثقافة والفكر العقائدي الاسرائيلي.

 وفي فيديوهات وثقت لمواقف تكشف عن ضوابط اخلاقية لمحاربي ومقاتلي المقاومة، كيف انقذوا اطفالا واغاثوا نساء، وحموا شيوخا، وكيف يتعاملون مع الاسرى والمعتقلين.

 ومعيار وضوابط وقيود في قواعد الحرب عربية واسلامية اسسها سيدنا محمد، وعلمها لانصاره واتابعه، علمهم عدم قتل 
الاطفال والشيوخ والنساء.  وعدم قتل المتعبدين، وعدم الغدر وعدم الافساد في الارض، والانفاق على الاسير، وعدم التمثيل في الميت.
  وفي معركة « طوفان الاقصى « اسرائيل والاعلام الغربي نسج على عادته الاضاليل والاكاذيب لكي يكسب الرأي العام الغربي.
 ورأينا كيف ان الاعلام الغربي سرد وقدم روايات كاذبة وغارقة بالتضليل، والكلام عن قطع رؤوس اطفال وشيوخ وحرق وغيرها.
 وبعض اعلاميي الغرب من ساهموا في الترويج للرواية الاسرائيلية اعتذروا لاحقا.   وطبعا، حماس تنظيم مقاوم، ولا ليس لديها اعلام حربي ماهر ومحترف.
 
و لكن، المسؤولية الكبرى تقع على الاعلام العربي الذي تورط في تكرار روايات اسرائيلية اولا، والاعلام العربي يخوض حروب مرايا، وبكل ادواته ووسائله كمن يتكلم مع ذاته، ولا يسمعه احد.. وكما ان العرب سواء في حرب غزة والقضية الفلسطينية وغيرها ينكشف ظهرهم امام الرأي العام الغربي والدولي، ولا يملكون ادوات ووسائل للترويج والتواصل مع العالم بلغاته.

وثمة الالتباسات في الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي، وفي ظل اعلام ظالم وموجه ومؤدلج صهونيا.. ويقدم المقاوم الفلسطيني مجرما، وفيما الإسرائيليون يصورون كضحايا وحمام سلام، ويحملون ورودا الى العالم.

 و في الحقيقة، هناك فارق اخلاقي كبير بين المقاتل والمقاوم الفلسطيني والعسكري الاسرائيلي.. وفي الحرب الجارية هناك 
اسئلة كثيرة مازالت ملتبسة، مثلا، الف قتيل اسرائيلي الذين سقطوا في الحرب لم يظهر بينهم اسم طفل واحد، وبينما اسرائيل قتلت مئات من الاطفال الفلسطينيين.

  ويكفي ايضا الاشارة الى شهادة قالتها ناجية اسرائيلية من مستوطنة كفار عزة.. تحدثت قائلة : «بعد أن دخلوا قلت لهم باللغة الإنكليزية لدي ولدان، معي أطفال، وردوا علي بالقول: «نحن مسلمون لن نؤذيكم» وتضيف «هذا فاجأني وطمأنني أيضاً»، مكثوا في البيت ساعتين، من دون أن يمسوا المرأة وطفليها بسوء.