غزيون: إبقاء المستشفى الميداني الأردني رسالة صمود لنا

جفرا نيوز-  توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني بالإبقاء على المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة والاستمرار في عمله ليكمل مسيرته الخدماتية واسناده للمنظومة الصحية في علاج الجرحى والمرضى رغم الصعوبات والتحديات كان له أثر كبير على كافة الفئات في قطاع غزة .

متحدثون غزيون اكدوا ان التوجيه الملكي كان بمثابة رسالة دعم وصمود لنا وأن ايدي الاردنين لن تتركنا وستبقى معنا رغم المحن والتاريخ يشهد على ذلك، فالاردن هو الملجأ والصوت النابض لكل قضايا فلسطين .

على الصعيد الرسمي، توجه الدكتور اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بالشكر لجلالة الملك عبد الله الثاني على توجيهاته السامية والمشرفة لابقاء المستشفى الميداني الاردني في قطاع غزة والاستمرار في عمله ليكمل مسيرته الخدماتية واسناده للمنظومة الصحية في علاج الجرحى والمرضى مشيرا إلى ان المواقف الأردنية كانت وما زالت الرئة التي تتنفس من خلالها فلسطين ولا يقف الحد عند قطاع غزة فهو دائما السند والرديف وهو المستشفى العربي الأول الذي هب لمساندة ومساعدة إخوانه واشقائه في القطاع الذي يعاني من منظومة صحية تعمل ضمن حصار طويل، مشيرا الى ان الرسالة ليست فقط صحية بل هي رسالة صمود ضمن الظروف الصعبة والخطر الذي يحيق بالكوادر الطبية وهم أبناء الأردن لاسيما ان المربع السكني المحيط بالمستشفى الأردني كان هدفا للعدوان الإسرائيلي؛ مما يجعل الأمور صعبه في المناطق المحيط له، لذلك الرسالة أكبر من ذلك على كل الإصعدة والموقف ليس بغريب أو جديد على الأردن وعلى جلالة الملك.

وأشار الى ان الضغط كبير جدا على المنظومة الصحية في الوقت الحالي فالاعداد من الشهداء والجرحى كبيرة جدا ولا يستطيع اي نظام صحي تحملها .

وبين أن المستشفى يقدم الخدمة يوميا وقبل الظروف الراهنة كان يستقبل أكثر من ألف مراجع، ويلعب دورا كبيرا في استقبال الحالات ومساعدة المرضى ومساعدة المنظومة الصحية بشكل عام .

من جهته قال مدير مستشفى الشفاء بغزة الدكتور محمد أبو سليمة أن المستشفى الميداني الأردني يلعب دورا كبيرا في رفد المنظومة الصحية بالقطاع منذ عمله كون المستشفى تم تجهيزه ليحتوي على 17 اختصاصا بكافة أنواع الجراحات والتخصصات الرئيسية والفرعية، كالجراحة العامة والأعصاب والدماغ والأطفال وجراحة الصدر والقلب والأوعية الدموية والمسالك البولية وكذلك جراحة التجميل والأنف والأذن والحنجرة والوجه والكفين والعيون.

واضاف ان المستشفى قدم خدمات صحية كبيرة في القطاع لاسيما في التخصصات الطبية، خاصة النوعية والنادرة منها وكوادر المستشفى تصل الليل بالنهار من اجل تقديم افضل الخدمات الطبية للاهل في القطاع .

وأشار الى ان الوضع الصحي الآن في غزة مأساوي وكارثي ونحن نحتاج كل سرير وكل حبة دواء وكل تخصص وكل غرفة عمليات نحن في وقت حرج بشكل مخيف ونعاني من نقص في كل شيئ .

وأضاف : المستشفى باستمراره دعم من أجل الصمود ودعم من أجل الحياة، فالمستشفى ذو ايد بيضاء وخدمات جليلة، ومستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة لكل كادر صحي ولكل سرير ولكل حبة دواء ولكل غرفة عمليات ولكل خدمة صحية في هذا الوقت الحرج.

رئيس قسم الطوارئ في مستشفى ناصر بالقطاع الدكتور محمد قنديل قال : نعيش كارثة صحية في غزة ونحن نعمل دون انقطاع ولم يصلنا علبة دواء او اي مستلزمات أو محاليل من الخارج وهناك خطر صحي كبير على المنظومة الصحية لاسيما اننا نخدم مدينة خان يونس بأكملها .

وقال عند كل قصف يصلنا 10حالات خطيرة ترافقها 30 حالة متوسطة وهناك المئات من الحالات البسيطة وهذا عدد كبير جدا يفوق تحمل المستشفى، لذلك فإن بقاء المستشفى الميداني بارقة امل لنا في سبيل العمل وتقديم الخدمات فهو المساند الأول منذ بدء عمله في غزة ونحن الآن نحتاجه أكثر بكثير فقد قدم للقطاع الكثير من الخدمات الصحية وكنا على ثقة أن المستشفى الميداني سيبقى إلى جانب إخوانهم في القطاع وكنا نستبعد خروجه من العمل لان الأردن لم يترك وعلى مدار التاريخ الشعب الفلسطيني وحده في كل المعارك وفي كل المحاور .

مدير مستشفى كمال عدوان،والذي يقع في مناطق شمال غزة الدكتور أحمد الكحلوت اكد أن الوضع الصحي كارثي، اضافة الى إنذارات الإخلاء من قبل جيش الاحتلال، فوجود المستشفى الميداني في غزة أمر مهم واساسي ومن الصعب خروجه من الخدمه، والكل متاكد أن جلالة الملك عبد الله الثاني لن يترك اشقاءه واخوته رغم كل الظروف الصعبة، فإن خان العالم فالأردن هو العين والرئة الأخرى .

وقال عدد من مراجعي المستشفى الميداني في غزة لـ « الدستور « أن المستشفى كان طوق النجاه لهم في العديد من الأمراض وفي منطقتهم تحديدا .

وقالت مروة الطويل انها تتعامل مع المستشفى الميداني منذ بدايته فهي تعاني من مرض مزمن مؤكدة أنها لم تجد يوما الا العناية والاهتمام وقالت «بحسهم « أولادي .

وأضافت : صدمت عند علمي بتوقفه عن العمل ويشهد الله انني بكيت، فلا ملجأ لنا وليس لنا من بعد الله غير الأردن فنحن نعاني كثيرا من قبل العدوان فكيف هو الحال بعد العدوان والعالم يحاصرنا .. نشكر الملك الذي لم يتركنا يوما .

الحاج مسعود ابو شمالة قال هؤلاء أولادنا واخواتنا لن يتركونا ن فهم دائما معنا .. مستحيل أن يتركونا في هذه المرحلة، فالمستشفى مكرمة ملكية سامية ولم نشهد من الأردن الرجوع إلى الخلف مع القضية الفلسطينية بل دائما ما يتقدم إلى الأمام .. نشكر الأردن وجلالة الملك على كل شيئ والشكر عبر التاريخ .

من جانبها قالت الدكتورة روان شحادة أن الطب مهنة إنسانية وتتجلى بما يقدمه المستشفى الميداني الأردني، مبينة أن القطاع الصحي في غزة يعاني قبل الظروف الحالية سواء يالكوادر الطبية او بالأجهزة والمستلزمات الطبية والوضع ازداد سوءا كبيرا جدا في ظل ما يجري .

وأوضحت ان أهالي القطاع وفلسطين يحتاجون الآن إلى الدعم النفسي أكثر من أي دعم آخر وهذا ما شعرنا به بعد الاعلان عن استمرار عمل المستشفى فلا احد يستطيع أن يصدق الحقيقة ومدى الحاجة إلى وجوده الآن فالقطاع يتعرض إلى كارثة إنسانية ويأتي الأردن ليقول لنا وعلى كل المستويات نحن معكم وسنبقى كذلك

الدكتور تامر صقر أكد لـ « الدستور « انه ليس غريبا موقف جلالة الملك، مبينا انه ضمن الرعاية الصحية هناك رعاية نفسية لها أثر كبير بعد أن تخلى العالم عنا ونحن كلنا ثقة أن الأردن لن يتركنا.

الدستور- كوثر صوالحة