الأردن مع فلسطين
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
رغم العلاقات الإستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، و اتفاقية وادي عربة مع المستعمرة، إلا أن الأردن كان وسيبقى مع فلسطين، كما قال نصاً رأس الدولة الأردنية امس الاربعاء في افتتاح الدورة الاخيرة لمجلس النواب قول جلالته:
«سيظل موقف الأردن ثابتاً، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية».
وقال : «ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الكاملة».
وقال : « ان ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف، ماهي إلا دليل.
يؤكد مجدداً أن منطقتنا العربية لن تنعم بالامن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل الشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وبذلك تنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء «.
وخلص رأس الدولة الأردنية الملك عبد الله قوله:
« لا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل الشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد».
ما يسمى المجتمع الدولي، منافق، ضيق الأفق، محکوم بمرض تعددية المعايير، حيث تغيب القيم الإنسانية لدى قيادات دولها القوية الثرية، عبر انحيازها للمستعمرة، ودعمها المعنوي السياسي والمادي العسكري الأمني، وهي تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية، وهي ترتكب المجازر البائنة ضد المدنيين العزل، وتدمير بيوتهم، وتركهم عرضة للجوع والقهر ومحدودية الخيارات، في ظل الحصار الظالم القاتل التجويعي لأهالي قطاع غزة.
الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا، يقفون مع المستعرة بلا تحفظ، بلا قيود، رغم أن المستعمرة تقتل وتدمر بدون خطوط حُمر، ولا تلتزم بالقوانين الدولية، بل ترتكب جرائم الحرب، وبما يتعارض مع القيم الأميركية الاوروبية، ومع ذلك لا تنبيه لها، ولا نقد، تتطالب بالافراج عن الاسرى والمخطتفين من الإسرائيليين، ولا تطالب مقابل ذلك بمراعاة الوضع المأساوي الكارثي الذي يعيشه ويعانيه الشعب الفلسطيني من عدوانية وهجوم وعنصرية وفاشية مؤسسات المستعمرة ضد الفسطينيين.
الدرس المطلوب فلسطينيا أن يتعلموا من عدوهم المتفوق، حيث نشهد اجتماع نتنياهو مع بني غانتس المعارض الذي يُساهم بقيادة وإدارة المظاهرات ضد حكومة نتنياهو الائتلافية اليمينية المتطرفة والدينية اليهودية المتشددة، يلتقيان نتنياهو وبني غانتس معا بهدف تشكيل حكومة إئتلافية موسعة، والسبب ان مستعمرتهم في حالة حرب ضد « العدو الفلسطيني» المشترك.
العدو المتفوق يسعى الى تمتين جبهته الداخلية بتوسيع الائتلاف الحكومي، بينما الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله وأحزابه، يتعرض لعمليات الابادة والتطهير العرقي، ولكنه منذ 17 عاما يعاني الانقسام والشرذمة بديلا للوحدة والتماسك والائتلاف بين قواه السياسية، وهو الأكثر حاجة وضرورة للوحدة، والائتلاف بين فتح وحماس وباقي الفصائل، وبين الضفة والقطاع، بدلاً من إدارتين منفصلتين عنوانهما الانشقاق والانقسام.
شعب فلسطين يواجه مأساة وكارثة في قطاع غزة، فهل من روافع تقف مع هذا الشعب في مواجهة الاستعمار والاحتلال والفاشية الإسرائيلية ؟؟.