خبير: 4 آلاف شهيد أردني ارتقوا دفاعاً عن فلسطين
دعم الأردن للفلسطينيين موجود على أرض الواقع
حماس حركة مقاومة تمتلك فكراً عسكرياً محترفاً
جفرا نيوز - للأحداث التي تشهدها الارض الفلسطينية وقطاع غزة حيث تدور الحرب بين القوات الاسرائيلية وحركة حماس، تأتي المقابلة مع الخبير العسكري،المؤرخ الدكتور غازي ربابعة وذلك للحديث عن هذه الحرب، دون الخوض في المحاور التي كانت تطرح على«ضيوف» هذه الزاوية.
يقول الدكتور ربابعة وهو الذي خدم في القوات المسلحة الاردنية وشارك في المعارك التي خاضها الجيش العربي- الجيش الاردني- في حروب ١٩٦٧ وحرب الاستنزاف وحرب الكرامة ١٩٦٨، ودرّس مادة العلوم السياسية في الجامعة الاردنية وله عديد المؤلفات والندوات والمحاضرات، يقول:
اسرائيل دولة لا تريد سلاماً منذ وجدت على ارض فلسطين، ذلك أن قادتها على مر الاحتلال الصهيوني لهذه الأرض المباركة، تحكمها عقليات دينية متطرفة، تؤمن بـ«أن الشعب اليهودي خُلق من نطفة بشر، وأن بقية شعوب العالم خلقوا من نطفة حيوان، وأن اليهود جاءوا ليطهروا شعوب العالم ببركاتهم»!.
وفي هذا لا عجب أن يقول في هذه الحرب، وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام. نحن نقاتل حيوانات على هيئة بشر ونتصرف وفقا ً لذلك”.
كما يؤمنوا بأن «حدود اسرائيل حيث يوجد جندي اسرائيلي، وأن هناك حدوداً " لـ اسرائيل الشرقية وإسرائيل الغربية"، ويرون أيضاً، أن اسرائيل تمتد من النيل الى الفرات".
هذه العقلية وهذا المعتقد لا ينسجمان ولا يستقيمان مع ما يدعّيه قادة اسرائيل وهم يدعون الأنظمة العربية بالتطبيع الى جانب الدول التي لها معها اتفاقات سلام، أو تحترم تلك الاتفاقات وهي تعتدي على المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وتقوم بعمليات القتل والتشريد والسجن، وتقتحم المنازل في المدن المحتلة لتهدمها، وتشن عدوانها على قطاع غزة، قبل أن تأتي ردة الفعل من حركة المقاومة حماس( طوفان القدس)، التي هزت اسرائيل وفاجأت العالم، ودفعت نتانياهو المهزوم سياسياً وعسكرياً، لأن يصب جام الغضب الاسرائيلي بمختلف الأسلحة على المؤسسات المدنية والمنازل والحاضنة الشعبية في القطاع.
هذا العمل الجبان، يقول ربابعة، ما هو الا إفلاس للجيش الاسرائيلي، والهدف منه الضغط على رجال المقاومة للتوقف عن القتال، ويؤكد أن الحكومة الاسرائيلية الحالية التي تقودها عقلية متطرفة ممثلة بنتانياهو، عقلية تؤمن بمعتقد ديني لا حقيقة له حيث يقف ومن يشاركه هذا المعتقد بالاعتداء على المقدسات ودور العبادة، وهي في ذات الوقت، عقلية مأزومة سياسياً، على الصعيد الداخلي، محاولاً بهذه العقلية وضع كل الامور بيده، بما فيها القوة العسكرية التي يقتحم بها المدن الفلسطينية وقتل الفلسطينيين وترويع الأطفال والنساء.
ويستذكر ربابعة، العملية الفاشلة التي خطط لها نتانياهو وحكومته، حين ذاك وجهاز الموساد، لقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، السابق خالد مشعل، في عمان، والتي ترتب عليها إذعان نتانياهو لطلب الراحل الحسين بإحضار " الترياق" لعلاج مشعل، والإفراج عن زعيم حركة حماس، الشهيد أحمد ياسين، المعتقل في سجون الاحتلال.
ويلفت ربابعة الى أن الصراع العربي الاسرائيلي، وعلى مختلف مراحل الحروب التي جرت وما تبعها من اتفاقات سلام، لم تأخذ منها اسرائيل سوى التعنت والغطرسة، وخصوصاً بعد هزيمتها امام الجيش الاردني في معركة الكرامة عام ١٩٦٨، رغم تفوقها بالسلاح والمعدات، حتى أن موشي ديان " قال أن التاريخ سيحاسبني لماذا لم احتل عجلون في حرب الـ ٦٧".
ويقول ربابعة، ومثلما تحطمت القوات العسكرية الاسرائيلية في حرب رمضان ١٩٧٣ امام القوات المصرية والسورية، وسارعت حينها رئيسة الحكومة غولدامائير للاستعانة بقوات أميركية، سارع الرئيس الحالي بنيامين نتانياهو من الحليف الاميركي لمساعدة الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب، ولم تتخذ درساً من انتفاضات الشعب الفلسطيني طوال العقود الماضية ومعاركها مع حركة حماس، قبل أن تلقى اسرائيل صفعة أفقدتها توازنها، وكشفت هوانها في الحرب الحالية.
على الصعيد الاردني، يقول ربابعة" لقد استشهد ٤ آلاف اردني ارتقوا دفاعاً عن فلسطين، وما يزال الاردن يقدم مختلف اشكال الدعم للأشقاء الفلسطينيين، وخدمة المقدسات بما فيها المسجد الأقصى المبارك، ودعم الاهل في قطاع غزة، من خلال اقامة المستشفيات الميدانية وعلاج المواطنين والمصابين في المؤسسات الطبية الاردنية، وإرسال قوافل المساعدات الطبية والغذائية للأشقاء الفلسطينيين والأخوة في قطاع غزة، حيث يبذل الاردن بقيادته وشعبه كل جهد سياسي واقتصادي ممكن للوقوف الى جانبهم، وتعزيز صمودهم في وجه الاحتلال.
(سيناريوهات الحرب)
وفي الوقت الذي تصف فيه اسرائيل ومعها جهات دولية الحركة الإسلامية حماس بـ« الإرهابية»، يقول ربابعة، هذه حركة مقاومة تدافع عن الارض الفلسطينية بكاملها وليس عن قطاع غزة، فحسب، وتمتلك إرادة صلبة وقوة العقيدة والفكر في العمل العسكري، وباتت قوة متطورة تخطط وتقاتل باحتراف، وتأكيد هذا ما احدثته في هجومها المباغت والذي يحدث لأول مرة طوال مسيرتها، الى درجة أن طلبت اسرائيل مساعدة من أميركا، وطلبت الاحتياط من جيشها المنهزم.
ويؤكد، لقد احدثت حماس في هجومها المباغت للكيان الصهيوني زلزالاً على المستويات الاسرائيلية، كافة، وعلى المستويات الإقليمية والدولية، إذ لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي تدخل قوات عربية ممثلة بكتائب القسام وتقتحم أراضي فلسطينية خارج غلاف غزة وتحتل المستعمرات الصهيونية المحاذية للغلاف، وأن ما احتلته الحركة يشكل ضعف مساحة غزة، الى جانب أن صواريخها طالت العمق الاسرائيلي ( تل أبيب وعسقلان والقدس الغربية) ومعظم المناطق التي تحتلها اسرائيل.
ويقول، ولعل المفاجأة الصاعقة التي هاجمت بها قوات القسام للجيش الاسرائيلي، تكمن باختراق الشاباك الاسرائيلية من خلال تجديد شبكة من العملاء أوهموا اسرائيل بضعف قوات حماس وأنها لا تقوى على أي عمل عسكري او مشاركة في القطاع او مساندة لما يجري في الضفة الغربية.
أما السيناريوهات المتوقعة أو المنتظرة، وكما يحدث بعض منها الآن، يقول ربابعة، هو أن تواصل القوات الاسرائيلية القصف للمدنيين من خلال الغارات الجوية لتدمير البنية التحتية والتأثير على الحاضنة الشعبية، وهذا ما يسمى بـ" سياسة الارض المحروقة« وهي سياسة إفلاس للجيش الاسرائيلي، ولن تحقق هدفها، لافتاً الى تجربة غزو أميركا لأفغانستان والعراق وهي تجربة لم تحقق الاحتلال الا عند الوجود العسكري على الارض، وهو وجود انتهى بمغادرة القوات الأميركية للبلدين.
أما الدخول البري بالدبابات بالنسبة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، فلا يتحقق الا عند اسكات مواقع حماس، وهذا صعب ومكلف، فاسرائيل مصابة بالشلل الاقتصادي لتعطل العمل في المؤسسات المدنية، ومصابة بالصدمة العسكرية التي دفعتها للاستعانة بالاحتياط بـ ٣٠٠ الف عسكري لجيش يضم ٨٠٠ الف فرد تعرض للتهشيم وكُسرت ارادته وهيبته، ما يجعل الحرب مفتوحة على كثير من الاحتمالات، التي تجعل من من الأسرى الاسرائيليين لدى حماس وتبييض السجون الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطيينين، وفك الحصار عن القطاع، ورقة ضغط على اسرائيل تملكها حركة المقاومة.
الرأي - عبد الحافظ الهروط