خسائر الاقتصاد الإسرائيلي
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
كلفة باهظة جدا يدفعها الاقتصاد الاسرائيلي من الواضح أنها ستكون تاريخية وغير مسبوقة جرّاء تداعيات عملية «طوفان الاقصى» تضاف الى الخسائر المتعددة الاخرى وفي مقدمتها الخسائر المعنوية التي أطاحت بفزّاعة الجيش الذي لا يقهر والمهارات المخابراتية والاستخباراتية والامنية والدفاعية التي اتضح أنها «كذبة كبيرة» يتهكّم عليها الاعلام الاسرائيلي والعالمي.
في قراءة أولية لفاتورة الحرب التي أعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي ستكبد الاقتصاد الاسرائيلي خسائر كبيرة ستنعكس لاحقا على الاسرائيليين الذين سيحاسبون نتنياهو على كل ما جرى وهو ذاهب الى حرب لا يعرف الى أين ستوصله وبفاتورة مفتوحة قد تطول لمدة لا تحبذها الولايات الامريكية التي تخشى من توسيع جبهة الحرب الى درجة تشتّت فيها تركيزها على الجبهة الاوكرانية وفي وقت ينقسم فيه الديمقراطيون والجمهوريون على الميزانية والمديونية المرتفعة، ويضغط فيه الرئيس الامريكي بايدن من أجل تأمين استمرار الدعم الى اوكرنيا لتفتح أمامه جبهة لم تكن في الحسبان اشعلت نارا لا يدّعي أحد -حتى الآن - معرفته ولا قدرته على معرفة ومتى وكيف ستنتهي.
بالعودة الى عنواننا.. فإن الاقتصاد الاسرائيلي يتدمر، فلأول مرّة في تاريخ «المركزي الاسرائيلي» يضطر الاخير لبيع 30 مليار دولار من العملات الاجنبية من أجل دعم الشيكل الاسرائيلي الذي يواصل تراجعه امام الدولار الامريكي لأكثر مرّة منذ 8 سنوات كما تراجعت البورصة الاسرائيلية لاكثر من 6 % والسندات الحكومية لاكثر من 3 %..هذا فقط يوم امس الاول على صعيد خسائر البورصة الاسرائيلية والعملة الاسرائيلية فقط بعد ثلاثة أيّام على «طوفان الاقصى».
قراءة خسائر الحرب على الاقتصاد الاسرائيلي- وان كانت مبكّرة - الا أنها تُنبئ بما لا يدع مجالا للشك على أنّها ستكون تاريخية وستتجاوز هذه المرّة عشرات المليارات..واليكم هذه المؤشرات:
- وفقا للارقام السابقة فقد قدّرت خسائر الاقتصاد الاسرائيلي جرّاء الاعتداء على غزّة عام 2014 (51 يوما) نحو 6 مليارات دولار.
- خسائر الاعتداءات الاسرائيلية جرّاء اعتداءاتها على قطاع غزة 2021 (11 يوما) قدّرت بنحو (9) مليارات دولار.
- بحسب التقارير فان كلفة استدعاء نحو 300 الف من الجنود الاحتياط تقدر بنحو (2) مليار دولار.
- تقدّر كلفة اعتراض كل صاروخ من قبل القبّة الحديدية بنحو (100 الف دولار) بحسب موقع «جلوبس» الاقتصادي الإسرائيلي، وليس 50 الف دولار كما تقديرات الجيش الإسرائيلي السابقة.. ولكم أن تحسبوا كلفة التصدي لنحو 5000 صاروخ مع بدء (طوفان الاقصى) وما لحقها حتى لو كانت نسبة الاعتراض 50 % فقط كما أعلن وليس 90 % كما يفترض؟!
- يقدّر الخبراء كلف كل طلعة جوية لطائرات «اف 16» بنحو 26 الف دولار امريكي وكلفة تشغيل الدبابة الواحدة بنحو 3000 دولار.
الارقام والاحصاءات مهولة، لكن حسابات الخسائر الاقتصادية أو تكلفة فاتورة الحرب بعيدا عن التفاصيل تقسّم - بحسب خبراء- لثلاثة اقسام:
1 - الفاتورة العسكرية المباشرة : والتي تشمل ما أشير اليه أعلاه من كلف الذخيرة بكل أنواعها وعدد الطلعات والغارات الجوية واحتياجات الجيش وكلفة استدعاء الاحتياط، والأهم من كل ذلك مدّة القتال حيث ستزيد كلفة كل يوم (مئات الملايين من الدولارات) من الخسائر الاقتصادية.. وكل هذه التقديرات في الخسائر العسكرية لا تعدّ شيئا أمام الخسائر الناتجة عن المعركة البريّة التي تتهيأ لها اسرائيل.
2 - الخسائر المباشرة :بما يجري على الارض بسبب العمليات الحربية، سواء ما يتعلق بالمعدات العسكرية أو البني التحتية اضافة لما ستدفعه من تعويضات للمستوطنين بدل المباني والسيارات وحتى»الرهائن».
3 - الخسائر الاقتصادية (مباشرة -وغير مباشرة): أما المباشرة فتتعلق بكلف شل الحركة الاقتصادية في كافة القطاعات وخصوصا التكنولوجيا المتقدمة والسياحة والغاء «الجروبات» وتعطّل المطارات والموانئ، والبورصة، والمصانع، والاستيراد والتصدير، وكلفة تعطل العمل والمدارس والمتاجر..الخ.
أما الكلف غير المباشرة ففي مقدمتها توقّف الاستثمارات بما هو قائم وبما كانت اسرائيل موعودة به!
- بقي من المهم الاشارة الى أن الآثار الاقتصادية لهذه الاعتداءات الاسرائيلية تنعكس سلبا على اقتصادات المنطقة أيضا بنسبة وتناسب، وستطال العالم في حال اتساع نطاق الحرب بفتح جبهات أخرى . واقتصادات العالم لا تحتمل، فغالبيتها بالكاد خرجت من تداعيات كورونا ولم تخرج بعد من تداعيات اوكرانيا.. وكل تلك التداعيات تؤكد بأن لا اقتصاد ولا استثمارات ولا مشاريع كبرى ولا حتى صغرى، في غياب الامن والامان اللذين لن يتأتّيا في غياب سلام عادل وشامل يعيد للفلسطينيين حقوقهم المسلوبة .