هل تستطيع الأمم المتحدة السيطرة على مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

جفرا نيوز - طرحت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشرته اليوم السبت، تساؤلات حول مدى قدرة الأمم المتحدة على تنظيم مواطن قوة الذكاء الاصطناعي والسيطرة على جوانب الخطر التي من الممكن أن تشكلها هذه التقنية.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال فيها، إن "الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من الوعود؛ لكنه يقودنا أيضًا إلى خطر أكبر مما يمكننا السيطرة عليه، وأصبح الآن على شفاه الجميع؛ موضوعًا للرهبة والخوف".

وأدى الظهور المفاجئ لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى لفت الأنظار، خصوصا وأنها قيد الاستخدام بالفعل في مناطق الحرب بما في ذلك أوكرانيا، وهناك مخاوف جدية من أن التكنولوجيا ستؤدي إلى قلب سبُل عيش الجميع.

ورأت الصحيفة أن ذلك الأمر جعل المسؤولين الصناعيين والحكوميين، على حد سواء، يتطلعون مرة أخرى إلى أعلى مؤسسة متعددة الأطراف في العالم وهي الأمم المتحدة، من أجل قيادة هذا الملف.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريشرويترز
وإزاء ذلك، قبِل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التحدي، وواصل مساعيه لإنشاء هيئة استشارية رفيعة المستوى معنية بالذكاء الاصطناعي؛ تهدف إلى إنشاء وكالة مخصصة للذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف.

غير أن الصحيفة أشارت إلى أن خطط الأمم المتحدة للذكاء الاصطناعي لا تزال في مرحلة مبكرة، ولكن من المتوقع أن تتحرك بسرعة بهدف تشكيل المجلس بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وقد وصلت بالفعل طلبات الانضمام إلى الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى إلى الآلاف.

وانقسمت الآراء حول الشكل الذي من الممكن أن تأخذه الهيئة الجديدة، إذ أيد البعض أن تكون على غرار نموذج الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ نظرًا لتاريخ الوكالة في العمل وتعزيز التعاون بشأن القضايا العالمية.

في حين رأى آخرون أن تكون على شكل هيئة حكومية دولية، مثل تلك التي تُعنى بقضايا المناخ؛ وتركز بشكل أكبر على مشورة الخبراء. 

لكن التحدي الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي معقد بسبب الطبيعة غير المؤكدة لتأثيره والمسارات المحتملة التي يمكن من خلالها أن يهدد البشرية، علاوة على أن هيمنة القطاع الخاص في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تفاقم التحديات، وفقا لإيان ستيوارت، المدير التنفيذي لمركز جيمس مارتن.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن على الأمم المتحدة أن تقاتل ليس فقط القوى العالمية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الذاتية، بل وأيضاً أباطرة التكنولوجيا الذين يصنعون العالم، مؤكدة أنها "معركة لا يمكن تحمل خسارتها".