توغل بري يلوح بالأفق.. هل يتعرض قطاع غزة للاجتياح؟

جفرا نيوز- منذ الساعات الأولى للهجوم المباغت الذي نفذته الفصائل الفلسطينية المسلحة فجر السبت متوغلة داخل عدد من المستوطنات الإسرائيلية، وناشرة نحو ألف من مقاتليها، توعدت إسرائيل برد موجع وباهظ الثمن.

فيما سرت خلال الساعات الماضية ترجيحات بأن تنفذ القوات الإسرائيلية اجتياحاً برياً للقطاع، بعد الغارات العنيفة والمكثفة التي نفذها الطيران.

ورجح مسؤولون أميركيون أن تقرر الحكومة الإسرائيلية فعلياً تنفيذ توغل بري في غزة خلال الـ 24 إلى 48 ساعة القادمة، وفق ما نقلت صحيفة واشنطن بوست اليوم الاثنين.

كلفة باهظة
إلا أن بعض المراقبين استبعدوا تلك الخطوة، متوقعين أن تكون كلفة مثل هذا الهجوم باهظة جداً من حيث الخسائر البشرية للجانبين، لاسيما على صعيد المدنيين في القطاع المكتظ بالسكان.

في المقابل، اعتبر خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط، أن احتمال حدوث غزو بري مرتفعة.

 وقال إن فرص تنفيذ توغل بري أكبر مما كانت عليه في جولات الاشتباك السابقة في غزة"، وفق ما نقل موقع "فوكس" الأميركي

من جهته، اعتبر دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو حذر للغاية في ما يتعلق بالاجتياح البري.

كما رأى أن نتنياهو لم يخض حروباً برية كبيرة في السابق، كتلك التي رأيناها في لبنان عام 2006، لذا فهو يميل إلى الحذر."

لكنه اعتبر في الوقت عينه أنه "قد يكون من الصعب توخي الحذر في هذه الظروف"، لاسيما بعد الاتهامات بالفشل الاستخباراتي والتقصير الذي تعرضت له حكومته خلال الساعات الماضية.

ولطالما فضل نتنياهو عادة الضربات الجوية للرد على هجمات حماس الصاروخية، لأنها تقلل من الخسائر البشرية الإسرائيلية وتلحق أضرارا جسيمة بغزة.

فخلال الهجوم الكبير الأخير على غزة، في مايو 2021، أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت مراكز حماس العديد من المواقع المدنية أيضا، من ضمنها مكاتب إعلامية ومبان سكنية ومرافق صحية.

السياج مخروق!
إلى جانب تفضيلات نتنياهو هذه، لا تزال الاشتباكات دائرة في عدة مواقع داخل عدد من المستوطنات بحسب ما أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين.

كما أن احتمال حصول تسللات جديدة واردة كذلك، بل تحصل حالياً، وفق ما رجح مراسل العربية/الحدث.

إلى ذلك، لا تزال الفجوات التي فتحها المقاتلون الفلسطينيون في الجدار الإلكتروني الحدودي مفتوحة، ولم يتم السيطرة عليها حتى الآن، وفق ما أكد الجيش.

كذلك، لا يزال طعم الخسائر البشرية المرير وعدد القتلى الذي تكبدته إسرائيل، (نحو 700 قتيل) يشكل رادعا أمام أي خيار عسكري غير مدروس بعناية.

كل تلك العوامل قد تؤخر أقلها حالياً احتمال حصول أي توغل بري، إذا ما قررت بالفعل تل أبيب تنفيذه.