طوفان الأقصى
جفرا نبوز - بقلم حمادة فراعنة
نقلة نوعية في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، ومحطة تاريخية مشهودة، تُضاف إلى سلسلة الإنجازات الفلسطينية: 1 - ولادة منظمة التحرير، واستعادة الهوية الوطنية الفلسطينية، وولادة التمثيل الموحد منذ منتصف الستينات من القرن الماضي، 2 - الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أرغمت اسحق رابين على الاعتراف بالعناوين الثلاثة: أ- الشعب الفلسطيني، ب- بمنظمة التحرير، ج- بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وعليه تمت سلسلة الانسحابات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية من غزة واريحا أولاً، وعودة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى الوطن، ومعه خلال سنوات 1994-1999 أكثر من أربعمائة ألف فلسطيني، وولادة السلطة الفلسطينية مقدمة لقيام الدولة، وأخيراً والأهم نقل الموضوع والعنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن.
3 - نتائج الانتفاضة الثانية عام 2000، التي أرغمت شارون على الرحيل من قطاع غزة بعد فكفكة المستوطنات، وإزالة قواعد جيش الاحتلال عام 2005.
معركة طوفان الأقصى بما أنجزت: 1 - المفاجأة التي أربكت مؤسسات المستعمرة العسكرية والأمنية والسياسية، 2 - الهجوم البري والبحري والجوي، 3 - عدد القتلى الإسرائيليين والأسرى، 4- نقل المعركة لأول مرة لتكون داخل أراضي مناطق 48.
ولذلك سيُسجل لهذه المبادرة الهجومية أنها إضافة نوعية للنضال الفلسطيني على طريق النضال التدريجي متعدد المراحل، بعيداً عن الأوهام التي يمكن الركون إليها وكأنها بداية الهزيمة للمستعمرة الإسرائيلية، بل هي إنجاز وطني تراكمي مهم، له ما بعده من نتائج فلسطينية وإسرائيلية.
إسرائيلياً ستؤدي نتائج هذه المعركة إلى احتمالين: الأول فكفكة ائتلاف الحكومة ما بين الليكود مع حزب الصهيونية الدينية ليكون لبيد وبيني غانتس بديلاً للثنائي سموتريتش وبن غفير، وقيام حكومة وحدة وطنية بينهم بديلاً عن حكومة نتنياهو الائتلافية الحالية، والاحتمال الثاني سقوط الحكومة كاملة، وتحميل الثلاثي يؤاف غالانت وبن غفير وسموتريتش مسؤولية التقصير والهزيمة مع نتنياهو باعتبارهم المسؤولين عن الجيش وأجهزة الأمن.
فلسطينياً عززت هذه المعركة دور ومكانة حركة حماس، لتؤكد أنها شريك من موقع القوة في قيادة الشعب الفلسطيني، وبعيداً عن الوهم أن حماس بهذه النتيجة ستكون بما تمثل بديلاً لحركة فتح أو لمنظمة التحرير.
النتائج العملية السياسية لمعركة طوفان الأقصى تؤكد على ضرور إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفق ثلاثة عوامل هي:
1 - وضع برنامج سياسي مشترك لكافة الفصائل والأحزاب والقوى والشخصيات الفلسطينية.
2 - قيام مؤسسة تمثيلية واحدة، وهي منظمة التحرير وأداتها السلطة الفلسطينية بمشاركة الجميع على قاعدة البرنامج السياسي المشترك.
3 - اختيار الأدوات الكفاحية المناسبة والاتفاق عليها، فالمفاوضات والكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية أدوات يتم توظيفها وصولاً إلى الهدف وهو الحرية والاستقلال والعودة.