المقتلة ليست الأخيرة !!
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
ستنشغل مراكز الدراسات الاستراتيجية والمحللون والخبراء العسكريون والأمنيون إلى أمد غير معلوم، بما اجترحته العبقرية العربية الفلسطينية، في صعقة طوفان الأقصى، تحضيراً وتنفيذاً.
فقد تم في خمس دقائق، اختراق مذهل للجدار الأمني الحدودي مع جدار غزة، المترع بمنظومات واجهزة الحماية والأمن والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، التي كلفت مليار دولار.
يقول الخبير الإسرائيلي العريق ناحوم بارنيا: «هذا أسوأ يوم من الناحية العسكرية في تاريخ اسرائيل. هذا اذلال محض للجيش الإسرائيلي».
متى تصل القيادات العسكرية والأمنية والسياسية والاستراتيجية الإسرائيلية إلى قناعة ان لا احتلال بلا مقاومة، وان لا احتلال بلا اثمان باهظة، مادية وبشرية واخلاقية، وان نيران الأقصى ستظل تمسك ثوب اسرائيل طيلة أمد الاحتلال.
ان الاحتلال الإسرائيلي هو غدة البلاء. وان الحل هو ما طرحه الملك عبدالله، ملك الحكمة والسلام، المتمثل في إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل وضمان الأمن والاستقرار للجميع، على أساس حل الدولتين.
إن الاحتلال هو المحرك الدائم للمقاومة والعنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فلا يمكن ان ينام الاحتلال ليله الطويل دون أن تطاله ضربات المقاومين الأحرار. وسيظل الاحتلال الإسرائيلي يقعي على الألغام ويصحو على الرصاص.
ستطلق إسرائيل عنان أدواتها الحربية،
ستقتل وتقصف وتدمر وتغتال، كما فعلت طيلة العقود الماضية، دون أن يؤدي كل ذلك إلى توفير أمنها !!
تعلن دول الغرب تضامنها مع المحتل الإسرائيلي، وتعلن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
حسنا، لا أحد يقول ان من حق إسرائيل ان لا تدافع عن نفسها !!
فماذا عن حق الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي؟!
ها هم الزعماء والقادة الذين قادوا حركات المقاومة والتحرر الوطني من اجل كنس الاحتلالات واستقلال بلدانهم، أبطال على مر العصور: الجنرال دوغول، هو شي منه، جورجي ديمتروف، الأمير عبدالقادر الجزائري، محمد الخامس، أحمد بن بلة، جميلة بوحيرد، عبد القادر الحسيني، أحمد عُرابي، عز الدين القسام ويوسف العظمة.
إن حق الدفاع عن النفس ليس أحادياً، وهو ليس وقفاً على إسرائيل التي تتمتع على الدوام بخاصية الافلات من العقاب، بسبب النفاق الرسمي العالمي.
إن المقتلة التي ألحقها أبطال المقاومة الفلسطينيون بالجيش الإسرائيلي، إذا كانت الأولى في حجمها وشكلها، فلن تكون الأخيرة بكل تأكيد.
إن ما قام به الشرطي المصري مؤشر على ان الثأر للفلسطينيين سيمتد إلى عواصم عربية وإسلامية وأجنبية.
والقادم هو انفجار الضفة الغربية المحتلة.
«لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه». نيوتن.