عملية الأمس وتغيير قواعد اللعبة
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
ان العملية التي نفذتها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، غير أنها نوعية الا انها شكلت ضربة قوية غير متوقعة من دولة الاحتلال من ناحية توقيتها وحجمها.
حيث حملت رسائل مهمة للداخل والعالم، للفت الانظار للانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية وما تقترفه من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني..
كما تضمنت الرسالة بانها اي حماس موجودة وما زالت تحتفظ بقوتها وأنها لاعب رئيس ومهم وصاحبة القول الفصل في الحرب والسلم لا يجوز تجاوزها او إدارة الظهر لوحودها.
وبرهنت للجميع بأن اي ترتيبات او مخططات تخص القضية الفلسطينية، لا بد أن تمر من خلالها ولا يمكن لها العبور الا من خلال بوابتها وشروطها.
وعلى الرغم من أن حركة حماس تدرك حجم النتائج وردة الفعل الإسرائيلية على عمليتها أمس، الا انها ارادت قلب الطاولة وبعثت الاوراق واستنطاق الصمت العالمي على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأنها مستعدة للثمن الذي يعتبر اقل كلفة مقابل تغيير قواعد اللعبة، ووقف جميع المخططات لتصفية القضية وإجراءات التطبيع لتي تسعى لها دولة الاحتلال بدعم أمريكي.
فعملية الامس النوعية وغير المتوقعة لقناعة إسرائيل بأن حماس غير مستعدة بعد حربها الاخيرة وما تعرض له قطاع غزة من دمار خراب في بنيته التحتية المتهالكة اصلا ولاعتقادها اي دولة الاحتلال بانها أجهزت على نسبة كبيرة من قوتها العسكرية.
الا ان ما فعلته أمس شكل صدمة للعالم وإسرائيل تحتاج معها الاخيرة إلى وقت لاستيعابها ومن ثم كيفية الرد غير الهمجية المعروفة عنها في مثل هذه الظروف وغيرها.
الا اننا نعتقد من خلال معرفتنا بالحركة وتكتيكاتها، بأنها مستعدة لأسوأ السيناريوهات بعد ان طورت من ادواتها ونوعت من خياراتها بإدخال تكتيكات جديدة اثبتت فشل الآلة الإسرائيلية واستخباراتها.
وبرهنت بانها مستعدة لدفع اي ثمن، لوقف الهمجية وقلب الطاولة ودفع البعض بإعادة التفكير قي اية خطوات او إجراءات تضر بمصالح الفلسطينيين.
وهنا نعتقد بأن العالم سيتحرك للتدخل وقف جميع الانتهاكات واجباره على عدم تجاوز حماس.
كما ستجبر اسرائيل على الاستدارة وإعادة تفكيرها وإعادة النظر بسيناريوهاتها، بعد ان فشلت رهاناتها التي وضعت حماس أمس مطبات وعراقيل يصعب إزالتها امام مخططاتها التي كانت تعتقد بأن الطريق معبدة للمضي بها.