950 الف طن كميات الطعام المهدورة في الأردن

«الزراعة» تطلق مبادرة «لا لهدر الطعام» للحد من الظاهرة

 تشبيك الفنادق مع الجمعيات الخيرية والتعاون مع المنظمات الشريكة

جفرا نيوز - مع تزايد الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية تتزايد أعداد اللاجئين حول العالم ويرتفع معها حجم الجوع بسبب شح الطعام، إلا أن تقارير وأرقام اممية تؤكد أن هدر الطعام لا يزال بمستويات مرتفعة سواء عالميا او محليا في الأردن وبمعدلات ترتفع سنويا.

تقدر منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة للأمم المتحدة كميات الطعام التي تهدر في الأردن بحوالي 950 ألف طن سنوياً، فيما يكشف تقرير متخصص أصدره مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة غرب آسيا عام 2021 أن نسبة 34 في المئة من الطعام المقدم على الموائد الأردنية تُهدر، ما يُساهم في زيادة التحديات المرتبطة بفقدان الأغذية.

وما تزال العادات الاجتماعية التي تتمثل بتقديم الطعام في الافراح والمناسبات تؤدي الى الإسراف والهدر، «خاصة أنها تترك كميات كبيرة من الطعام على مدى فترات قصيرة، مثل شهر رمضان حيث تظهر الأبحاث أن بين 25 و50 في المئة من الطعام الذي يعد، يُهدر».

وزير الزراعة ورئيس اللجنة الوطنية للأمن الغذائي خالد الحنيفات، أكّد أهمية منع هدر الغذاء، مع الأخذ في الاعتبار الموارد المحدودة في الأردن وظل ارتفاع الاسعار عالميا ومحليا بسبب الكوارث والحروب والصناعات وارتفاع الكلف والمصاريف.

وأكّد أن الطعام المهدور في الأردن يصل لقرابة مليون طن سنويا، جاء ذلك خلال إطلاقه مشروعا لوقف الهدر، حيث تم أطلاق خارطة طريق تنظم عمل المبادرات الشبابية في مجال وقف هدر الغذاء.

وفي ذات الوقت، الذي تتزايد فيه أعداد اللاجئين وترتفع فيه موجات الجوع، فإن معدلات الهدر في الغذاء تزداد في العالم بشكل يثير القلق.

الأمم المتحدة تؤكد بأن الآثار السلبية لا تتوقف على الناحية المادية بسبب هدر أو فقدان (1.3) مليار طن سنوياً من الطعام المنتج للاستهلاك الآدمي، وهو ما يشكل ثلث الإنتاج العالمي الكلي.

وكانت وزارة الزراعة أطلقت مبادرة «لا لهدر الطعام» في تشرين الثاني الماضي بالتعاون مع منظمة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي للمساعدة في تنفيذ أنشطة المبادرة التي تتضمن إعداد دراسة تبين حجم الفاقد المهدر من الغذاء، وتنظيم حملات توعية إعلامية تستهدف الأسر والطلبة والمطاعم والفنادق لتعزيز ثقافة الابتكار في سبيل الحفاظ على الطعام، وتقليل الهدر، وتشجيع الشباب على الخروج بأفكار إبداعية تمهيدا لتبينها واحتضانها.

الحملة تهدف إلى تشبيك الفنادق مع الجمعيات الخيرية والتعاون مع المنظمات الشريكة لتنفيذ المبادرة حتى يسهل توريد الكميات الفائضة من الطعام إلى العائلات المحتاجة. على الجانب الآخر أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تقريرها حول «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2017»، إلى أن العالم ينتج ما يكفي من الأغذية لإطعام الجميع، إلا أن 815 مليون شخص مازالوا يعانون من الجوع ويشكلون 11 % من سكان العالم، في إشارة إلى أن الجوع العالمي آخذ بالارتفاع بعد عقد من التراجع.

وبحسب المنظمة فإنه وعند مقارنة مستويات انعدام الأمن الغذائي بين النساء والرجال تبين أن انتشار انعدام الأمن الغذائي كان أعلى بقليل بين النساء على الصعيد العالمي وفي كل منطقة من مناطق العالم. وأضافت المنظمة بأنه وبمقارنة انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد بين الرجال والنساء البالغين من العمر 15 عاماً فأكثر، تبين بأن 7.9 % من النساء و7.3 % عالمياً، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأضافت المنظمة وفي عرض للحالة الراهنة للتغذية (عام 2016)، بأن 154.8 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم (22.9 % من الأطفال دون الخامسة)، وبالتالي فإن معدلات انتشار التقزم آخذة بالانخفاض.

ويرتبط انتاج الغذاء عموما ببصمة مائية وبصمة كربونية بحسب تقرير للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، أي أن هدر الأطعمة هو هدر للمياه والطاقة المستخدمة في عملية الإنتاج سواء أكانت زراعية أو تصنيعية، لافتا إلى تقديرات منظمة (الفاو) لحجم الهدر في الطعام بالمملكة بنحو 950 ألف طن سنويا، فيما تبلغ حصة الفرد من هذا الهدر حوالي 95 كم، عدا عن حوالي 25 مليون متر مكعب سنويا المستخدمة في إنتاج الطعام. وترتبط ممارسات هدر الطعام ارتباطا مباشرا بالتكيف مع تداعيات التغير المناخي، لا سيما أن الأردن يعد من الدول ذات الإجهاد المائي العالي، وهو بحاجة إلى كل قطرة مياه حتى يتمكن من إدارة الطلب بشكل يحقق كفاءة وعدالة في ظل ندرة الموارد المائية.

الرأي