فلسطين بوصلة التحرير وقصة المجد


 
جفرا نيوز - بقلم: النائب السابق غازي عليان 
أمين عام حزب العدالة والإصلاح
طوفان للمقاومة الفلسطينية ينفجر في وجه الغطرسة الصهيونية ويحطم جدار الصمت الذي اعتقد البعض أنه سيستمر طويلًا على جرائم الاحتلال الصهيوني اليومية بحق الشعب الفسطيني الأعزل من انتهاكات يومية لحرمة المسجد الاقصى المبارك ومدن ومخيمات فلسطين وبلداتها وقراها، وحتى الكنائس لم تسلم من اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، وفي ظل صمت دولي وعربي يأتي الرد مزلزلًا ليمزق جدار الصمت ، وكانَ الردُ من غزة العزة هذه المرة لتكتمل دائرة الرد الفسطيني وتتحول كل فلسطين إلى دائرة من النار تحرق المحتل وتجعل من اليميني المتطرف نتينياهو عصابته من المتطرفين في حكومة الاحتلال يرتجفون وهم يرون جنودهم ومستوطنيهم يسحبون أسرى وقتلى على يدي المقاومة الفسطينية البطلة ، لتكون المشاهد مذهلة فقد انفجر الغضب الفلسطيني مثبتًا أنَ الكف العارية يمكن أن تتغلب على رأس المخرز المدبب المعد للثقب وإحداث الأذى ولكن في فلسطين فقط يمكن أن يتحقق ذلك.
نعم ، لقد تحقق ذلك في غلاف غزة كما تحقق في طولكرم والخليل ونابلس "جبل النار" وجنين البطولة وكل فلسطين الحبيبة، وها هي أ كفَ المقاوم الفلسطيني تواجه طعنة المخرز الصهيوني مرة وهي تضم قبضتيها  تلوح بها في وجه ذلك الغاصب الصهيوني  وتصرخ في وجهه " أخرج من أرضي فهذه بلادنا " ومرة أخرى وهي تلطم وجه الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح ، ومرة تحمل الحجر في وجه الدبابة المعتدية ومرة أخرى والأسير الفلسطيني يتحدى سجانه بشموخ ومرة  وروح المقاومة تضحك في وجه صواريخ الاحتلال لأن روح المقاومة في الجسد الفلسطيني آمنت بربها وقضيتها ، واليوم ينفجر الغضب عارمًا مزلزلًا ليحطم غطرسة جيش الاحتلال  في مشهد غابَ طويلًا عن المجتمع الصهيوني الذي اعتقد ان عنف جيشه وغطرسة حكومته وتجبرها وبطشها سيحقق له الأمن دون أي اعتبار لشعب فلسطين الذي ذاق مرارة الاحتلال وبطشه  فكانت عملية السبت اسطورية  في مشهد تسحب فيها آليات جيش الاحتلال وجنوده ومستوطنيه الى غزة بين أسير وجريح وقتيل ، وهنا فالكف تقف في وجه المخرز وعندها فان النقيض الضعيف يمكن أن يهزم النقيض القوي ، وأن الكف العارية تفل حديدة المخرز .
أي قلب لك يا مقاوم ذلك الذي تجاوز الخوف بالرغم من عنف الاحتلال وقوته ، أيُ إرادة تلك التي تحملها بين جنبيك لينطبق عليك القول : إن أجدادك قوم جبارين فليعلمن إذن كيف يكون الرجال رجالاً والنساء من أحفاد خولة بنت الأزور نساء ، عَلمي أولئك المتخاذلين النائمين على الحرير والمقيمين في القصور ، والانتهازيين الجبناء كيف تكون الأوطان أمانة في الأعناق ، وكيف يكون التخاذل سبَة في وجوههم وعاراً يحملونه على أكتافهم ، علميهم يا أيتها الروح المقاومة كيف يصبح القلب بركاناً متفجرا ، وكيف يكون حجرك وقبضتك رعباً للمحتل الذي انتهك براءة الطفولة وعز الرجولة في هذا الزمان.
 علميهم يا أيتها الروح المتوقدة ما لم يتعلموه  في المدارس والجامعات، وفي آداب المجالس والمجتمعات، علميهم فنحن بحاجة لكثير من علمك الفطري، وخبرتك الطويلة . لأن أرضاً تنجب المقاومين جديرة بأن تكون من جند فلسطين، جند الأقصى والقيامة، وسليلة عمر الفاروق والناصر صلاح الدين، وإن شعبا ينجب أمثال المقاومين الذين نراهم كل يوم في أرض فلسطين المباركة لا بد منصورٌ منصورْ، وليحكم المحتل الغاصب قاتل الأطفال وغاصب الأرض على كل مقاوم كما يريد، فكف المقاوم الفلسطيني قوية قاسية كقسوة حجاره الأقصى ، وهي قادرة على هزيمة كل مخارز أولئك القتلة مغتصبي الأوطان وهادمي البيوت ، وإن للظالم جولة ولكنها لا تدوم ، فالمقاوم في فلسطين كالعنقاء خرجت  من رماد النار وانطلقت  محلقه في سماء الحرية معلنه عن فجر الانتصار على غطرسة الجيش الإسرائيلي ومؤكدة جملاً طالما رددناها على أن هذه القطعان المدججة بالأسلحة جبانه حتى أمام طفله او طفل فلسطيني  .
إننا ونحن نقول سلمت يداك أيتها المقاومة الفلسطينية نذكر العالم بحديث جلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي كانَ دائمًا كالماء القراحِ في حلقِ الظامئ ، وهو حديثٌ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ في حديثه عن السلام العادل وحل الدولتين وخطورة استباحة المقدسات وعمليات التهجير والتهويد والقتل التي يمارسه جيش الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني وان هذا الفعل سيولد عنفا لن يستطيع أحد السيطرة عليه، وأن على إسرائيل العودة إلى خطاب العقل ومغادرة عقلية العنف ولكن حكومة التطرف لم تستجب وازداد العنف لتكون المشاهد التالية تحققًا لتوقعات جلالة الملك ان العنف سيولد عنفًا وردود أفعال من الطرف الآخر.
وأخيرا، تحية لكل من أضاء في عتمة الليل شمعه وتحية الى كل  مقاوم، وقد أثبتت السنديانة الفلسطينية أنها عظيمة الجذع، غنيَة الأغصان، كثيفة الأوراق، وارفة الظلال، وأنها الفيصل في الصراع.
بقلم: النائب السابق غازي عليان
أمين عام حزب العدالة والاصلاح