البطوش تكتب: "سيجارتك" ما بتحسن نفسيتك
جفرا نيوز - بقلم حنين البطوش أخصائية نفسية وتربوية
يعتبر التدخين من العادات السلوكية السلبية التي يمارسها الكثير من الأشخاص، منهم من اعتاد على تدخين السيجارة مع القهوة بالصباح، أو بعد نهاية عمل متعب،أو بعد الشعور بالغضب من موقف معين "فش الغل"، فبعض المدخنين يلجأ إلى التدخين بسبب تهدئة التوتر والضغط النفسي الناتج عن هذه المواقف، ولكن في الحقيقة يؤدي التدخين على المدى الطويل إلى زيادة الضغط النفسي والإصابة بالإكتئاب وزيادة التوتر والقلق والعصبي.
فالاعتقادات السائدة لدى الكثير من المدخنين أن التدخين يحسن من حالتهم النفسية غير صحيحة ؛ لأن التبغ يزيد من إفراز بعض المواد في الدماغ ،حيث تقول بعض الدراسات إن زيادة نسبة النيكوتين في الدم ووصوله إلى الدماغ، يؤدي إلى تحفيز إنتاج الدوبامين في الجسم، الأمر الذي يساعد في علاج الإكتئاب والتخلص من المشاعر والأفكار السلبية.
ومع مرور الوقت، يعمل النيكوتين على تقليل أفراز هرمون الدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى نقص في مستوى الدوبامين في الجسم حيث يدفع المكتئب لمزيد من التدخين وظهور العديد من الأعراض الإكتئابية عند ترك التدخين لفترة قصيرة، فيعتاد الجسم عليها، وعند زوال تأثير السيجارة الأولى يبدأ الشخص بالشعور بالتوتر والإنزعاج والقلق، لأن الدماغ أصبح بحاجة للتبغ، ومدمن عليه، فعند التدخين مرة أخرى يقل التوتر والضغط النفسي .
مادة النيكوتين بالدخان تحدث تغييرا في كمياء المخ ينتج عنه شعوراً بالاسترخاء ملحوظ ولكن هذا الشعور مؤقت وسرعان ما يتحول إلى أعراض انسحاب مما يتسبب بالرغبة الشديدة في التدخين مرة أخرى وسوء المزاج والعصبية والانفعال والصداع الشديد والاكتئاب، فالتدخين يُقلل من أعراض الانسحاب التي تشبه أعراض القلق والتوتر، لكنه بالتأكيد لا يعالج المشكلة الأساسية المسببة للقلق والضغط النفسي.
لذلك من الفوائد النفسية لترك التدخين انخفاض حدة الضغط النفسي القلق والتوتر والاكتئاب الذي يعاني منه المدخن، فالعديد من الأشخاص أكدوا أنهم أصبحوا أكثر هدوءاً عندما تخلصوا من إدمانهم على التدخين واعتمادهم عليه.