جفرا نيوز- د. عادل محمد الوهادنة

مقدمة: كلما تقدم القطاع الصحي الرسمي بأي مبادرة مدروسة الفعالية والمأمونية للحفاظ على الامن الصحي الوطني، يتصدى لهم ممن يعانون من وهم المعرفة وعقلية المؤامرة ممن يمتلكون صوتا عاليا، وفضاء الكترونيا واسعا غير منضبط لاحباط هذه الجهود دون سند علمي، ان لم يتم محاسبتهم صمن قانون الصحة العامة، فأنهم سيعصفون بالأمن الصحي الوطني لا قدر الله.

مفاهيم علمية: لا بد قبل الولوج في صلب هذا الموضوع توضيح بعض المفاهيم في علم المناعة التي غاب بعضها عن بعض المساجلات النشطة مما خلق حالة من الضبابية، جعلت من المشككين مصدرا اكثر قبولا دون مبرر او سند علمي.

1. مفهوم ( حملة التطعيم) هو اجراء طبي وقائي عند حدوث نقص في عدد المطعمين ضمن اي برنامج تطعيم وطني بشكل متسارع لاسباب مختلفة (كانت ظروف جائحة كورونا احدها) مما يشكل تهديدا للمناعة المجتمعية داخل البلد الواحد او المنطقة الجغرافية المحيطة لسهولة التواصل بين الدول المختلفة، يضاف لها الهجرات القسرية من بلدان لظروف مختلفة اثرت على البرنامج الوطني للتطعيم في هذا البلد حيث بلغ عدد من لم يستكمل برنامج التطعيم الوطني 120 ألفا في الاردن، وعدد الحالات المكتشفة نحو 163 حالة حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية.

2. مفهوم الجائحة في الحصبة هو تسجيل ما بين 2 الى 3 حالات مثبتة ضمن فترة زمنية محددة، لذا فان تسجيل العدد السابق تجاوز هذا المفهوم العلمي يضاف اليه سرعة انتشار فيروس الحصبة وشراسته عند بعض الفئات من الاطفال.

3. البرنامج الوطني : برنامج معد مسبقا ضمن معايير محددة، يخضع لمفهوم اضافة او حذف بعض المطاعيم اعتمادا على توصيات منظمة الصحة العالمية وهو يختلف عن مفهوم الحملة والتي تتصف بالسرعة والفترة الزمنية القصيرة والمحددة للوصول للاسباب التي تم ذكرها آنفا.

4. حملة التطعيم تعمد الى تطعيم اكبر فئة ممكنة من الاعمار ذات التهديد الاعلى بغض النظر عن وضع التطعيم السابق لهذه الفئات.

5. يتم اقتصار استخدام مطعوم MR (الحصبة والحصبة الالمانية) في الحملة واستبعاد مطعوم النكاف وذلك لندرة حدوثه، وسرعة انتشار الحصبة العادية وشراستها بالإضافة الى ان الحصبة الالمانية عادة ما تكون صامته وتؤدي الى تشوهات خلقية عند الحوامل دون ظهر اي اعراض عليها.

6. ليس هناك ما يسمى مطعوم MR-NA اطلاقا فان الـ MRNA هو منصة (platform) وهذا اجراء تقني علمي ثابت لنقل المطعوم سالما الى داخل الجسم، كما انه لم يتم جمع مطعوم كورونا معه مع ان الجمع موجود في عدد من المطاعيم في البرنامج الوطني كـ «الخماسي والسداسي».

7. ان استخدام فيروس مقتول لنقل المطعوم (vector) هو حقيقة علمية ثابتة بحيث لا يستطيع هذا الفيروس ان يتكاثر واحداث عدوى ولكن مع ذلك لم يتم استخدامه في مطعوم ال MR لعدم الحاجة لذلك.

8. تم القيام بعدة حملات لرفع نسبة التطعيم المتكرر في الاردن بشكل متسارع سابقا، اخرها التطعيم المتكرر لشلل الاطفال نتيجة لانخفاض نسبة التطعيم عن الخد الامن بعد الهجرات القسرية مما حقق الفائدة المرجوة منه دون اي اثار جانبية فلم تسجل في الاردن حالات شلل اطفال حتى تم الاعلان بان الاردن عالميا خال من هذا المرض

9. ان الاعراض الجانبية لمطعوم الـ MR هي نفسها لاي مطعوم اخر ومثل مطعوم الـ MMR ومعظمها لا يتعدى الالم الموضعي البسيط وحرارة لا تتعدى الـ 48 ساعة اما العوارض على المدى البعيد فهي نادرة جدا لا يمكن مقارنتها بالضرر الناتج عن الامتناع عن التطعيم.

10. ان مئات الدراسات اثبتت ان لا علاقة للمطعوم بالتوحد او التهاب القولون التقرحي او العقم.

11. ان الشركة الهندية تنتج اكثر من نصف المطاعيم بالعالم وتستخدم هذه المطاعيم في كل البلدان النامية والمتقدمة وان الهند مصدر مهم للمواد الاولية للعديد من الادوية.

12. ان المقصود بالدراسات المطلوبة تأتي من تغير الشكل الصيدلاني وهذا يتم في مؤسسة الغذاء والدواء بشكل فاعل.

13. ينطبق على هذا المطعوم مبدأ الـ Extrapolation (الاستقراء) وذلك لكونه يهدف الى شيء واحد مشترك مع الـ MMR وينطبق عليه ما ينطبق على MMR.

/// الخلاصة: ان هذه الفوضى في المراسلات في الفضاء الالكتروني ضد حملات التطعيم وتكوين مجموعات محرضة رافضة دون مبرر علمي يعتبر تهديدا للأمن الصحي الوطني ويدخل ضمن الجرائم الالكترونية وقد تعصف لا قدر الله في برنامج تطعيم وطني يعد من الافضل في المنطقة نتيجة لفئات تملكها الوهم المعرفي وعقلية المؤامرة وتستغل بشكل غير عادل مساحة الحرية المتوفرة للتعبير عن رأيها، فإن اثرها ان تركت سيكون وخيما ومضرا.