فرصة

جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة

تشهد الساحة الحزبية الوطنية حراكا نشطا وملفتا في ظل تحركات حزبية تجوب ارجاء المملكة ضمن مرحلة الاستقطاب التي تقوم بها كوادرها لجذب اكبر عدد ممكن لصفوفها لتصل الى الانتشار المأمول وتكون لديها حواضن شعبية في كافة المناطق لتشكل روافع لها في المرحلة المقبلة.

الحراك المحمود والتنافس الايجابي الذي نلتقطه من نشاطات الاحزاب وقياداتها في مختلف المناسبات والزيارات يبث الامل ويدعو للطمأنينه في هذا الاطار استعدادا للاستحقاق الدستوري المقبل المتمثلة الانتخابات البرلمانية المُمكنة للأحزاب في ظل وجود كوتا خاصة.

الكل يعرف وعلى يقين ان الاحزاب تستهدف فئتي الشباب والمرأة في حراكها الاستقطابي الذي يجوب محافظات وقرى وبوادي المملكة وصولا لاكبر شريحة منهم،خصوصا وانهم قوام المرحلة المقبلة والامال المعلقة عليهم كبيرة.

صحيح ان القوانين الناظمة والمتمثلة بقانوني الانتخاب والاحزاب مكنت الشباب والمرأة غير ان اللافت في الحراك الحزبي هو بذل قصارى جهدها في جذب هاتين الفئتين للانخراط في صفوفها،لايمانها بدورهم الجوهري والمحوري في الحياة الحزبية.

المراقب والمتابع للحراك الحزبي يجده متفاوتا من جهة النشاطية والفاعلية فالكثير من الاحزاب بدأت رحلتها مبكرا حتى قبل التأسيس واستمرت بذات الوتيرة بعده وانطلقت الى كافة ارجاء المملكة وحققت مكاسب كثيرة تمثلت بتوسيع شريحة المنظمين اليها ما جعلها تكتسب حضورا قويا.

في المقابل نجد ان بعضها ركز جل حراكه ونشاطاته بعيد التأسيس، في محاولة لكسب حواضن شعبية لها في كافة المناطق،في حين نجد ان بعضها لا يزال حراكه في مستويات متدنية ولا يلبي الطموح وربما الوقت والهامش الزمني عن الانتخابات المقبلة يجدونه كاف لتركيز جل نشاطهم قبيل هذا الاستحقاق.

بالنتيجة أعتقد جازما ان الانتخابات المقبلة هي الفيصل وقد تؤسس لحياة حزبية تثري الحياة السياسية الوطنية وصولا لحكومات حزبية في المستقبل ولكن التجربة رهن التقييم،ونأمل ان تتوج بالنجاح لانها ستحدث اثرا كبيرا في رحلة التحديث السياسي التي نتوق لها جميعا.

المطلوب اليوم ان ندعم هذه التجربة في ظل توفر البنية التشريعية والقانونية والدستورية وما علينا الا الايمان بأن الاحزاب ستؤدي دورها على اكمل وجه وسترسم ملامح الحياة السياسية الاردنية في المستقبل،وبالتوازي الاقبال على الانخراط بها لتجويد واثراء هذه التجربة.

ختاما، الاحزاب قادرة على احداث الاثر الايجابي في الحياة السياسية بالتدرج وبالخطوات المدروسة وما عليها الا الانطلاق الى الميدان ورفع وتيرة حراكها لجذب اكبر عدد من الشباب عبر رؤى وبرامج واقعية قابلة للتطبيق على ارض الواقع تلامس وتشتبك مع امال وطموحات الاردنيين، والله والوطن من وراء القصد...