الهدوء يخيم على انتخابات رئاسة مجلس النواب
جفرا نيوز - بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
غريب أمر انتخابات رئاسة مجلس النواب للدورة الأخيرة من عمر مجلس النواب الدستوري، فبالرغم من ضيق وقصر مدة الفترة المتبقية من افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني التي تبدأ بخطاب العرش السامي ومدتها حوالي عشرة أيام ، إلا أن الهدوء غير المعتاد على هكذا انتخابات طوال السنوات الماضية التي كانت تجتاح الانتخابات سخونة ومنافسة شديدة وقوية في بعضها وتبدأ مبكرة جدا، وهذا الهدوء الحذر يشي بأن الانتخابات الرئاسية يبدوا أنها شبه محسومة، للرئيس الحالي النائب أحمد الصفدي ، أو أن هناك تكتيكا سريا يجري خلف الكواليس ، ليخرج علينا بعد أيام بمفاجأة ، حيث أنه ولغاية الآن لم نشهد حراكات انتخابية علنية قوية، وتحشدات واجتماعات عدا الولائم التي اعتدنا عليها ، حتى أن أسماء المرشحين للرئاسه لغاية الآن لم تبرز بشكل جدي وقوي، وإعلانات رسمية ، سوى ثلاثة نواب أعلنوا عبر بعض المواقع الإعلامية أنهم يعلنون ترشحهم لرئاسة مجلس النواب ، لكن في المقابل لم نشاهد لهم تحركات على الأرض ، وزيارات استقطابية للنواب في العلن، إلا إذا كانت تتم في السر والخفاء، ولكن وباعتقادي وحسب المعطيات وتحليلي ورؤيتي لحديث النواب أرى أن الرئاسة تتجه صوب التجديد للرئيس الحالي ، وأن هناك رضا تام عن أداؤه وتعامله معهم، حتى على المستوى الرسمي للسلطات الأخرى والله أعلم ، فقد تمكن الصفدي من إنجاح إقرار كافة القوانين والتشريعات التي وصلت إلى المجلس من الحكومة، والتي واجه بعضها معارضة وانتقاد شعبي، إلا أنه بهدوءه ودبلوماستيه وبالتعاون مع زملاءه في المكتب الدائم ورؤساء اللجان تمكن المجلس من تمرير كافة القوانين الإصلاحية بنجاح تام ، كما يسجل للرئيس الصفدي أنه كان خلوقا وغير عدائي مع أي كان، رغم الانتقادات التي وجهت له بصفته الشخصية، إلا أنه لم يلجأ إلى المحكمة ، أو الرد بالمثل على هذه الانتقادات التي طالته، ووصل بعضها لحد الذم والشتائم الشخصية ، إلا أنه ترفع عن ذلك ، كما أنه لم يلجأ كذلك إلى قانون الجرائم الإلكترونية كما فعل بعض أسلافه في السابق ، أو بعض المسؤولين ، بالإضافة إلى النشاط السياسي الذي قام به بزياراته هو وزملاؤه النواب للعديد من الدول العربية الدولية ، وأبرزها إلى مجلس الشورى السعودي ومجلس العموم البريطاني ، كل هذه الميزات والصفات قد أهلته للحصول ربما على رضا غالبية النواب ، والتي قد تفضي إلى إعادة انتخابه مرة ثانية لرئاسة المجلس ، والتجديد له، أما انتخابات المكتب الدائم من نواب ومساعدين فهي كذلك يلفها الغموض ، وقد يكون موقع النائب الأول محسوما للنائب الدكتور أحمد الخلايلة الي يتولى هذا الموقع حاليا ، والذي قام بواجبه على أكمل وجه ، وكان له حضور حتى على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وآخرها المشاركة في تمثيل الأردن في مؤتمر رؤساء برلمانات الاتحاد الاوروبي في ايرلندا، وعلى كل حال تبقى هذه المعلومات في باب التحليلات بانتظار ما تحمله الأيام القادمة من أخبار أو مفاجآت ، وتبقى الفرصة متاحة لجميع النواب بنفس المسافة بين كافة النواب، وللحديث بقية.